جهينة نيوز:
فاجأ التشكيلي مطيع مراد المعروف بأسلوبه التعبيري زوار معرضه المقام حالياً في صالة أيام بدمشق من خلال الانعطافة الجديدة التي حققها في أعماله الأخيرة والمنجزة بأسلوب تجريدي يعتمد على الألوان القوية المتجاورة في علاقات هندسية تحاكي الزخرفة الإسلامية في توضعاتها وتذهب بالمشاهد إلى آفاق صوفية رحبة.
ويكشف التمعن في فضاء اللوحات أن كل واحدة قد امتلكت ايقاعها اللوني الخاص مع التناسق الهادئ أحياناً والصاخب في غيرها وذلك بالاعتماد على التنوع في رسم الخطوط الناظمة للعلاقات اللونية بين الرتابة والفوضى إلى جانب حضور المربعات وما تحدثه من ايقاع بصري خاص وتنظيم لوني محكم.
وعن تجربته الفنية الجديدة قال مراد: إن المزج بين اللون والعمل الهندسي ضمن اللوحة تطلب وقتاً طويلاً مني للوصول إلى هذه النتيجة التي اعتمدت فيها على الروح الطفولية في العمل إلى جانب المخزون البصري من الزخرفة الاسلامية ومبدأ الانطلاق من مركزية اللوحة نحو الخارج بتوازن لوني وبصري، وقد حاولت ادخال الحركة على ايقاع الألوان في اللوحة مع المحافظة على توازنها النفسي العام بين الثبات والحركة وأكثر ما تجلى هذا في لوحة أسماها القلعة المعتمدة على المربعات اللونية والعلاقات بينها وتناوب الخط الحار مع الخط البارد ضمن حسابات معقدة تعبر عن المؤنث والمذكر بشكل معاصر.
وأوضح الفنان مراد أن اللوحة التمثيلية أسهل من اللوحة المجردة المعتمدة على الثقافة وقال: كوني أعمل بتدريس الرسم لأعمار متفاوتة استفدت من تنوع التوجه لطلابي حسب أعمارهم وأخذت المبادئ الزخرفية وأضفت عليها عملاً جديداً للوصول إلى صيغة معاصرة للزخرفة الاسلامية واعتقد أن وصول اللوحة التجريدية للمتلقى يتطلب ثقافة بصرية نحتاج لنشرها عبر متاحف فنية جادة.
وعن أفكار لوحاته قال مراد أنها تأتي إلى مخيلته كومضات يقوم بنقلها إلى قماش اللوحة مبيناً أن هذا يعتمد على المخزون الأكاديمي والبيئي والجمالي لديه موضحاً أيضاً أن الفنان يستقي مواضيعه دائماً من مجتمعه وبيئته سواء أكان بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأكد أنه يخاف دائماً قبل أي معرض لأنه يشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه تقديم شيء جديد فهو منذ بدايته الفنية قبل عشر سنوات كان يقدم حالات تعبيرية مأساوية متقشفة لونياً وهذا تطلب جرأة واليوم يعرض تجربته الجديدة ويترقب ردود الأفعال مبيناً أن أهمية البيع للفنان تأتي أولاً كمعيار لقبول الجمهور لعمله ومن ثم ضرورة المردود المادي له ولحياته.
ومن بين الأعمال المعروضة ثمة لوحة قدمها مراد كتحية للخطاط السوري منير الشعراني وتقديراً لتجربته المهمة وهي بالأساس لوحة حروفية.
من جانبه قال التشكيلي العراقي سامي محمد أن المعرض يقدم تجربة فنية مهمة لفنان يبحث في عالم اللون وعلاقته بالشكل ويعبر عن المستوى المتطور الذي وصلت إليه الحركة التشكيلية السورية.
أما الفنان حمود شنتوت فعبر عن اعجابه بموضوع الخداع البصري الذي اختاره الفنان وطريقة تقديمه له بشكل حديث مضيفاً أن هذا الموضوع يقدم منذ خمسين عام في أوروبا ولكن ما يميز أعمال الفنان مطيع هو المزج بين خداع البصر والتجريد مع بصمة خاصة به مبيناً أن اللوحات تقترب من البيئة الأوروبية أكثر من الشرقية نتيجة الألوان الوحشية المباشرة والصاخبة إلى جانب الايقاع السريع المشذب بالمربعات السوداء.
وتوقفت التشكيلية خلود السباعي عند ما سمته الموسيقا البصرية في اللوحات ضمن حدود هندسية أنيقة نقلتها لأجواء جميلة من الألوان مبينة أن الدقة والمهارة واضحة في اللوحات وتظهر تمكن الفنان من أدواته.
والفنان مطيع مراد من مواليد حمص 1977 خريج كلية الفنون الجميلة وله معارض جماعية وفردية عديدة داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في لبنان والأردن وفرنسا وسويسرا وأميركا والصين وسورية.
ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
1رنال مراد
25/5/2010 01:42
أسعدني
أسعدني أن أقرأ عن أعمال أخي
عندكم وخصوصا أنني دائما لا
أستطيع أن أحضر معارضه بسبب
اقامتي في المملكة العربية
السعودية ولكمجزيل الشكر على
مساهمتكم في ربط الأخوة ببعضهم
01:42