
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة الماضية، قراراً بأغلبية الدول الأعضاء، يطالب إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران 1967، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مؤكدة عدم شرعية الاحتلال ورفضها لأي إجراءات أحادية تتعلق بضم المنطقة.
وصوت لمصلحة مشروع القرار المعنون “الجولان السوري”، الذي قدمته مصر نيابة عن المجموعة العربية، على 123 صوتاً مؤيداً، مقابل 7 أصوات معارضة، في حين امتنعت 41 دولة عن التصويت.
ونص القرار الأممي على أن استمرار إسرائيل في فرض قوانينها وولايتها على الجولان السوري، يُعد عملاً غير قانوني ويتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، وهو قرار “باطل وملغى ولا يتمتع بأي شرعية”.
وأكدت الجمعية العامة أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وما يرتبط به من إجراءات ضم فعلية، يشكل عقبة أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، مجددة مطالبتها إسرائيل بالالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
الخارجية السورية: تأييد القرار يظهر الدعم الكبير لسوريا الجديدة وموقفها المبدئي المتمسك بالجولان السوري المحتل
من جهتها، أعربت الجمهورية العربية السورية عن عميق شكرها وامتنانها للدول التي تبنت وصوتت لمصلحة قرار “الجولان “السوري” الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم 3 كانون الأول 2025 وخاصة تلك الدول التي غيرت تصويتها عن السنوات الماضية.
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيانها إلى أن ازدياد عدد الدول التي صوتت لمصلحة القرار من 97 في العام الماضي إلى 123 في العام الجاري يظهر بشكل لا لبس فيه حجم الدعم الكبير لسوريا الجديدة وموقفها الوطني والمبدئي المتمسك بالجولان السوري المحتل، ويعكس الجهود الدبلوماسية الحثيثة. إذ يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب من كامل أراضي الجولان السوري المحتل إلى خط 4 حزيران 1967، ويؤكد مبدأ عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة وعدم مشروعية بناء المستوطنات والأنشطة الإسرائيلية الأخرى في الجولان السوري المحتل، ويعلن أن إسرائيل لم تمتثل حتى الآن لقرار مجلس الأمن 497. كما يؤكد أن استمرار احتلال الجولان السوري وضمه بحكم الأمر الواقع يشكلان حجر عثرة أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.
وشدد البيان على أن انخراط الجمهورية العربية السورية في محادثات جادة حول الأمور التقنية التي قد تمس أمنها وأمن المنطقة واستقرارها لا يعني تنازلها عن أن الجولان أرض سورية، وهو موقف جسدته من خلال الحشد الدولي الناجح لهذا القرار.
بدوره أكد مندوب سوريا الدائم في مجلس الأمن إبراهيم علبي، ثبات الموقف السوري تجاه الجولان المحتل، مشدداً على أنها أرض عربية سورية ولبلاده الحق الكامل في استعادتها كاملة.
ونقلت الإخبارية السورية عن علبي قوله إن “هذا التصويت والقرار الأممي الذي أيده لأول مرة 123 دولة، يظهر أن سوريا مع كل التحديات لا تتخلى عن حقها في الجولان، وقد أثبتت ذلك من خلال قوتها الدبلوماسية الجديدة وانخراطها الفاعل مع المجتمع الدولي، ما أدى إلى تغيير موقف أكثر من 26 دولة مقارنة بالعام الماضي لمصلحة القرار”.
وأوضح علبي أن المحادثات مع إسرائيل لا تتناول بأي شكل من الأشكال مصير الجولان السوري المحتل، وأن هذه المحادثات تمت بمتابعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار السعي لمعالجة المخاوف الأمنية للطرفين، مشيراً إلى أن سوريا تضع السبل السلمية والدبلوماسية في مقدمة أولوياتها خلال هذه المرحلة.وثمن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، دور الشقيقة مصر التي دأبت على تقديم هذا القرار لسنوات، وقال: نقدر جميع الدول التي صوتت لمصلحته عبر الأعوام، والدول التي أيدته هذا العام، تأكيداً لالتزامها بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ورفضها للاحتلال ودعمها لسوريا ولشعبها.
وتعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنوياً قرارات بأغلبية الدول الأعضاء، تؤكد أن الجولان عربي سوري، وأن إجراءات إسرائيل “القوة القائمة بالاحتلال” باطلة، وأن عليها الانسحاب الكامل منه، حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وضرورة تنفيذها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.