جهينة نيوز:
يستضيف مقهي /جدل بيزنطي/ الثقافي في اللاذقية حالياً تجربة ابداعية لافتة لثلاثة عشر شاباً و شابة من الفنانين الهواة و تعرض التجربة التي تحمل عنوان /تكوين/ لعشرين عملاً فنياً تم انجازه خلال ورشة عمل متخصصة أقامها البيت العربي للرسم والموسيقا في وقت سابق بالتعاون مع الغرفة الفتية الدولية في المحافظة و أشرف عليها الفنان على مقوص.
واستمدت الورشة التي استمرت لأربعة أيام فكرتها الأساسية من وحي الموسيقا كأحد الفنون السمعية القادرة من خلال مفرداتها المتنوعة على اثراء المتن الجمالي في المنجز التشكيلي و اعطائه أبعاداً أكثر جمالية و تنوعاً.
وأشار الفنان مقوص: إلى أن الورشة وهي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة استطاعت تكريس روح العمل الجماعي بين الفنانين المشاركين الأمر الذي رفع من سوية العصف الذهني للمجموعة و بالتالي انتاج جملة من الأفكار الخلاقة التي تفاعلت مع بعضها ضمن سلسلة من حلقات الحوار والجدل البناء قبل الانطلاق في تنفيذ الطروحات التشكيلية المشتركة.
وأضاف: مقوص أن المحور الأساسي لهذا المختبر قام على استثمار مجموعة واسعة من المفردات الموسيقية المختلفة في صياغة العمل الفني عبر تشكيل فضاءات رمزية تستلهم في خطوطها وألوانها المناخ الذي تنتجه أصوات الآلات الموسيقية المتنوعة وفق مجموعة من التقنيات الفنية تم استنباطها خصيصا لهذا الغرض.
ولفت إلى أن تجارب من هذا النوع من شأنها أن ترتقي بتجربة الفنانين الشباب و تطور خياراتهم الفكرية لتحفيز تصورات و رؤى مختلفة عما هو سائد على الساحة الفنية منوها إلى أن الورشات التخصصية الحديثة حول العالم هي اليوم مختبرات يجري فيها دمج الأفكار و الرؤى الجديدة للخروج بمشاريع مبتكرة حيث تضيق المساحة شيئاً فشيئاً أمام البطولات الفردية في المحراب التشكيلي لتتصدر المشاريع الجماعية ذات المحتوى الفني المغاير عوضاً عنها.
واختتم بأن محصلة الورشة من الأعمال المعلقة في المعرض تبرهن على النقلة النوعية في نتاج الفنانين الشباب و الذين استطاعوا من خلال هذه المغامرة الفنية أن ينهضوا خارج حدود الثقافة التقليدية لتجسيد خطابات بصرية تستعرض في عمقها الفني سيرة موسيقية ثرة تشاهد في صيغتها الجديدة للمرة الأولى من قبل الجمهور.
وكانت الورشة خصصت جانباً من برنامجها لوضع المشاركين في صورة الآلية النظرية المعمول بها لتنفيذ هذه التكوينات البصرية بدءاً من مرحلة التأسيس المغايرة في تقنياتها لطريقة التحضير الاكاديمية التقليدية والتي تتطلب توظيف الأساس كعنصر رئيسي من عناصر العمل التشكيلي من حيث الكثافة والألوان والتأثيرات المطبقة عليه وصولاً إلى توليفة تتداخل فيها الرؤى البصرية والسمعية في نسق جمالي خاص.
وفي هذا الاطار أوضحت الفنانة الشابة بشرى معروف احدى المشاركات: أن محور الورشة جاء مفاجئا بالنسبة لكل الفنانين الهواة نظراً لحداثة الفكرة من جهة والتقنيات الفنية المستخدمة لتنفيذها من جهة أخرى لاسيما أن المشاركين في هذا البحث التشكيلي لم يعتادوا سابقاً على الطرائق الفنية التي طرحتها الورشة رغم تخرج أغلبيتهم من مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية، ومن المعروف أنها اعتمدت في انجاز أعمالها الخاصة بموضوع الورشة على عنصر اللون الذي ساعدها بعد تطبيق التقنيات المدروسة على نقل احساسها الخاص بايقاع التي البزق والقيثارة في مناخ تجريدي تسوده مفردات موسيقية دالة.
من ناحيتها أشارت الفنانة ابتهال مصطفى إلى أن الروح الجماعية التي غلفت العمل في هذا المشروع كانت ملهمة للمجموعة بصورة مدهشة وهو الأمر الذي تبدى لاحقاً عبر النتاج الفني للورشة حيث تعددت حلقات النقاش وموضوعات الحوار أثناء العمل الأمر الذي يساعد على تجديد الذات الابداعية لدى الفنانين المشاركين وتحفيز كل منهم على مزيد من التجريب والاختبار.
وحول الجانب التقني من الاشتغال على هذه الأفكار ذكرت أنه كان من اللافت جداً ادراك المزيد من العناصر الموثرة في الشكل النهائي للعمل الفني والتعرف على أساليب جديدة لتسخير الفكرة المجردة في خيال الفنان بدءاً من عملية تأسيس الجسد التشكيلي مروراً بتنفيذه واخراجه في قالب له الكثير من الخصوصية.
إلى ذلك أوضح الفنان شادي نصير أن المشهد التشكيلي في اللاذقية يفتقد إلى الكثير من الأنشطة المماثلة التي ترفد الدراسة النظرية وتمنح الشباب الهواة فرصة للاختبار العملي وقدرة على تطوير الادوات الابداعية لكل منهم خاصة عندما تكون تحت اشراف وتوجيه مباشرين من قبل مبدعي هذه التجارب والفنيات أنفسهم.