أم "الأربعة وأربعين" رئيساً... ما هي خياراتها في سورية ؟!

السبت, 15 تشرين الأول 2016 الساعة 02:19 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

أم

جهينة نيوز-خاص

لا يوجد عهدٌ لرئيس أميركي ترك أثراً إيجابياً على سورية وقضاياها، حيث تركّز الفعل الإيجابي الأميركي على الكيان الإسرائيلي الغاصب، ذلك أن منظمات أميركية برعاية "اليهودية العالمية" تؤمن بأن ثمة وعداً "إلهياً" لليهود في أرض فلسطين، وهذا الوعد الذي أضحى احتلالاً على الأرض تقاومه سورية...

"الأيباك" سر العداء لسورية:

تجسد أهم المنظمات التي ترعاها اليهودية العالمية بجسم سياسي وإداري هو لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (الأيباك)، وذلك لتحويل فكرة الوعد المزعوم إلى واقع معاش وتوسيعها في منطقتنا، وقد بسطت هذه المنظمة –كعصابة- سيطرتها على القرار الأميركي في جل مواقعه كالكونغرس –الذي يبدو وكأنه "الكنيست الإسرائيلي"، ومجلس الشيوخ...وهنا لن نذهب في تاريخ هذا النظام إلى أكثر من الحقب التي اتّضحت فيها دكتاتوريته داخل الولايات المتحدة وخارجها، وخاصةً فيما يتعلق بقضايا "الشرق الأوسط" ودعم الكيان الإسرائيلي-الحليف الاستراتيجي و"الروحي" للنظام الأميركي-...فالباحثون في هذا المجال لا يمكنهم اعتبار الكيان الإسرائيلي سوى "فلذّة كبد" الإدارة الأميركية، أما من يديرون هذا الكيان المصطنع فيبدون كفئة صغيرة تتبع فئة أكبر ضمن المجتمع الأميركي، تتحكم بثرواته وتسخّرها لمصالحها وتدير دفة البلاد السياسية والإعلامية...تصنع الرأي العام وتجيّشه حسب المصلحة...أما حُماة هذا الرأي العام وصانعوه فجيشٌ من المنظمات والتنظيمات والمجموعات والمنتديات واللجان إلى جانب "الأيباك"، لم نعد نسمع عنها فحسب بل بتنا نرى ممارساتها على الأرض بإمضاء اللوبي الإسرائيلي:{المنظمة الصهيونية في أميركا، المنتدى السياسي الإسرائيلي، لجنة، المحافظون الجدد، المتصهينون...}...وهي غيض من فيض لعناوين وتسميات دعت المؤرخين إلى القول "ليس لأية مجموعة إثنية أخرى في التاريخ الأميركي مثل هذا الانخراط مع دولة أجنبية"[ملفن آي أورفسكي]...كما "لم توجد أية دولة أخرى يلتزم مواطنوها بنجاح دولة أخرى مثلما هم اليهود الأميركيون حيال الكيان الإسرائيلي"[ستيفن ت روزنتال]...ويصف عالم السياسة [روبرت ترايس] اللوبي الموالي للكيان الإسرائيلي بأنه "مؤلف من حوالي 75 منظمة منفصلة معظمها يهودية تدعم بنشاط كل ممارسات الحكومة الإسرائيلية ومواقفها السياسية"...

أسباب نجاح اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة:

أحد أسباب نجاح اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس الأميركي هو أن بعض الأعضاء الأساسيين هم من المتصهينين مثل زعيم الأغلبية "ريتشارد آرمي" الذي قال عام 2002: "إن أولويتي الأولى في السياسة الخارجية هي حماية" إسرائيل"...ويقول مؤسس إحدى المنظمات المتصهينة في الولايات المتحدة وهو "جون هاجي": "نحن ندعم "إسرائيل" لأن كل الأمم الأخرى أُنشئت بفعل الإنسان، لكن "إسرائيل" أنشئت بوحي من الله"...(!)...أفلا يحيلنا هذا القول إلى خرافات الإله "يهوه" –الإله القومي لليهود، والذي لا وجود له خارج أسفار التوراة-؟...ألا يحيلنا أيضاً إلى قول السيد المسيح عليه السلام حين خاطب اليهود في إنجيل يوحنا 44:8، 47: [ أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتّالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق...الذي من الله يسمع كلام الله، لذلك أنتم لستم تسمعون لأنكم لستم من الله.]

والمرشحون إلى الرئاسة الأميركية..."ليسوا من الله"!

فهم يتنافسون حول من سيكون أكثر حدة في الدفاع عن الدولة اليهودية...مثلاً مرشح الحزب الديمقراطي "جون إدواردز" إلى منصب نائب الرئيس عام 2004 يقول للإسرائيليين "إن مستقبلكم من مستقبلنا والرابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل لن ينكسر أبداً..."أما السيناتور الجمهوري الإرهابي "جون ماكين" فيقول: عندما "يتعلق الأمر بالدفاع عن "إسرائيل" لا يمكننا المساومة..."... وقد قال الرئيس الأميركي الأسبق "جيمي كارتر" عام 2007:..."يكاد الأمر يكون انتحاراً سياسياً أن يقوم عضو في الكونغرس يسعى إلى إعادة انتخابه باتخاذ أي موقف يمكن اعتباره على أنه سياسة مضادة لحكومة "إسرائيل" اليمينية المحافظة..."...وكذلك فالسيناتور "هيلاري كلينتون" قالت عام 2006 أمام "الأيباك": "في هذه اللحظة من الصعوبة الكبرى التي تواجهها "إسرائيل" والمخاطر الكبرى عليها، نؤازر صديقتنا وحليفتنا ونقف إلى جانب قيمنا الخاصة..."...و"كلينتون" اليوم كمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، فإنها العضو الأكثر تصويتاً -سابقاً- لمشاريع الحروب ضد دول الشرق مثل أفغانستان والعراق...

تهديدات الرئيس الأميركي الرابع والأربعين لسورية:

قال "باراك أوباما" لحظة استلامه قبل حوالي ثماني سنوات: "لن أفعل أي شيء لتغيير السياسة الأميركية الإسرائيلية"...وبالتالي فإن حالة التهديد الأميركي استمرّت قائمة ضد الجمهورية العربية السورية المقاوِمة للمشروع الصهيوني منذ نشأته والحاضنة للمقاومة العسكرية ضده على الأرض.

وحين نعرف أن قرابة 75 منظمة أميركية يهودية تدعم الكيان الإسرائيلي وسياساته -ولعل على رأس هذه المنظمات الإدارة الأميركية نفسها بشقيها الجمهوري والديمقراطي- وأن هذا الدعم هو لتكريس يهودية الكيان الغاصب ومنطلقاته التوراتية...فكيف يمكن لسورية قيادة وشعباً أن تتجنّب ضربة أميركية محتملة يتم التسخين لها الآن؟ ذلك أن الصمود السوري في وجه مخطط التفتيت والتقسيم إنما هو خط الدفاع الأخير ضد تكريس يهودية الكيان الإسرائيلي وتوسُّع مشروعه الصهيوني في المنطقة والذي يشمل كيانات طائفية وإثنية، ستكون رهن إشارة الصهاينة فيما لو نشأت على الأرض.

جبهتا أوباما وخياراه، الصعب والأصعب:

وفي أيامه الرئاسية الأخيرة يسعى "أوباما" لتسخين جبهتين، الأولى هي سورية بعد فشل محاربيه بالوكالة ضدها، والثانية هي الانتخابات الرئاسية الأميركية حيث نصيرته "كلينتون" تحصد السهم تلو السهم للفوز بالرئاسة، وقد تطرح هي –كرئيسة- التصويت على مشروع حرب ضد سورية، وقد يكسب "أوباما" صوتها قبل رحيله، وفي كلتا الحالتين فأوباما الآن بين خيارين وسؤالين محيّرين، صعبٍ وأصعب...فالصعب هو ماذا لو لم يشن حرباً على سورية وقد أضحى كالقصبة المرضوضة أمام عملائه وحلفائه ومبعث تهكّم مدروس يحث عليه "صقور" إدارته ويوصون به مريديهم من أبواق السياسة والإعلام، روّاد مقاهي "المعارضة" الخارجية وقنوات الحرب المفتوحة على سورية؟ أما الأصعب فهو ماذا لو شن "أوباما" حرباً على سورية الدولة الرئيسة في محور المقاومة والحليفة الأهم لروسيا الاتحادية وإيران وجل الشعوب العربية؟

المصدر جهينة نيوز


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 وداد
    15/10/2016
    03:04
    لم يختلف أوباما عن سابقيه
    ولن يختلف خليفته عنه...وكل في فلك يسبحون.
  2. 2 سويكلاس
    15/10/2016
    06:21
    45 إلى مستشفى المجانين أكيد..!!!
    خيارات العاهرة أم الأربعة وأربعين" رئيساً في سورية معروفة ولا يجب إضاعة وقتنا في التخمينات..لكن الأهم هو خيارات سورية بالتصدي والمواجهة لم تتغير..و من وجهة نظري هذه السورية التي شيّبت المجرم الصهيوني باراك ولد الحسين باعترافه الصريح و بلسانه، هذه السورية أتوقع أن تودع الرئيس 45 في مستشفى الأمراض العقلية، خاصة ونحن على علم بأن أعراض الجنون بادية على المرشحين.
  3. 3 بديع
    17/10/2016
    02:30
    أعتقد أن نهاية أم الـ44 قريبة
    فقد تدرّبت المنطقة على قطع أرجل الولايات المتحدة...وها هو أوباما الرِجل الأربعة وأربعين مقطوع الحيل الآن في المنطقة ويهرب من زاوية إلى زاوية في البيت الأبيض...ومقاتلون عددهم قليل في اليمن يتحدون السفن الأميركية التي تتحجج بسوء راداراتها...الولايات المتحدة إلى زوال والرقم 44 مبشّر بالخير.
  4. 4 ق
    17/10/2016
    02:35
    روسيا ستكون الدولة الأولى في العالم قريباً
    لأن الروس امتثلوا لكل القيم الأخلاقية واستفادوا من كل دروس العرب والغرب...ويعملون ليل نهار.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا