جهينة نيوز
تشهد مدينة دير الزور أجواء الخير والبركة والمحبة في الشهر الفضيل
والتعاطف والتآزر بين الناس وتعميق التواصل والمحبة بين الأقارب والجيران
والأصدقاء بمظاهر احتفالية وعادات وتقاليد توارثها الأبناء عبر الآباء
والأجداد .
وبحكم ما تمتاز به أجواء رمضان المباركة من موائد عامرة شهدت أسواق
المدينة ازدحاما ملحوظا نتيجة الإقبال الواسع من المواطنين على شراء
حاجاتهم الرمضانية مع توفر كل مستلزمات المائدة الرمضانية.
ولشهر رمضان عند أهالي دير الزور نكهة خاصة حيث يعم التآخي بينهم وينسى
الناس الخصومات ويعودون إلى القيم الروحية والانسانية من مساعدة الفقراء
والمحتاجين وتبادل الطعام بين الجيران وبيوت العائلة الواحدة.
وتقول الحاجة أم قصي أنه قبل ستين عاما كان الناس في رمضان أسرة واحدة
وكان أكثر ما يميز الشهر الفضيل السهرات الرمضانية قبل دخول التلفاز إلى
البيوت فكان الناس بعد الافطار يجتمعون عند كبير العائلة يتبادلون
الأحاديث مع شرب الشاي والقهوة العربية حتى ساعة متاخرة من الليل حيث
ينفض الحاضرون إلى منازلهم ومع اقتراب موعد السحور كان يجوب المسحراتي
بطبلته أحياء المدينة لايقاظ الناس .
وتضيف أم قصي أن المائدة الرمضانية في ذلك الوقت كانت تضم نوعا واحدا أو
اثنين من أنواع الطعام إضافة إلى المشروبات الرمضانية المعروفة وهي قمر
الدين والتمر هندي ولم يكن الناس يكثرون من أصناف الطعام حيث لم تنتشر
أجهزة التبريد في المنازل بعد لذا يكتفون بصنف او اثنين من الطعام منعا
لفساده خاصة في فصل الصيف.
ومن العادات الرمضانية المستحدثة في مدينة دير الزور صيفا التنزه بعد
الافطار على الكورنيش النهري بفرعيه الشرقي والغربي حيث يجد الناس في
شاطئ نهر الفرات ضالتهم من الهواء العليل والماء الجاري ونضارة الأشجار
الخضراء من الحور الفراتي والصفصاف وتقوم العديد من الأسر باصطحاب
مأكولاتهم ومشروباتهم إلى الكورنيش ويتسحرون هناك.
وتقول مانوليا عبود ربة منزل إنها تقوم في شهر الخير بإحياء عادات
وتقاليد أبناء مدينة ديرالزور الجميلة التي توارثتها عن والدتها في هذا
الشهر الفضيل حيث تقوم بلم شمل العائلة وتنوع الأطباق التي تشتهر بها
المدينة كالبامية والهبيط والمعصبية والبجارية والحنينة وتتبادل الطعام
مع الجيران.
وبين زياد العواد صاحب مطعم للكباب أن مدينة دير الزور اشتهرت بالكباب
الديري والذي يشهد اقبالا كبيرا خاصة في شهر رمضان حيث امتازت دير الزور
بكبابها الذي يحضر دون استخدام اجهزة الفرم الآلية بل يتم فرمه يدويا
بواسطة سكين كبيرة تسمى السيخ.
وقال محمد عبوش بائع تمور في الساحة العامة إن الإقبال على شراء التمور
يزداد بمختلف أصنافها خلال شهر رمضان وخاصة انواع البرحي والخلاص والسكري
والمنزوع النوى الخاص بإعداد وجبة الحنينة الوجبة الرئيسة على السحور.
وأوضح رائد الشاهر صاحب مقهى على ضفاف النهر أن المقهى يشهد إقبالا كبيرا
بعد الافطار حيث يستمتع أهالي دير الزور بلعب الطاولة وتبادل الاحاديث
حتى موعد السحور.