نفى نقيب الصاغة غسان جزماتي كل ما يُشاع عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإلكترونية غير معروفة المصدر عن قيام الصاغة بوزن النقود بدلاً من عدها عند استلام ثمن أي قطعة ذهبية ضمن عملية بيع.
وكانت بعض صفحات التواصل الاجتماعي والمنصات الالكترونية قد أوردت مؤخراً نقلاً عمّن وصفتهم بمصادرها، أن الصاغة يقومون عند بيع قطعة ذهبية بوزن النقود بدلاً من عدها في غمز من قناة العملة السورية، واصفة هذه العملية بأنها ناجمة عن كثرة المال المطلوب مقابل القطعة الذهبية، أي ليس لغلاء القطعة وإنما الأمر يتعلق بسعر الصرف.
نقيب الصاغة غسان جزماتي وفي تصريح لـ”الثورة” أكد أن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، مؤكداً أن كل الصاغة، كما أي فعالية تجارية أو خدمية أو مالية أخرى، يضطرها عملها للتعامل مع كميات من النقود داخلة وخارجة يومياً وبكميات أكثر مما يستعمله المواطن العادي، كلها تمتلك عدادة للنقود، ما يعني أنها لا تمارس عملية الوزن التي فبركتها وأوردتها هذه المنصات، بل يتم العد قطعة، فقطعة، عبر عدّادة النقود، مبيناً بأنها عملية كما يعرف كل البشر لا تستغرق إلا ثواني من الوقت، بحيث يمكن عد 10 ملايين ليرة خلال دقيقتين اثنتين أو أقل، وبالتالي ما الداعي إلى عملية الوزن التي خرجت هذه المنصات والصفحات بها، والتي تستحق عليها براءة اختراع.
نقيب الصاغة بين في حديثه أن هذا الأمر، وقبل أن يكون إساءة للصاغة، وقبل أن يكون إساءة أيضاً للمهنة، إنما هو محاولة للنيل من العملة الوطنية، مؤكداً أن هذا الحديث إنما هو إشارة غير مباشرة إلى صرف العملة السورية، لافتاً إلى أن أي بلد في العالم مهما كانت قوة اقتصاده لو تعرض لعُشر ما تعرضت له سورية، لكانت عملته انهارت تماماً، ولما كان سعر صرف عملته بعد 13 عاماً من الحرب العدوانية والحصار الجائر يساوي 15 ألف ليرة وحدة نقدية منها فقط أمام الدولار، وإنما كانت قد قفزت إلى مستويات قياسية والأمثلة ماثلة أمامنا.
جزماتي أكد في هذا السياق أن كل هذه المحاولات لا يمكن أن تؤثر على التزام الصاغة، وأنهم كانوا ومازالوا كما غيرهم من المخلصين في الوطن درعاً حصيناً، ووعاء ادخارياً مانعاً لثروة سورية الوطنية والقومية التي لم يتسرب منها شيء إلى الخارج، مشدداً على أن كل من يحاول النيل من العملة الوطنية، فإنما ينال من نفسه وكرامته قبلها لأنها كرامة السوريين وهي كرامة الوطن.
نقيب الصاغة أوضح في هذا السياق أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الصاغة ومهنة الصياغة إلى مثل هذه الاختلاقات، مؤكداً في الوقت نفسه بأنها لا تستند إلى ذرة واحدة من الحقيقة وتم تضخيمها، بل لا تمت للحقيقة بصِلة ولاسيما أن كل من يذهب إلى محل تجاري أو ضمن مركز (يقصد محلاً في مول)، أو مرفق ومن من يسدد قسط مدرسة، وكل من يقوم بأي شيء يستلزم كمية كبيرة من النقود قادر على التأكيد بأن هذه الفعالية أو ذلك المرفق الخدمي أو التجاري لديه عداد النقود، وبالتالي هو قادر- أي هذا المرفق- على عد كميات كبيرة من النقود في دقائق قليل.
جزماتي أكد أن هذا الأمر لن يؤثر كما المحاولات التي سبقته وإنما سيبقى الوضع على حاله، ويبقى الصاغة ملتزمين بوطنهم وبعملتهم المحلية الوطنية، وسيبقوا مساندين لها كما كان حالهم من قبل وكما كان حالهم أكثر منذ بداية الحرب الظالمة على بلادنا وحتى اليوم.