الأسواق والفعاليات التجارية تستعين بـ "بسطة رمضان"

الخميس, 18 آب 2011 الساعة 02:30 | اقتصاد, محلي

الأسواق والفعاليات التجارية تستعين بـ
جهينة نيوز: ربما يكون الكرم أكثر الصفات التي تقترن برمضان غير أن الشهر الفضيل لا يعدل بين الوجبات والمنتجات الغذائية حيث يدعم بعضها ويسهم برواجه بشكل كبير على حساب بعضها الآخر إذ تزداد خلاله مبيعات بعض الغذائيات التي أصبحت تقليداً رمضانياً سنوياً غير دارج خارج هذا الشهر فيما يؤثر سلبا على رواج وجبات أخرى إلى درجة تنخفض معها مبيعاتها إلى حدود النصف ما يجعل الفعاليات الاقتصادية تعوض هذا التراجع بمحفزات أبرزها بسطة رمضان. وينشط في الشهر الكريم قطاع الوجبات التي تقدم في الولائم سواء الاجتماعية أم الخيرية والتي تحضرها أعداد كبيرة من الناس حيث يروج لغذائيات رمضانية محددة ويشغل عدداً كبيراً من المطاعم والمطابخ التي يقع الاختيارعليها لصنع وجبات إفطار يومية لصالح جهة ما أو لفاعل خير يود توزيعها على المحتاجين. وتستحوذ المطاعم الكبيرة على الحصة الاكبر من إعداد وعمل الوجبات والولائم الكبيرة التي تنشط بشكل جيد خلال هذا الشهر مستفيدة من خدمة التوصيل في كسب زبائن جدد تسهل عليهم عناء الحضور إليها. وفيما يعد التمر من أساسيات فطور رمضان فإن "الصمون" يتصدر المنتجات التي تنشط مبيعاتها بشكل كبير في رمضان مقارنة بغيره من الأشهر حيث لا تكاد وجبة السحور تخلو من هذه المادة الذي يتم تناوله محشواً باللبنة أو المربى أو الزعتر مع كأس من الشاي عادة وقال غسان واوية كهربائي سيارات إنه يتعمد الذهاب إلى المخبز بعيد الثانية فجراً ليتجنب الازدحام على شراء الصمون مبيناً أن استراتيجيته لا تنفع في كثير من الأحيان كون الزبائن لا ينقطعون من الساعة العاشرة مساء وحتى الثالثة فجراً. ولفت إلى أنه يضطر أحياناً للانتظار أكثر من نصف ساعة حتى خروج دفعة جديدة من العجين. وبين قصي طه صاحب مخبز للخبز المشروح أن الاقبال يزداد بشكل كبير في رمضان رغم أن الربطة التي تقابل بالوزن نصف ربطة الخبز العادي يصل سعرها الى خمسين ليرة غير أن الصائمين يجدونها أخف على المعدة بعد صيام نهار طويل يتجاوز 15 ساعة موضحاً أن مبيعاته تضاعفت منذ بداية الشهر ما فرض عليه زيادة ساعات العمل الذي يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى قبيل أذان المغرب بدقائق ما يوفر للمخبز وعماله فرصة لزيادة الدخل. كما ارتفعت مبيعات الألبان ومشتقاتها خلال الفترة الماضية من رمضان وأوضح محمد سعيد صاحب محل لبيع المواد الغذائية أن اللبن العادي والمصفى والزيتون كانت من أكثر الأصناف الغذائية طلباً في النصف الأول منه وذلك باعتبارها الأكثر حضوراً على مائدة السحور. ويرى المتسوق عبد المعراني أن الألبان ومشتقاتها تعد من أفضل الوجبات على مائدة السحور لفوائدها الغذائية الكبيرة وكونها لا تتسبب بالعطش وتعين الشخص على الصيام. وتزداد مبيعات المأكولات الشعبية بشكل كبير خلال هذا الشهر لا سيما الفتة والفول والمسبحة وقدر محمد الحاج صاحب محل عريق لبيع الفتات والفول والحمص ازدياد مبيعاته بنحو 70 بالمئة إلى 100 بالمئة في بعض الايام مؤكدا أن هذا الاقبال الاستثنائي لم يرافقه ارتفاع في الأسعار رغم ارتفاع أسعار الحمص مؤخراً موضحاً أن البائعين الذين يتقنون المصلحة يعلمون أن المكسب بالتصريف أكثر منه بزيادة هامش المربح كما أن الحفاظ على الثقة التي استمر بناؤها لسنوات أمر مهم جدا حتى لو انخفض هذا الهامش. وأضاف أن مطعمه شهد خلال النصف الأول من الشهر حالة استنفار قصوى تطلبت زيادة عدد العاملين خلال الفترة قبيل السحور وقبل الفطور تلبية للعدد الكبير من الزبائن الذين يرتادون المطعم. وأكد أبو خالد عنقا مدير أحد المطاعم الشعبية أن الإقبال الكبير الذي تشهده المطاعم الشعبية يفوق إمكانات العديد من المطاعم ومنها مطعمه الذي يستمر في تقديم وجبات السحور حتى أذان الفجر مشيراً إلى أن الطاقة الإنتاجية للمطعم ازدادت إلى الضعف ليحقق أعلى قدر من الاستفادة من هذا الموسم معتبراً أن الطلب يكاد يفوق العرض بأضعاف. وتتوج الحلويات فطور الصائمين العامر حيث يستهلك الصائم أنواعاً عديدة منها والتي تتصدرها القطايف باللوز اوالقشطة أو الجوز والكنافة والهريسة وغيرها . وفيما ينشط رمضان الإقبال على منتجات ووجبات معينة فإنه يسهم إلى حد كبير في إضعاف الحركة التجارية في قطاعات أخرى كمطاعم الوجبات السريعة والفلافل والشاورما والفروج التي يصل الاقبال عليها إلى حده الأدنى لاسيما خلال النهار. وأوضح محمد يونس مدير محل للشاورما والفروج المشوي في ريف دمشق أن مبيعاته انخفضت منذ بداية رمضان مفسرا ذلك بعدم حاجة معظم الناس لوجبات المطعم في أوقات الذروة المعتادة خاصة عند الظهيرة وبين الساعتين التاسعة والثانية عشرة ليلاً. وأضاف ان بسطة رمضان تسهم بتعويض الخسائر حيث يعمد أصحاب محال الغذائيات والوجبات إلى وضع طاولة أمام محالهم تعرف بـ بسطة رمضان تعرض عليها غذائيات رمضانية ويتصدرها التمر وقمر الدين ومجفف المشمش والتين والزبيب والخبز بالدبس "الناعم" والحمص المسلوق وغيرها. كما يصنع أصحاب المحال وجبات رمضانية تماشياً مع طلبات الزبائن والتي غالباً ما تكون على شكل وجبات كاملة تحتوي على الشوربات والعصائر والحلويات وعدة حبات تمر. وكان الصناعي والتاجر السوري وما يزالان مبدعين للحلول الخلاقة حيث لا يعدم وسيلة لخلق فرص جديدة وتجيير الظروف عندما تضيق عليه الأحوال وبالتالي اعتاد الاستفادة من رواج بضائع معينة في رمضان وتعويض ركود أخرى.

أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا