نجح فريق طبي سوري في مشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق، بإجراء عمليات نوعية، تقوم على فكرة حديثة عالمياً، باستخدام جزء من قلب المريض نفسه كصمام رئوي، بدلاً من الزرع التقليدي للصمامات المعدنية أو الحيوية.
استشاري جراحة القلب في مشفى جراحة القلب الجامعي الطبيب عبدو حمود أوضح في تصريح لمراسل سانا اليوم، أن هذا النوع من العمليات يجرى للمرة الأولى في سوريا والمنطقة، حيث إن إصلاح تشوه القلب الولادي “رباعي فالو”، لدى الكثير من مرضى القلب يحتاج في جزء كبير منه إلى خزع الصمام الرئوي، الذي يسبب عند خزعه قصوراً في الصمام، وبالتالي يتأثر البطين الأيمن مستقبلاً، ويصبح المريض بحاجة إلى زرع صمام معدني أو حيوي مكان الصمام الرئوي الذي حصل به القصور.
وأشار حمود إلى أن زرع الصمامات المعدنية أو الحيوية يعتبر مكلفاً، حيث يحتاج الصمام المعدني إلى أدوية مميعة تشكل عبئاً على المريض وتشكل خطراً صحياً، بينما يحتاج الصمام الحيوي بعد فترة إلى استبدال، ما يستلزم إجراء جراحة إضافية خطيرة وتكاليف مرتفعة.
ولفت حمود إلى أنه وبمساعدة فريقه الطبي، بدأ باستخدام طريقة جديدة، تقوم على أخذ جزء من لسينة الأذينة اليمنى من قلب المريض نفسه واستئصالها وصنعها على شكل صمام ووضعها مكان الصمام الرئوي الذي تم خزعه، مشيراً إلى أن هذا الصمام الجديد لا يحدث عليه هجوم أو تكلس مستقبلاً، وبالتالي لم يعد هناك حاجة لشراء صمام، حيث يقوم بمهام الصمام بشكل جيد حسب العمليات التي تم إجراؤها في المشفى.
وبيّن حمود أنه جرى البدء بإجراء هذا النوع من العمليات في 23-7-2025، وتم إجراء عمليتين لطفلتين مريضتين، وهما الآن في منزلهما ووضعهما جيد، لافتاً إلى أهمية هذه العمليات في تخفيض نسبة الوفيات بعدم الاضطرار إلى إجراء جراحة ثانية لتركيب صمام، وخاصة إنها تحمل خطورة عالية، وكذلك التخلص من تكلفة سعر الصمام المعدني أو الحيوي المطلوب تركيبه عند إعادة الجراحة، مع تقليل التكلفة بعدم استخدام الأدوية المميعة.
ونوه حمود بجهود فريقه في إجراء العمليات من طلاب الدراسات العليا والأطباء، الذين يتابعون حالات المرضى، وبجهود إدارة المشفى التي توفر كل الدعم والتسهيلات لذلك، مؤكداً الاستمرار بإجراء هذه العمليات في المستقبل، وخاصة أنها غير مكلفة وتفيد المرضى كثيراً.
و”رباعي فالو” هو عيب قلبي خلقي معقد عند الولادة، يتضمن تشوهات تعيق تدفق الدم المؤكسج بشكل صحيح، ما يؤدي إلى ازرقاق الجلد والأغشية المخاطية والشفتين والأظافر لدى الطفل، بسبب نقص الأكسجين في الدم، وتتطلب الحالة جراحة لتصحيحها، ويحتاج المرضى إلى فحوصات طبية منتظمة ونوبات متابعة مع فريق متخصص في أمراض القلب.