جهينة نيوز:
انطلقت مساء أمس في ساحة الملتقى ببلدة نقيب بريف طرطوس فعاليات ملتقى النحت الدائم الأول تحت عنوان “طرطوس أم الشهداء” بمشاركة 25 نحاتا ونحاتة من مختلف المحافظات السورية.
وأكد محافظ طرطوس صفوان ابو سعدى في كلمته بالافتتاح ان طرطوس بهذا الملتقى تؤكد جدارتها باحتضان الفن والأدب والثقافة لأنها تحتضن الحياة التي أينعت بدماء الشهداء مشيرا إلى أن الملتقى سيكون تظاهرة ثقافية تبجل الشهادة وترفع عاليا راية الوطن وتؤدي الواجب نحو الأجيال القادمة بضرورة توثيق ما مرت به سورية في هذه المرحلة ليكون مصدر إلهام وافتخار بالآباء والأجداد.
بدوره بين المشرف الفني للملتقى النحات العالمي علاء محمد أن الملتقى يمثل التزاما فنيا وأخلاقيا بتسجيل الواقع الراهن ويعبر عن انتماء الفنانين المشاركين للوطن وتمسكهم بهويتهم الوطنية وتأكيد معرفتهم بحقيقة الحرب المعلنة معربا عن الأمل في أن يمثل الملتقى محطة لأفضل وأجمل الأعمال ويمهد الطريق لملتقيات قادمة أكثر تميزا.
وأشار أمين عام المحافظة وابن البلدة عزيز ونوس إلى أن طرطوس التي تمثل اليوم سورية الصغرى تحظى بإقامة الملتقى فيها كحدث حضاري وثقافي وفكري مشيرا الى ان بلدة نقيب ككثير من قرى المحافظة قدمت الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن عزة وكرامة الوطن ورجال دولة ساهموا ببناء الوطن ورفعة شأنه.
وأقيم على هامش حفل الافتتاح معرض ضم 20 لوحة بألوان الزيت والإكريليك لـ 12 فنانا من فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس.
ولفت رئيس الفرع ورئيس اللجنة الفنية للملتقى الفنان علي حسين الى تنوع الموضوعات بين الشهادة وملامح البيئة الريفية موضحا أن فكرة منحوتته التي سيبدأ العمل بها خلال الملتقى ستحمل اسم “القربان” وتمثل امرأة تحمل راية الشهيد عند تقديمها لأسرته.
من جهته بين النحات حسن عزيز محمد من محافظة طرطوس أن هذا الحدث يشكل فرصة مهمة لتجسيد الملاحم والبطولات التي قام بها ابناء هذه المحافظة وسورية ككل دفاعا عن الوطن.
كما أشار النحات فؤاد نعيم من محافظة السويداء الى ان ملتقى طرطوس يكتسب أهمية مضاعفة من كونه احترافيا يضم أسماء مهمة ذات خبرة طويلة في مجال النحت.
ورأى النحات إياد البلال من محافظة حمص أن تنظيم الملتقى ناجح بما يفوق العديد من الملتقيات الدولية التي شارك فيها بمنحوتاته موضحا ان أحجار الرخام التي تم تأمينها للعمل تعد من أجود الانواع عالميا.
وأوضح النحات ماجد خليل من طرطوس انه سيقدم منحوتة بعنوان “المنتحبة” يجسد فيها أم الشهيد التي تحتضن ابنها مبتهلة إلى الله ليتقبل منها هذا القربان.
بينما اعتبر النحات حسان حلواني من محافظة دمشق ان لقاء هذا العدد من النحاتين من مختلف ارجاء سورية في ظل الازمة دليل على البعد الفكري والمرحلي للملتقى عدا عن قيمته الفنية لكون النحت انتج اهم الاوابد التي حاكت التاريخ.
أما النحات انور رشيد من السويداء فقال ان منحوتته ستتناول موضوع ام الشهيد بأسلوب واقعي تعبيري لافتا الى اهمية الملتقى في تبادل الخبرات بين النحاتين وإغناء الثقافة البصرية لدى المتلقين.
كما أشار النحات غازي كاسوح من طرطوس الى ان الفكرة المبدئية لعمله تعبر عن فكر المقاومة والشهادة بشكل تجريدي.
وكان الاجتماع التحضيري الأول للملتقى عقد في آذار الماضي وتم اختيار الموقع المشرف على بلدة نقيب ذات الطبيعة الحراجية المميزة والاطلالة البحرية والتي تبعد عن مدينة طرطوس 12 كيلومترا علما أن الموقع عبارة عن ملعب بمساحة خمسة دونمات.