عقدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية اجتماعها برئاسة نائب رئيس الجبهة محمد إبراهيم الشعار.
وبدأ الشعار حديثه مرحباً بالحضور في الاجتماع الأول للقيادة المركزية للجبهة بعد تسمية القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وتشكيل الحكومة الجديدة،
وتناول الوضع السياسي و لا سيما في الظروف الحالية و ما تتعرض له المنطقة من عدوان صهيوني مدعوم من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لا يوفر البشر والحجر في فلسطين المحتلة ولبنان ويسقط يومياً مئات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يحرك ساكناً على الرغم من تشدقه بالديمقراطية وحقوق الانسان إلا أن المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان تتصدى لهذه الوحشية والحرب الممنهجة وكبدته الخسائر تلو الأخرى، فهذه الحرب الإجرامية وما يرافقها من إعلام تضليلي وحرب نفسية سخر لها العدو الصهيوني وداعموه في الغرب كل إمكاناتهم ومراكز أبحاثهم مركزين على الجيل الشاب لإحباطه وتيئيسه وخاصة ما يطرحه رئيس الكيان الغاصب من خيارات وما يرسمه من خطط، ويوزعه من خرائط عن الشرق الأوسط الجديد مستنداً في ذلك إلى العقائد التوراتية والتلمودية المزورة، إضافة إلى تعميم الغرب لثقافته الجديدة التي قوننها كالمثلية الجنسية وتغيير قانون الأحوال الشخصية والمخدرات وغيرها، وذلك بهدف تغيير ثقافتنا وتشتيت وحدة فكرنا الوطني.
كما أكد الشعار على الدور الأساس لأحزاب الجبهة وفي المقدمة حزب البعث العربي الاشتراكي، مبيناً ضرورة مواجهة ما يقوم به عدونا والعمل على تصليب مناعة أبنائنا وخاصة الجيل الشاب في تفنيد خطط أعدائنا والحؤول دون تأثيرها، وذلك من خلال تكثيف نشاطات الأحزاب كافة في عقد الندوات الجماهيرية وتوظيف وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، والاعتماد على الكوادر المؤهلة في الجامعات ومراكز الأبحاث، لمواجهة هذه الحرب النفسية والاستفادة من تجارب التاريخ القديم والحديث في أن المعتدي والمحتل طال الزمن أو قصر سيهزم ويعود الحق إلى أصحابه.
كما دعا نائب رئيس الجبهة إلى تمثل ما جاء في توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجبهة الوطنية التقدمية من خلال كلماته في مناسبات مختلفة وآخرها توجيهه للحكومة الجديدة في أن تكون شفافة وواقعية للتخفيف من معاناة المواطن، وهنا دورنا كأحزاب أن نقدم رؤانا الاقتصادية الواقعية لمساعدة الحكومة فيما يخص التنمية والوضع المعيشي لمواجهة المشكلات القائمة، وتنفيذ توجهات السيد الرئيس للحكومة حول الانطلاق من الواقع في المعالجة والإمكانيات والموارد المتوفرة في الدولة، وأن تكون دقيقة في وضع خططها في المجال الزراعي والصناعي والخدمي، وهذا ما يسهم في تعزيز الوعي الجمعي لدى الجماهير ويجسد الحالة الوطنية العالية.
من جهته تحدث الدكتور إبراهيم الحديد الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي حول دور أحزاب الجبهة انطلاقاً من ميثاقها بالتركيز على إعادة إعمار العقول وما دمرته الحرب، مؤكداً ضرورة وضع خطط تناسب واقعنا كما قال الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد في الاجتماع الموسع للجنة المركزية هذا العام.
ومن جانبه تطرق حموده الصباغ رئيس مجلس الشعب إلى ما قام به المجلس في دوره التشريعي الحالي إذ انتخب مكتب المجلس وشكلت اللجان التي تنبثق عن المجلس وعددها 17 لجنة، مبيناً أن المجلس كله شكل ورشة عمل لوضع صيغة تنفيذية لكلمة السيد الرئيس التوجيهية للمجلس حيث تناولت الكلمة في معظمها المهام المنوطة بمجلس الشعب في دورته الجديدة.
كما أشار الصباغ إلى مناقشة المجلس للبيان الذي تقدمت به الحكومة بالتفصيل في ضوء توجيهات السيد الرئيس، لافتا إلى التعاون مع الحكومة كسلطة تشريعية وسلطة تنفيذية كل بما له وما عليه.
بدوره عرض الدكتور محمد غازي الجلالي رئيس مجلس الوزراء الوضع الاقتصادي بالاستناد إلى توجهات السيد الرئيس بشار الأسد في أثناء اجتماعه مع الحكومة بعد أدائها القسم الدستوري أمامه، وفي المقدمة أن تكون حكومة واقعية وليس حكومة أحلام وآمال، وبدأت الحكومة بإجراءات العمل، متمثلين قول السيد الرئيس في أننا دولة مؤسسات وتعمل على تحسين إدارة الموارد المتوفرة في سورية، وتزامن تشكيل الحكومة مع العدوان الآثم على لبنان، إذ ترتب على الحكومة استقبال أكثر من 400 ألف لاجئ وهذا كان له انعكاس على عملنا إذ وجهنا السيد الرئيس بأن مساعدة اللاجئين من أولويات اهتمامنا.
وتحدث الجلالي عن الجانب الاقتصادي و ما فيه من اختلالات وواقع الحصار وما يترتب عليه من زيادة تكلفة المستورد نتيجة هذا الحصار، كما تناول موضوع الطاقة الكهربائية والمحروقات ومحاولة تأمين الاحتياجات الضرورية للنقل والزراعة والصناعة وفق الأولويات، مبيناً أن الحكومة تشكل ورشة عمل دائمة لتعمل ما أمكنها لتحسين الوضع المعيشي والخدمي ضمن الظروف الموضوعية، ولن تتردد في اتخاذ الخطوات التي تساعد في التخفيف من معاناة المواطنين.
كما تحدث أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمود زنبوعة وجمانة النوري وسمير خضر وفاضل النجار والأمناء العامون لأحزاب الجبهة وأحمد صالح إبراهيم رئيس الاتحاد العام للفلاحين وجمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال حول قضايا عدة تتعلق بالوضع الاقتصادي والمعيشي والغلاء الذي يعانيه المواطن وضرورة دعم القطاع العام وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي والصناعي وواقع الطاقة في سورية وما يعانيه نتيجة الحصار المفروض عليها وقدموا اقتراحات عملية تساعد الحكومة في وضع برامجها العملية.
وفي النهاية رد الأمين العام المساعد ورئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء على بعض التساؤلات التي طرحت من قبل الحضور.
وختم نائب رئيس الجبهة بشكره للحضور وأهمية هذا الاجتماع نتيجة ما دار فيه من نقاش مسؤول واقتراحات بناءة ومفيدة، كما وعد بتزويد الحكومة بكل الرؤى الاقتصادية والاقتراحات التي قدمت من قبل أحزاب الجبهة والمكتب الاقتصادي في القيادة المركزية للجبهة لمساعدتها وبذل الممكن للمضي في عملها وللتخفيف من معاناة المواطنين، وتعزيز صمود شعبنا في مواجهة أعدائنا والتصدي لهم وإفشال مخططاتهم، مؤكداً أن هدفنا النهائي كدولة وأحزاب بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تحرير كل شبر من أرض سورية من كل الاحتلالات لتحقيق وحدة التراب السوري كاملاً.