العيون مصوَّبة نحو الجنوب بقلم: فاديا جبريل

الأحد, 9 أيلول 2018 الساعة 22:56 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

 العيون مصوَّبة نحو الجنوب       بقلم: فاديا جبريل

جهينة نيوز

مع نجاح قواتنا المسلحة في تطهير أكثر من 80% من أراضي محافظة درعا، والوصول إلى الحدود الأردنية المشتركة، وتأمين معبَر نصيب الحدودي ورفْع العَلَم السوري فوقه، بعد طرد فلول العصابات الإرهابية المُندحَرة منه، يكون الجيش العربي السوري قد حقّق إنجازاً جديداً يُضافُ إلى سلسلة الانتصارات الأخيرة، التي تمثّلت بتطهير ريف دمشق الجنوبي كاملاً، وعزْل بؤر الإرهاب في كلٍّ من محافظتي درعا والقنيطرة وريف السويداء المتاخم للبادية السورية.

ولعلّ أهمية هذه المعركة المنتظَرة منذ زمنٍ بعيدٍ، هو أنها كانت تهدفُ إلى تجفيف منابع الإرهاب القادم من الكيان الصهيوني، ودكّ أركانه وحصونه، والقضاء على مجموعات تكفيرية قتلتْ ودمّرتْ، ولم تخفِ ارتباطها بهذا الكيان، فضلاً عن فضْح كواليس غرف "الموك" وقطْع طرق الإمداد التي تمتدُ من الجنوب إلى الداخل السوري، بل إنَّ العدو الصهيوني، الذي استشعر مخاطر خسران حفنةٍ من عملائه ومأجوريه، نفّذ غاراتٍ فاشلةً على بعض المواقع العسكرية السورية بُغية رفْع «الروح المعنوية» لعصاباته المُنهارة والتعويض عن الهزائم المتتالية التي لحقتْ بها تحت ضربات قواتنا المسلحة.

إنَّ عيونَ العالم (اليوم) مصوَّبةٌ نحو الجنوب، بعد أنْ أذهلتْ المعارك، التي خاضَها الجيش العربي السوري لتطهير الغوطة الشرقية وباقي مدن وبلدات وقرى ريف دمشق كما في كامل مساحة الجغرافيا السورية، كبارَ المحلّلين العسكريين والباحثين الاستراتيجيين، إذ وقَفَ كثيرٌ منهم عند سرعة الحركة والوسائط النارية والتكتيكات المُستخدَمة، وطُرْق الالتفاف والعزل وفتْح الثغرات في الأراضي التي تسلّلت إليها قطعانُ الإرهابيين، وآلية السيطرة وتثبيت النقاط المحرّرة، وكثافة الانتشار والانتقال من موقعٍ إلى آخر بثباتٍ وقوةٍ وعزيمةٍ وثقةٍ وإيمانٍ بالنصر، الأمر الذي أرعَبَ أيضاً العدو الصهيوني والأنظمة العميلة التي سعَتْ إلى «إسقاط» سورية في «حرب أهلية» وتفتيت وحدة المجتمع السوري، وهي ترى بأمّ العين كيف تتهاوى الجماعات التي كانت تدعمُها بالمال والسلاح والعتاد الحربي المتطور.

لقد نجَحَ الجيش العربي السوري، من خلال معاركه البطولية في الجنوب، في إجهاض الحُلم الصهيوني بإنشاء «جيشٍ» من العملاء لحماية الحدود الشمالية لهذا الكيان، وتحصينها ضدّ أيّ فعلٍ مقاومٍ قريبٍ يهدفُ إلى طرْد "إسرائيل" من باقي الأراضي العربية المحتلة. ولعلّ الاتصالات، التي أجراها مسؤولو العدو الصهيوني مع كل من موسكو وواشنطن، تصبُّ في توقعّات إيجاد حلٍّ وتسويةٍ «تُوقفُ» تقدّم القوات السورية إلى الجولان، إذ إنَّ العربدة الصهيونية وتنفيذ اعتداءات مختلفة على الأراضي السورية لن يبقيا منفلتين إلى الأبد، ولن يفلحا في إنقاذ أو إنعاش ما تبقّى من فلول عصاباته المهزومة في الجنوب، حيث باتَ نتنياهو وأركان حكومته يستشعرونَ مخاطر عودة الجيش العربي السوري وحلفائه إلى الجنوب، وهُم الذين يعرفون جيداً أنَّ الدائرة في النهاية ستدورُ على كيانهم الغاشم، وأنَّ النيران التي غذَّتها "إسرائيل" سترتّدُ إليهم وتحرقهم يوماً ما.

العيون المصوَّبة (اليوم) نحو الجنوب تدركُ أنَّ إيقاع المعارك يضبطُها الجيش العربي السوري فقط، الذي ما توجّه إلى منطقةٍ إلا حرّرها وطهّرها من دنس الإرهاب، كما تعلمُ عِلم اليقين أنَّ هذا الجيش المِقْدَام، بقادته وضبّاطه وجنوده، اتخذَ قراره النهائي بوأد الفتنة التي اشتعلت من هذه البقعة الأقرَب إلى حدود العدو الصهيوني والمُتاخمة لمشغّلي غرف "الموك" وكواليسها الإجرامية السوداء، وأنَّ الانتصار الذي سعى إلى تحقيقه باتَ أقربَ من أوهام الذين أرادوا للجنوب أنْ يكون منصةً لإيقاع سورية في شرِك التناحُر والانقسام والاقتتال الطويل.


أخبار ذات صلة

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    10/9/2018
    02:05
    العيون اليوم نحو معركه الشمال - والشمال الشرقي
    الجنوب بالاصل لم يكن في يوم من الايام - قاعده للمؤامره ... بل هناك هم من خلق هذه الحاله - وفتح الحدود لللاجئىن - وجند الموتزقه .. وانشاغرفه الموك ... والدليل علي ذلك - ان حمص القديمه - والقصير صمدوا اكثر من الجنوب الذي يشكل ربع مساحه سوريه من جبل الشيخ - لجبل العرب . اليس هذا دليل ان اهل الجنوب السوري لا علاقه لهم برموز العدوان ...وعندما جاءت طلائع الجيش السوري - فتحوا لهم الابواب .. والسؤال من يمنع عوده اللاجئين السوريين ..واليس بندقيه اهل الجنوب السوري اليوم تقاتل مع الجيش السوري .. واهل الجنوب - شرفاء - ووطنيين - وشباب الجنوب السوري - من الجولان لجبل العرب هم .. البيئه الحاضنه - لكل القوي والاحزاب الوطنيه ..لذلك هزيمه ادوات المؤامره كانت اسرع المعارك في مواجهه عناصر المؤامره .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا