قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر إن أي اتفاق سلام أو تطبيع محتمل مع سوريا يجب أن يُبنى على قاعدة أساسية، هي بقاء هضبة الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذا الموقف غير قابل للتفاوض.وجاءت تصريحات ساعر خلال مقابلة على قناة "I24News" العبرية والتي ناقش فيها تطورات العملية العسكرية الأخيرة ضد إيران، وانعكاساتها الإقليمية، بما في ذلك على الملف السوري.
وأوضح ساعر أن إسرائيل لا تمانع من حيث المبدأ في الدخول بمسار تفاوضي مع سوريا، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "أي اتفاق سلام أو تطبيع مستقبلي يجب أن يتم بينما الجولان في أيدينا".
وشدد الوزير الإسرائيلي على أنه "أنا أؤكد على هذه النقطة - مع الجولان، لا تنازل عن هذه المسألة".
وأشار إلى أنه "إذا اعترفت سوريا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، فإن ذلك سيكون أساساً لاتفاق مقبول"، مضيفاً أنه "لكننا لسنا في هذه المرحلة بعد، وما زلنا نراقب التطورات".
وعلى الرغم من الانفتاح المشروط، لم يُخفِ وزير الخارجية الإسرائيلي موقفه العدائي من الرئيس السوري أحمد الشرع، موضحاً أن "هذا القائد ليس قديساً، إنه شخص إرهابي".
وقال ساعر إن إسرائيل "لا تغفل طبيعة النظام في سوريا، لكننا نُدرك أيضاً أهمية فتح نوافذ دبلوماسية إن توفرت الشروط المناسبة".
من جانب آخر، وفي سياق حديثه عن تأثير الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد منشآت إيرانية، اعتبر ساعر أن إزالة ما وصفه بـ"الهيمنة الإيرانية في المنطقة" يمكن أن يخلق فرصاً جديدة لتوسيع دائرة اتفاقيات السلام، ضمن ما يُعرف بـ "اتفاقيات أبراهام".
وذكر أنه "نحن نقترب من لحظة يمكننا فيها توسيع دائرة السلام. هناك دول، بعضها يجاور إسرائيل، بدأت تتحدث بشكل مختلف عنا"، مؤكداً أن "إزالة الهيمنة الإيرانية الإقليمية ستُمهّد الطريق لذلك".
وأكد ساعر أن إسرائيل "لن تُكرر أخطاء الماضي"، مشيراً إلى أن "أي نقاش مستقبلي مع دمشق يجب أن يأخذ في الحسبان التجارب السابقة وفشل مسارات تفاوضية سابقة".
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلية إلى أنه "لن تكون هناك عودة إلى صيغ الانسحاب من الجولان كما طُرحت في الماضي، فاليوم نحن في موقع قوة، ويجب أن نستخدم هذه القوة بحكمة دبلوماسية".
يشار إلى أن الأسابيع الماضية شهدت تصاعداً لافتاً في التقارير التي تتحدث عن اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، والتي خرجت من دائرة التسريبات إلى التصريحات شبه الرسمية، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، عن إشرافه الشخصي على حوار سياسي وأمني مباشر مع الحكومة السورية.
وفي التصريحات، التي سربتها صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية عن رئيس مجلس الأمن القومي خلال جلسة مغلقة في الكنيست، أزالت الغموض عن طبيعة التواصل القائم، حيث أشار هنغبي إلى "تواصل يومي يشمل مستويات حكومية مختلفة في دمشق وتل أبيب"، وذلك لأول مرة منذ عقود.
وفي وقت سابق، نقلت قناة "i24NEWS" عن مصادر سورية "مطلعة"، أن الجانبين بصدد توقيع اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025، يتضمن انسحاباً تدريجياً من الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد التوغل في المنطقة العازلة، في 8 كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، إحدى أهم النقاط الاستراتيجية في الجولان.
وزعمت المصادر ذاتها أن الاتفاق سيحوّل مرتفعات الجولان المحتلة إلى "حديقة سلام"، في تعبير رمزي عن تقاسم السيادة أو تحويل المنطقة إلى مساحة منزوعة السلاح ومفتوحة للتعاون، وهو طرح طُرح سابقاً في مفاوضات سرّية خلال التسعينيات لكنه لم يُنفذ.