جهينة نيوز-خاص
لاحقاً لما نشرناه أمس الأول حول قيام محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري وفريق المحافظة برفقة قائد الشرطة وعناصر الشرطة العسكرية بمداهمة المركز الامتحاني 19 إدلب في محدثة عبد المعين قطرميز بمحافظة حماة، انتشر في اليومين الماضيين أيضاً أكثر من يوتيوب جديد يُظهر المحافظ وعناصر الشرطة في محافظة حماة وهم يعتقلون طلبةً من مرتكبي الغش ومساعديهم في امتحانات المحافظة، وذلك بطريقة مخزية ومؤسفة وخارجة عن القانون والمنطق وتشبه في أسلوبها اعتقال إرهابيين أو مرتكبي جنايات تفوق بمرات عديدة ارتكاب الغش الامتحاني الذي له قوانينه العقابية المعروفة، حيث تسجّل المشاهد المصوّرة بعض التصرفات المهينة بحق الطلاب من ضرب وغيره في الطريق إلى مكان التوقيف، الذي يظهر في اليوتيوب قبواً ...ومما يجدر ذكره أن "مونتاج" تلك الأشرطة الجنائية تعمّد وضع المحافظ في معظم اللقطات التي اعتُقل فيها الطلبة كقائدٍ للعملية، كما رافقت تلك اللقطات لحظات الاعتقال ثم الزج في القبو، مما يؤكد تعمُّد المحافظ لتنفيذ "عملياته" بتلك الطريقة ونشرها للعموم ظنّاً منه أن ذلك سيردع محاولات الغش في الامتحان -كما صرح لوسائل إعلام محلية- إلا أن للموضوع خلفيات وارتدادات أخرى على ما يبدو عكسها غضب الشارع العام من تصرفات المحافظ وشرطته وقوات أمنه، الأمر الذي دعا بعض صفحات التواصل المحلية إلى نشر نصوص غاضبة ومشمئزة من هذه التصرفات، غمز بعضها إلى مذبحة قرية "عقارب" في محافظة حماة أمس والتي نفّذها إرهابيو داعش ضد السكان الآمنين، معتبرةً -أي تلك النصوص- وبتهكّم كبير أن المذبحة تمت أثناء انشغال محافظ حماة وعناصر أمنه باستئصال شأفة "الغشاشين" في الامتحانات!
وبينما برر بعض الصفحات والمواقع الإعلامية تصرّف المحافظ لضبط حالات الغش بهذه الطريقة المنقولة على الهواء، نُشرت أمس تصريحات لقائد الشرطة في محافظة حماة تؤكد أن المعتقلين هم"شبكة تنقيل" مكونة من شبّان كانوا يبثون عبر موبايلاتهم الإجابات على الأسئلة الامتحانية لزملاء لهم في القاعات داخل المركز الامتحاني، وأن من بين هؤلاء من حاول اقتحام المركز الامتحاني بسلاحه لتنقيل زميله، مما دعا الشرطة لاعتقاله وليتبين فيما بعد أنه أحد عناصر القوات الرديفة !
وهنا لا يسعنا إلا أن نطرح سؤالاً على السلطات المختصة من أمنية وتربوية، وهو ما هذا الذي فعله ويفعله محافظ حماة؟ وهل يجوز له تصوير إجراءاته تلك –ولو كانت لغرض إيجابي- ونشرها على الملأ لتُحدث كل هذه الفوضى لدى المتلقين؟ وأي غطاء يدعم ما قام به المحافظ، وكم سيكبّد سمعة الدولة السورية من مسؤوليات هي في غنى عنها ضمن أخطر حملات استهداف هذه السمعة وهذه الدولة؟ّ وهل سنرى قريباً مسلسل محافظ حماة ضد طلاب المحافظة في شاشات مؤسسات حقوق الإنسان العالمية والمحكمة الجنائية الدولية كدليل على سوء معاملة السلطات لأبناء شعبها؟!...
أما أهم أسئلتنا فنوجهه إلى مديرية التربية في محافظة حماة وهو ألهذا الحد بلغ الاعتراف بالأمر الواقع الامتحاني في المدينة؟! أين سلطات المراقبة الامتحانية في القاعات، وكيف يمكن الاستسلام لحالة تحويل تلك القاعات إلى دُور عرضٍ لأجهزة الموبايل المختلفة وكل تجهيزاتها؟!...وإذا كان الأمر أكبر من إيجاد حل له، فهل كان من الصعب قطع التغطية والشبكة الهاتفية الأثيرية عن المحافظة أثناء مدة الامتحانات، كما هو معمولٌ به حتى في العاصمة دمشق؟
وختاماً فما هذه الصورة لامتحانات الشهادة الإعدادية في المحافظة، وإذا كانت تتطلّب كل هذا الاستنفار الشرطي، فما حال امتحانات الشهادة الثانوية وغيرها؟!...هل هي صورة مقبولة في بلد متحضّر، أم أنها صورة لإعطاء فكرة ما غير صحيحة عن البلد، ستجد الكثير من الصيادين في المياه العكرة لالتقاطها وتوظيفها ضد سمعة البلد؟!
20:50
22:20
22:21