صرح مصدر استخباراتي غربي لصحيفة "جيروزالم بوست" أن تركيا تسعى لأن تصبح مزود الدفاع الجوي لسوريا، وذلك جزئياً من خلال ترسيخ وجودها في قاعدة T4، التي كانت نشطة في عهد نظام الأسد.
وأضاف المصدر الاستخباراتي الغربي "تعتزم تركيا تحويل قاعدة T4 إلى منشأة للطائرات المسيرة".
و أفاد موقع ميدل إيست آي الإلكتروني الثلاثاء أنه سيتم نشر نظام دفاع جوي من طراز "حصار" في قاعدة T4 لتوفير تغطية جوية للمنشأة.
وقال مصدر مطلع على التفاصيل، تحدث مع الموقع: "بمجرد تركيب النظام، سيتم تجديد القاعدة وتوسيعها بالمرافق اللازمة".
وأضاف المصدر أن القاعدة ستساعد تركيا على ترسيخ هيمنتها الجوية في المنطقة، وستدعم جهودها في محاربة داعش، الذي لا يزال ينشط في سوريا.
ويوم الاثنين، وخلال إحاطة صحفية، أعرب مسؤول إسرائيلي أمني عن قلقه من احتمال سماح الحكومة السورية لتركيا بإنشاء قواعد عسكرية داخل أراضيها. وقال المسؤول: "إذا أُنشئت قاعدة جوية تركية، فسيؤثر ذلك على حرية إسرائيل في التحرك في سوريا. هذا تهديد محتمل نعارضه".
ويأتي قلق إسرائيل من أن تسمح الحكومة السورية لتركيا بإنشاء قواعد عسكرية داخل البلاد في ظل التعاون المتزايد بين نظام الشرع في سوريا وحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
في الأسابيع الأخيرة، أجرت القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية عدة مناقشات بشأن المخاوف من تعمق التدخل التركي داخل سوريا نفسها، بما في ذلك احتمال قيام حكومة أردوغان بإنشاء قواعد عسكرية هناك. في السنوات التي سبقت سقوط نظام الأسد، دعمت تركيا وأردوغان المتمردين بقيادة الشرع وساعدتاهم.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، انتقد أردوغان إسرائيل بشدة، بما في ذلك قرارها الاستيلاء على مناطق عازلة داخل سوريا. وفي نهاية الأسبوع، صرّح أردوغان: "اللهم أنزل الدمار والخراب على إسرائيل الصهيونية".
وقال المصدر الأمني الإسرائيلي: "استهدفنا قاعدة تي فور العسكرية مؤخرًا لإيصال رسالة مفادها أننا لن نسمح بانتهاك حرية عملياتنا الجوية".
وتعرضت القاعدة، الواقعة في عمق سوريا، لهجوم في نهاية مارس/آذار. وخلال الهجوم، دُمرت أسلحة وقدرات استراتيجية في القواعد الجوية العسكرية.
وبخصوص الرئيس السوري نفسه، وما إذا كان شخصًا يمكن الحوار معه، أوضح المصدر الأمني: "إنه إسلامي بامتياز.. لديه أهداف قصيرة وطويلة المدى. أهدافه طويلة المدى لم تتغير؛ إنه عدونا.. إنه يعمل على رفع العقوبات عن سوريا، وأردوغان يتوسط أيضًا في هذا الصدد.. بدون رفع العقوبات، سيلقى مصير الأسد نفسه".
وكانت قاعدة T4 هدفًا لعدة غارات جوية إسرائيلية في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة.
ويوم الاثنين، صرّح مسؤول دفاعي إسرائيلي للصحفيين أن الهدف من هذه الضربات هو إرسال إشارة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع بأن إسرائيل لن تسمح بأي تقييد لحرية عملها في المجال الجوي السوري.