جهينة نيوز:
أن تبدأ أمسية الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بموسيقا الألعاب النارية لهاندل وتنتهي بالقداس الثاني من المصنف 167 لشوبرت مروراً بمقطوعة من سلم صول مينور للوتريات والأورغن لألبينوني والحركة الأولى من السيمفونية الأربعين لموزارت ومقطوعة "فلترتق القلوب" لإدوارد إلغار فهذا يضعنا أمام مختارات من روائع الموسيقا الكلاسيكية وخاصة أنها قدمت بنسختها الأصلية وضمن الحضور البهي لآلة الأورغن.
حوارية لطيفة بين الوتريات والآلات النفخية تضمنتها المختارات من متتالية "موسيقا الألعاب النارية" برزت من خلالها الآلات النحاسية ولاسيما الترومبيت لتخلق مساحات من البهجة اللحنية ولاسيما في ظل الخلفية الناعمة التي حققتها تلك التوليفة بين عازفي الكمان والتشيللو والكونترباص مع الآلات النفخية.
تنتقل الفرقة السيمفونية بعدها إلى حوار موسيقي آخر بين الوتريات والأورغن الذي عزف عليه أغيد منصور بحيث تناغمت فخامة الأصوات التي تصدرها "ملكة الآلات الموسيقية وأضخمها" مع الكمانات وتحديداً عازفة الكمان الأول "مارينا أنيسيموفا" التي قدمت عزفاً جمالياً خالصاً محققة نقلة هامة في المستوى الدرامي للحن.
أما الحركة الأولى من السيمفونية رقم 40 لموزارت من سلم صول مينور فكانت بمثابة إعادة فتح شهية الجمهور لهذه المختارات الرائعة من الكلاسيكيات الموسيقية العالمية وتمهيداً للدخول في جو التناغم بين الموسيقا الآلية والأصوات البشرية لكورال المعهد العالي للموسيقا بقيادة حسام الدين بريمو الذي تفاعل معه الجمهور أيما تفاعل وصفق للأصوات الجميلة طويلاً ولاسيما الخريجون الجدد من المعهد العالي للموسيقا السوبرانو ميراي بيطار والتينور إياد حنا والباص فراس البيطار.
جماليات كثيرة حققتها الحناجر السورية في مقطوعة "فلترتق القلوب" للمؤلف الإنكليزي إدوارد إلغار" حيث أضافت إلى التناغم بين الوتريات والنحاسيات والإيقاع والأورغن تناغماً أكبر عبر أداء راقٍ يوازي القوى التعبيرية لتلك المقطوعة التي يصفها نقاد الموسيقا بأنها "معمل للتعبير والذكرى كونها كتبت بعد الحرب العالمية الأولى تعبيراً عن مدى الحزن والغضب اللذين جاش بهما صدر "إلغار".
أما ختام الأمسية فجاء روحانياً بطريقة شوبرت في استنباط ألحان انفعالية الأسلوب لكنها في الوقت ذاته مفعمة بالشاعرية والثورية في لغتها الموسيقية رغم أنها مصاغة في قالب وأشكال المدرسة التقليدية بحيث تمكن عازفو الفرقة السيمفونية الوطنية السورية مع أعضاء كورال المعهد العالي للموسيقا من الانسجام إلى أقصى حد تحت إدارة المايسترو ميساك باغبودريان وتقديم القداس الثاني بنسخته الأصلية ناقلين تلك النزعة لدى شوبرت ليكون جسراً بين العصرين الكلاسيكي والرومانسي.
16:11