خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
حتى الأكثر بساطة في السياسية يتسائل ما هي استراتيجية داعش, وكيف يختار المناطق التي يضرب بها, لماذا إختفى من العراق عام 2009 حين وصل عدد جرحى الجيش الأمريكي 40 الف وقررت واشنطن الإنسحاب ذليلة من العراق ليعود مرة أخرى بعد الإنسحاب الأمريكي, وماذا يريد من صحراء سيناء, ولماذا لا يعمل في الأردن و في صفوفه آلاف الأردنيين, ولماذا يهاجم الجزائر حيث لا يوجد مصالح أمريكية و يستثني المغرب حيث يوجد مصالح أمريكية و صهيونية, وكيف له أن ينقل سيارات التويوتا من قطر و السعودية الى سورية بهذه البساطة وبل في أنحاء متفرقة من مناطق نفوذه, وبل لماذا واشنطن التي تدعي محاربة تنظيم داعش لا تحقق في حركة سيارات تويوتا علماً بأن كل القطريين يدركون بأن وزير الخارجية الأسبق حمد بن جاسم حاول قبيل الأزمة السورية الإستيلاء على وكالة شركة تويوتا في قطر من عبد الله عبد الغني القطري ذا الإصول الإيرانية وحصل خلاف كبير نتيجة عدم موافقة تويوتا على تبديل عبد الله عبد الغني فيما إنتشرت إشاعات تقول أن مسؤولين قطريين هم من استورد السيارات من تويوتا وليس شركة عبد الله عبد الغني كنتيجة للخلافات التي وقعت بين وكيل تويوتا في قطر و الحكومة القطرية و بموجبه وافقت الشركة على بيع سيارات لمسؤولين قطريين في صفقات مشبوهة, وهذه السيارات كانت وجهتها النهائية في ليبيا و سورية و صحراء سيناء, فكيف وصلت تلك السيارات الى صحراء سيناء بالذات وماذا يريد داعش من صحراء سيناء, عوضاً عن التركيز على جبهة العراق او سورية مثلا.؟؟
- داعش في سيناء
صواريخ داعش في سيناء إذا إستهدفت الجيش المصري فهي تصيب حتى الغرفة, ولكن حين يتم إطلاقها على فلسطين المحتلة لا يمكنها إصابة مستوطنة كاملة من المستوطنات الصهيونية, وصواريخ المناطق الغير مسكونة يفهمها السورييين و الفلسطينيين جيداً , فحين يحتاج تنظيم جبهة النصرة مساندة صهيونية في القنيطرة يطلق قذيفة هاون على مناطق خالية في الجولان المحتل لترد إسرائيل بإستهداف الجيش العربي السوري, وفي غزة حين نشط تنظيم القاعدة قبل سنوات (هل يذكره عناصر حماس الذين ساهموا بابداته) بعد كل صاروخ على اراض خاوية من الاراضي المحتلة كان الاحتلال ينفذ عملية قصف لاحد قادة المقاومة الفلسطينية وبينهم قادة من حماس, أو مواقع المقاومة الحساسة, وفي مصر يبقى السؤال ماذا يحدث عندما يقصف تنظيم داعش مناطق غير مأهولة في فلسطين المحتلة سوى ارسال طائرات تجسس الى سيناء لصالح داعش, و الى ماذا يمهد , ولما كل تلك التكاليف من الأسلحة وسيارات التويوتا القطرية التي يحتاجها في سورية و العراق, مع الأخذ بعين الإعتبار أن حركة الجيش المصري في سيناء تحكمها اتفاقية كامب ديفيد, وهناك تسريبات تفيد باقتراح تصفية فلسطين لصالح اقامة دويلة في سيناء أولاً أو فيدرالية فلسطينية تعزز الانقسام بشكل مؤقت وهو شبه قائم.
الدور القطري المشبوه
لا يمكن فهم ما يحدث في سيناء دون السؤال عن مبنى السفارة القطرية في غزة, حيث أن مخططات هذا المبنى أثناء التنفيذ كان إسمها مبنى السفارة القطرية في غزة رغم نفي السفير القطري الذي دشن المبنى و وصف المبنى بانه مقر لجنة الاشراف على الاستثمار في غزة والتي تسميها قطر إعادة إعمار (كما فعل الحريري في لبنان حيث استولى على كل شي اعاد إعماره), ولكن لا يخفى على أحد أن ذلك المبنى هو مبنى السفارة القطرية في غزة وتأتي كل هذه التطورات في ظل إنخراط حركة حماس بالحرب على سورية و التحالف مع دولة قطر, ولا يمكن فهم ما يحدث في سيناء دون الخطاب الذي تبناه مؤتمر قمة ترامب في السعودية حيث تم وصف حركات المقاومة في لبنان و فلسطين الى جانب المنظمات الارهابية التي تدعمها السعودية فكراً ومالاً مثل داعش و النصرة بالمنظمات الارهابية, كرسالة يقول فيها ترامب ان وقف تمويل داعش و النصرة التي تدمر سورية وليبيا و العراق وتعيث فساداً في سيناء المصرية و تحاول التسلل الى الجزائر و الصومال و اليمن مرتبط بوقف دعم المقاومة في فلسطين و لبنان, وهنا يجب التنويه الى أن ترامب إعتمد عادة الصهياينة بتسمية المقاومة الفلسطينية في فلسطين بإسم حماس و ذلك لتعويم هذا الإسم في صفوف الفلسطينيين و خصوصاً أن حركة حماس تواطئت مع قطر في مصر و في سورية, وخالد مشعل السابق و إسماعيل هنية الحالي رفعا عاليا علم الانتداب الفرنسي لسورية عوضاً عن رفع علم فلسطين, علماً بأن حماس ليست هي المقاومة الفلسطينية بل هي جزء منها و تعويم إسم حماس هو أصلا نوع من تكريس الإنقسام الفلسطيني, وبل تمهيد لفصل غزة عن الضفة,فضلاً عن أنه نوع من الحرب النفسيةالتي تتجاهل تضحيات باقي فصائل التحرير الفلسطينية و تختزلها بحماس لتزيد النقمة على هذه الحركة.
مؤتمر تحويل السعودية من عميل الى عدو
مؤتمر قمة ترامب و بالذات الاسر الحاكمة في الخليج و إن كان لهجته مصوبة تجاه إيران لن يكون أكثر من هراء إعلامي فكل الضغوط التي تعرضت لها إيران منذ إحتلال أفغانستان حتى اليوم لم تغير في إيران شيء سوى جعلها أكثر قوة ولا تملك واشنطن أكثر مما فعلت سابقاً, ولكن في القمة الامريكية الاسلامية إنتقلت السعودية من موقع المتآمر على القضايا العربية الى موقع العدو لتضع نفسها مكان الاحتلال الصهيوني في مواجهة إيران, و تطرح معادلة أمن سورية من أمن الاحتلال, وقف دعم تنظيم القاعدة في سورية و باقي الدول العربية مرتبط بوقف دعم حزب الله و فصائل التحرير الفلسطينية, تفعيل مركز محاربة الفكر المتطرف مرتبط بمحاربة الفكر المقاوم.
ماذا تريد واشنطن
من الواضح من خلال عملية خلط الأوراق التي تقوم بها واشنطن عبر الرسائل نارية تارة و سياسية تارة أخرة و توسيع دائرة الإرهاب أنها جاهزة لبيع أياً من حلفائها و أدواتها أو إذلالهم كما أذلت آل سعود (البقرة الحلوب) ولكنها ترفض وقف الحرب دون ثمن, و يبقى الثابت الوحيد لديها أمن الإحتلال الإسرائيلي و تصفية القضية الفلسطينية ومن هنا يمكن القول أن التهويل الذي حدث في الرياض إستهدف إيران إعلامياً فيما الحراب موجهة باتجاه مصر و بالذات باتجاه سيناء وغزة, ويأتي هذا التطور بعد إقتراب المعركة من دير الزور في سورية و إقتراب الساعه التي يصبح على واشنطن فيها إما التسليم بالهزيمة في سورية وبدأ إنهيار العصابات أو المواجهة الكبرى ومن هذه النقطة بدأت تضع السيناريوهات التي تريد تنفيذها و سورية مشغولة بمكافحة الإرهاب الذي مصدره الفكر الوهابي القادم من ممالك الخليج وضمن ذات الخطأ الإستراتيجي الأمريكي الذي يعتقد أنه قادر على قتل قضية فيما لو أجمع حكام الأرض جميعاً على قتلها لن تموت كما لم تموت خلال كل تلك العقود التي مرت, فحتى لو أنشأت حماس و قطر دويلة غزة و سيطر داعش على سيناء هناك فلسطينيون في الولايات المتحدة نفسها سيعودون يوماً للقتال, وبل من رحم حماس نفسها سيخرج من يغير الواقع و ليسأل ترامب حلفائه الأنجليز عن الجهة التي أدارت عمل خط النفط العراقي السوري. من محطة تي1 الى محطة تيفور و أين هي اليوم , وفي ظل نتائج الحرب القائمة من سيدير هذه الخط الذي لم يعمل.؟
10:47
11:13
11:23