جهينة نيوز:
يلعب منتخب الجزائر مباراة العمر، يلعب من أجل استعاد الحلم المسروق منذ عام 1982 بعدم التأهل إلى الدور الثاني، يلعب أمام روسيا العنيدة، وأمام فابيو كابيلو المدرب الذي واجهوه من قبل وفرضوا عليه التعادل عندما كان يدرب انجلترا في مونديال 2010.
يدخل المنتخب الجزائري بعد إيجابيات عديدة حصل عليها من مواجهة كوريا الجنوبية، فاللعب المهاري والتسجيل وصناعة الفرص والتركيز على نقاط ضعف الخصم، إضافة إلى تألق مبولحي واستعادة الفريق الروح، كلها إيجابيات ستكون سيفاً بيد سليماني ورفاقه لضرب روسيا به.
لكن تلك الإيجابيات الكثيرة، يجب أن لا تنسينا وجود بعض السلبيات، التي سيكون التخلص منها طريق التأهل، وفيما يلي نستعرض معاً 4 من أهم هذه العيوب:
- التبديلات المتأخرة:
سواء أمام بلجيكا أو أثناء الفوز على كوريا الجنوبية، بدأ المدرب وحيد خليلوزيتش بشكل ممتاز لكنه اخطأ في التبديلات، فتم معاقبة الجزائر على الأولى بخسارة المباراة، وعلى الثانية بتلقي الأهداف.
المدرب البوسني يراهن كثيراً على استعادة توازن المباراة تلقائياً من قبل لاعبيه بناء على أوامره التكتيكية رغم رؤيته اختلال التوازن في الملعب، فهو أمام كوريا صبر بعد تسجيلهم الهدف الأول، فباتت السيطرة والكرة في حوزة الفريق الأسيوي، ولولا تسجيل ياسين براهيمي هدفاً مميزاً ورائعاً لربما أخذت المباراة منحى آخر، بل كادت أن تفعل لولا تألق مبولحي قبل هدف الجزائر الرابع.
الهدف الرابع قتل اللقاء لكنه أبقى الكرة بحوزة الكوريين، فسجلوا هدفاً، ونتيجة للجري خلف الكرة، بذل الخضر جهداً غير مبرر، فانهارت اللياقة كما شاهدنا في الدقائق الأخيرة وباعتراف مجيد بوقرة الذي قال "أنهكنا التعب في نهاية الشوط الثاني".
- اللياقة البدنية:
اللياقة البدنية، سلبية تحدث عنها كثيرون قبل انطلاق كأس العالم، وكان من المفروض محاولة رفعها أو تغطية هذا العيب بأسلوب لعب مختلف.
الحفاظ على الكرة لأطول فترة ممكنة عند عدم الحاجة للتسجيل هي الطريقة الأمثل، إضافة إلى أن التأخير بالتبديلات دائما ما ينتج عنه لاعب مرهق، فلا يقوم بمهامه مما يحمل زميلاً آخر وظائفه، فيتم إرهاقه هو أيضاً، وتبدأ السلسلة بهذا الشكل، والتبديل السريع للاعب الأكثر إرهاقاً يمنح حيوية ويمنع الإرهاق السلبي من الانتشار.
بالتأكيد، لا يمكن العمل على مستوى لياقة الفرد أثناء البطولة، فهذه أمور يتم عملها في فترة الإعداد، ويبدو أن المدرب البوسني سعى إليها لكنه اصطدم بإرهاق اللاعبين، لأن ما قاله فيغولي "إن التدريبات مرهقة"، دليل على نوعية تدريبات تركز على اللياقة.
- الهفوات الدفاعية في الرقابة:
في المباراتين، كان هناك سوء رقابة فردية واضح جداً، بل ربما هو من أسوأ الرقابات الفردية في كاس العالم داخل منطقة الجزاء، فالمنتخب يسمح لبعض اللاعبين بالتسجيل والتهديد من دون أي خطورة أو أي إبداع.
فهدف بلجيكا الأول مثلاً، لم يكن فيه أي شيء من الإبداع، كرة عالية داخل منطقة الجزاء ولا يمكن فهم وجود فيلايني بهذه الراحة لوحده أمام المرمى، الأمر تكرر أمام كوريا مع فرص ضاعت وأهداف سجلت. ولو كانت تلك الهفوات تحت ضغط وجمل إبداعية من الخصم لكان الأمر مفهوماً، لكن أن تأتي من كرات عادية فالأمر يتحول إلى هدية للفرق المنافسة.
- السماح للخصم بالتسديد من بعيد:
سددت بلجيكا عدة كرات من خارج منطقة الجزاء تعامل معها مبولحي بروعة رغم خطورتها، تكرر الأمر مع كوريا وكان الحارس ذاته في المرصاد، لكن ماذا لو فشل مع كرة واحدة؟ .. سيتم تسجيل هدف!
هناك سوء في الضغط على اللاعبين في المسافات المؤاتية للتسديدة البعيد، يسمح للاعبي الفريق الآخر أخذ فرصهم بالتسديد دوماً، والروس يتميزون بلاعبين أصحاب أقدام قوية كعادة أوروبا الشرقية، إضافة إلى أنهم يركزون كثيراً على الاقتحام من العمق مما يعني أن إتاحة هذه الفرصة لهم سيكون أمراً خطيراً.
العيوب السابقة لا تقلل من شأن منتخب الجزائر أبداً، فهو لا يقل شأنا عن المنتخب الروسي، وسيلعب معه الند للند، لكن الحذر والتركيز على عدم إعطاء الخصم عيوباً على طبق من ذهب هو الخطوة الأولى للتأهل.