ودّعت الساحة الفنية السورية الممثلة فدوى محسن (1941 ــ 2025)، أحد الوجوه التي انطلقت من الجيل المؤسس للدراما السورية، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود. توفيت النجمة الراحلة عن عمر ناهز 84 عاماً، تاركة خلفها إرثاً فنياً لم ينل نصيبه من الضوء، كما حال كثير من أبناء ذلك الجيل الذي مهّد الطريق للأجيال التالية في الدراما السورية.
وأعلن نبأ الوفاة ابنها الممثل هامي البكار مساء أمس عبر حسابه على إنستغرام، لتبدأ الصحافة ومحبّو الفن السوري بالالتفات مجدداً إلى سيرة فنانة أثرت الشاشة والمسرح والسينما، رغم قلّة ما كُتب عنها في حياتها.
وُلدت فدوى محسن في مدينة دير الزور عام 1941، وبدأت خطواتها الأولى في الفن عبر «نقابة الفنانين السوريين» التي انتسبت إليها عام 1975. تميّزت بانطلاقتها المسرحية عبر عروض «المسرح الجوال»، حيث قدّمت نصوصاً عالمية كلاسيكية أسهمت في صقل موهبتها وأسلوبها التمثيلي.
دخلت محسن عالم التلفزيون في التسعينيات، وكان أول ظهور لها في مسلسل «طرابيش»، ثم توالت مشاركاتها في أعمال مهمة منها: «دموع الأصايل»، «الدخيلة»، «العبابيد»، «مذكرات عائلة»، «عودة غوار»، «أبناء القهر»، «عصر الجنون»، «ما ملكت أيمانكم»، «دنيا»، و«زمن البرغوث 2».
ورغم غزارة أعمالها، بقيت شخصية «أم إبراهيم» في المسلسل الشامي الشهير «باب الحارة» (الأجزاء الخمسة الأولى) واحدة من أبرز الأدوار التي رسخت في ذاكرة الجمهور العربي، لما حملته من صدق وخصوصية.
رغم أن التلفزيون كان محطتها الأبرز، إلا أن الراحلة خاضت أيضاً تجارب سينمائية محدودة في أفلام مثل «سفر الأجنحة»، «رد القضاء»، و«أمينة»، بقيت معظمها خارج دائرة الانتشار الواسع.
أما بداياتها، فكانت مرتبطة مباشرة بالمسرح الجوال، الذي شكّل حاضنة للمواهب السورية في سبعينيات القرن الماضي، ومهّد لها طريقاً نحو الشاشة الصغيرة لاحقاً.
وورث عنها ابنها الممثل هامي البكار، حب المهنة، وبرز في عدد من الأعمال التلفزيونية، وحقق شهرة واسعة بعد أدائه أحد أدوار البطولة في المسلسل الكوميدي «أيام الدراسة».
شُيّعت فدوى محسن اليوم الثلاثاء من مستشفى «المواساة» في حي المزة بدمشق إلى مدينة دوما في ريف دمشق، حيث وُوريت الثرى بعد صلاة الظهر. وتُقبل التعازي في منزلها الكائن في حي المهاجرين في العاصمة السورية.