ما وراء تفجير كفريا والفوعة بقلم : نذير جعفر

الأحد, 16 نيسان 2017 الساعة 02:39 | مواقف واراء, كتاب جهينة

ما وراء تفجير كفريا والفوعة  بقلم : نذير جعفر

خاص: دمشق

لا, ليس عبثا ولا مصادفة أن يُقدِم ما يسمّى «جيش الإسلام» وأعني «خونة الشام» الذين تبنوا التفجير, خونة التراب والماء ورغيف الخبز, وبأوامر مباشرة من مشغليهم في الرياض, والدوحة, وأنقرة, بتفجير سيارة مفخخة في أهالي كفريا والفوعة المدنيين العزّل أطفالا وشيوخا ونساء ومرضى عند نقطة التبادل في "الراشدين4" بحلب وفق  اتفاق التسوية المبرم مع مسلّحي مضايا.  

  أجل ليس عبثا ولا مصادفة فهم منذ سنوات عدة يحاولون جرَّ سورية إلى حرب أهلية (طائفية وإثنية) ولكن الحصانة الوطنية التي يتمتع بها جيشنا البطل وكل السوريين الصامدين والمدافعين عن ثوابتهم كانت السدّ المنيع أمام خططهم الخبيثة, وستبقى تلك الحصانة ضمانة لانتصار سورية عليهم وعلى مشغليهم. فدم الأبرياء الذي سال اليوم في جمعة آلام السيد المسيح هو بشارة النصر الأكيدة على هذا الحلف المتآمر, المجرم بحق وطننا وشعبنا.

  دم أهالي الفوعة وكفريا سال على كامل التراب السوري من القامشلي إلى درعا ليس دفاعا عن مذهب ينتمون إليه, ولا إيديولوجية يروِّجون لها, بل دفاعا عن سورية وترابها وحدودها وقرارها الوطني المستقل. إن ما تروّجه تنسيقيات/ ومصانع الكذب والإرهاب, وتمثيلاتها ومحلّلوها السياسيون وفضائياتها المضللة عن أكذوبة التغيير الديموغرافي, والتهجير القسري, هم ومن  يُموِّلهم ويمدُّهم بالسلاح والمال يقومون بتهجير المدنيين, وهم من يستقدم تنظيم القاعدة وداعش وما يُسمَّى جيش المهاجرين وعصابات الإيغور التركية التكفيرية من أصقاع الأرض لتقاتل في سورية وتهِّجر أهاليها وترسم خرائط تغيير ديموغرافيتها.

  أبناء كفريا والفوعة رفضوا طوال سنوات مغادرة أرضهم واستجابوا أخيراً لمبادرة التسوية والتبادل وقبلوا بالخروج المؤقت من بلداتهم المحاصرة طلبا للمصالحة والتسوية على أن يعودوا إليها حالما يعود الأمن والسلام ولم يكن ولن يكون لهم أي بديل عنها, فمن الذي يُجيِّشّ ويسوِّق فكرة التغيير الديموغرافي والتهجير سوى هؤلاء المجرمين الذين يتلقون الأوامر من وراء الحدود عبر منصّاتهم العميلة التي تتقنّع بأقنعة حقوق الإنسان والديمقراطية الزائفة.

  إن الهدف من وراء هذه الجريمة البشعة ضد المدنيين واضح ولا لبس فيه, وهو محاولة لتعطيل أي مسار سلمي للمصالحة الوطنية من جهة, ولإثارة النعرات الطائفية البغيضة ودق أسافين التقسيم و«الفدرلة» من جهة ثانية. لكنهم هم ومشغلوهم واهمون, ولا يعرفون معادن أبناء سورية الذين سينبذونهم, وسيقفون صفا واحدا بكل أطيافهم لمواجهة مخططهم التقسيمي الذي ينفذونه استجابة لإسرائيل وحلفائها آل سعود.

  سينتظر السوريون مواقف الحلف الأسود في الأمم المتحدة (أميركا, وبريطانيا, وفرنسا) الذين يذرفون دموع التماسيح على ضحايا تفجير خان شيخون وهم يعرفون أن حفنة من المجرمين الذين يشغلونهم قاموا به لإلصاق التهمة بالجيش السوري, ولتسويغ العدوان الأميركي الذي نفّذه    «ترامب» على مطار الشعيرات.  إنهم يعرفون ويكذبون لأنهم اعتادوا ترويج السلاح والكذب في سلّة واحدة, من فيتنام وأفغانستان وجورجيا إلى العراق وليبيا واليمن وسورية. سينتظر السوريون وهم يعرفون مسبقا أن لا ضمير سيتحرك ولا بيانا سيصدر لمحاسبة عصابة «جيش الإسلام/ خوّان الشام» التي رفضت الاتفاق منذ البداية, وقامت برصد موكب الحافلات, ونفّذت جريمتها في هؤلاء الأطفال والنسوة والشيوخ.

  إن دم أبناء كفريا والفوعة سيحاسب القتلة, وسيتحول إلى لعنة دائمة عليهم وعلى سلالاتهم من تجار الدم, ولعل عزاء السوريين الوطنيين في هذه الفاجعة أنهم يستبشرون بالنصر, فلن تهدأ أرواح الشهداء حتى تطهير كل ذرة تراب من رجس هؤلاء القتلة في الداخل والخارج. وسيكون للجلاء عيدان, عيد جلاء المستعمر الفرنسي الغاشم الذي ألحق به أبناء سورية بكل انتماءاتهم الهزيمة, وعيد جلاء الإرهاب الذي مهما امتدّ وأجرم لن يحقق أهدافه وسيلاقي حتفه في نهاية المطاف, وإن غدا لناظره قريب.

خاص جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا