ما هي الانعكاسات على سورية مع إستعار حرب الغاز عالمياً .. هل ستبدأ حرب جديدة..؟

الخميس, 24 شباط 2022 الساعة 23:04 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

ما هي الانعكاسات على سورية مع إستعار حرب الغاز عالمياً .. هل ستبدأ حرب جديدة..؟

خاص جهينة نيوز_كفاح نصر

ما بين قرار المستشار الألماني تجميد خط غاز السيل الشمالي-2 وحديث أوروبي عن الإستغناء عن الغاز الروسي وتصاعد ما يسمى حرب إمداد أوروبا بالغاز يصبح المشهد العالمي أكثر ضبابية وبطبيعة الحال المشهد في سورية وخصوصا مع غزل أردوغان بقادة الكيان الصهيوني لإمداد أوروبا بالغاز الفلسطيني المسروق, فما هي احتمالات تصاعد النزاعات والحروب..؟ وهل قد يتم الحديث عن إمداد أوروبا مثلا بالغاز الخليجي عبر سورية أو عبر كيان الإحتلال الصهيوني في حال دخول السعودية اتفاقات ابراهام, وهل يمكن أن توقع السعودية اتفاق اعتراف بكيان الاحتلال الصهيوني وتتحالف مع الصهيوني لمواجهة روسيا في حرب الغاز.

مقدمة لابد منها:

 

في العام 1976 قامت الولايات المتحدة علناً بسرقة جميع دول العالم حين سحبت الذهب كغطاء لعملتها العالمية وتركت الدولار كورقة بدون غطاء ذهبي ومنذ ذلك الحين تقوم الولايات المتحدة بطباعة الدولار ونهب العالم دون إستثناء بورقتها التي لا قيمة لها سوى القوى العسكرية والسيطرة على منابع البترول وتشتري بها منتجات العالم فضلاً عن إستعمال الدولار كسلاح ضد الدول التي تتجرأ وتقول لا للبيت الأبيض, ولكن ومنذ العام 1995 وبشكل تصاعدي لم تعد واشنطن هي المسيطر على مصادر الطاقة في العالم فضلاً عن تصاعد دور الغاز كوقود رئيسي في العالم وعدم سيطرة الولايات المتحدة على مصادر الغاز, و للمفارقة فإن تراجع الدولار بسبب الطباعة المبالغ بها (من معدل وسطي 333 دولار لكل اونصة ذهب في الثمانينات والتسعينات الى ما لا يقل عن 1800 دولار حالياً لكل أونصة) ترافق بقيام الولايات المتحدة بإستعماله كسلاح اقتصادي وما يحدث في سورية حالياً نموذج لإستعمال الدولار كسلاح ضد الشعوب, وتعتبر إمدادات أوروبا بالغاز عامل حاسم جداً في ميزان القوى العالمي لجهة هيمنة الدولار فخروج أوروبا من العباءة الأمريكية بمثابة كارثة على الهيمنة الأمريكية.

الحروب الأمريكية

و منذ بدء الحرب على الإرهاب عام 2002 وصولاً الى حرب كورونا التي أوقف سلاسل الإنتاج والنقل في العالم وأنعشت الإنترنت وبطاقات الاعتماد وتحويل الاموال في بلاد العم سام والتي بدورها أعادت الى الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات والإدارات الأمريكية المتعاقبة تحاول إعادة السيطرة على منابع الطاقة وطرق مروها حول العالم وتحاول إبقاء حلقة الدولار متصله عبر ضخه وإعادة الحصول عليه ولكن الإمور سارت في المسار المعاكس لرغبات الإدارة الأمريكية.

القتال على بيع أوروبا الغاز بالدولار والإستغناء عن الغاز الروسي هل من أمل؟

-في شمال إفريقيا يمكن القول أن المعارك التي حسمت لم تكن لصالح الولايات المتحدة وما تحوّل مالي من دولة تصدر الإرهاب الى دولة نبذت القوات الغربية وبدأت بمحاربة الإرهاب فعلياً سوى نموذج للفشل الأمريكي وهو ما دفع الولايات المتحدة الى إعادة المغرب كقاعدة صهيونية شمال إفريقيا ولكن يمكن الجزم أن اليد الأمريكية ليست اليد الطولى في المنطقة ولا يمكن الحديث عن قدرة واشنطن على السيطرة على خطوط الغاز في هذه المنطقة من نيجيريا وصولاً للشمال الإفريقي.

-الحرب على لبنان لم تؤتي ثمارها لا عسكرياً عام 2006 ولا إقتصاديا بل الآن تقاتل الولايات المتحدة لمنع حزب الله من تأمين إمدادات الطاقة للشعب اللبناني في تراجع أمريكي عن سياسة الضغط القصوى, ومن شبه المستحيل السيطرة على حقوق لبنان الغازية في شرق المتوسط, وسورية وإن كانت حصتها في مياه المتوسط هي الأصغر في المنطقة ولم تستكشف حتى الآن ولكن لاتزال الدولة صامدة وموجودة وقادرة, وبالتالي الحديث عن غاز شرق المتوسط لايزال مبكر جداً.

 

-الحديث عن خط نابوكو تلاشى مع فشل الحروب الأمريكية في العراق وسورية وكذلك خط غاز ميد ايست الإسرائيلي بدأ الحديث عن عدم جدواه الإقتصادية وهو ما دفع أردوغان للتغزل بقيادات كيان الإحتلال الإسرائيلي والى الحديث عن إمداد أوروبا بالغاز الفلسطيني المسروق عبر تركيا متجاهلاً الوضع السياسي لجزيرة قبرص من جهة وبقاء الدولة السورية قائمة من جهة ثانية علماً بأن المنطقة غير مستقرة والغاز الفلسطيني المسروق وحده لا يكفي هذا ولم يتم إستخراج كميات غاز في الخليج قادرة على إمداد مثل هكذا خط بالغاز حتى الآن وخصوصاً أن السعودية حتى الآن لم توقع اتفاق إعتراف بالكيان الصهيوني.

-الغاز القطري المسال يستهدف الصين وبريطانيا ولكن في حال تم توجيه كامل الغاز القطري المسال الى أوروبا سيترك فراغ للروسي في الصين ولن يؤثر على روسيا ولكن وجب الأخذ بعين الإعتبار أن روسيا بصدد التحول الى أكبر منتج للغاز المسال في العالم قريبا, وقيام الأمريكي بجعل قطر رأس حربه في حرب الغاز لن يخدم قطر ولا الأمريكي على المدى البعيد, وأي حديث عن أنابيب غاز قطرية شبه مستحيل على المدى القريب لأن السلام لا يتحقق بتوقيع السعودية إتفاق إعتراف بالكيان الصهيوني.

-في لغة الأرقام يمكن ملاحظة أن الحصة الروسية إرتفعت في السوق الأوروبية من 23% مطلع القرن الحالي تقريبا الى نحو 33% حالياً (وذلك بعد 20 عاماً من الحروب لإلغاء تبعية أوروبا على الغاز الروسي) والإستغناء عن مثل هذا الرقم سيدمر أوروبا إقتصادياً لان الغاز سيرتفع بشكل قياسي ومما سبق يمكن الجزم بأن الحديث الأوروبي عن الإستغناء عن الغاز الروسي حالياً ضرب من الخيال أو الإنتحار وإن حدث لن يكون له تداعيات مؤثرة على روسيا علماً بأن الحروب الأمريكية التي شنت لمحاصرة الغاز الروسي بدأت منذ العام 2002 ولم تنجح بتغير الواقع بل ازداد الطلب على الغاز الروسي, و وضع واشنطن حاليا ورغم كل التصريحات والمؤتمرات لا يعطي أي إحتمالية لقدرتها على دفع أوروبا الى التخلي عن الغاز الروسي.

وعليه يصبح السؤال هل يمكن أن تتجدد الحروب في المنطقة وبشكل خاص في سورية ولبنان وذلك مع قلة الخيارات الأمريكية؟

وأما الحرب على لبنان فالإسرائيلي نفسه يعترف بعجزه عنها, وأما عن سورية فيتم ضخ السلاح الى إدلب والجزيرة السورية تباعاً ولكن وجب التذكير بأن الوضع في إدلب دائماً التركي هو من يطلب الهدنة فأي تصعيد إنتحار, وفي الجزيرة السورية معركة عض أصابع حتى الآن فشلت في إحداث تغير ديموغرافي يمهد للتقسيم فضلاً عن وجود قوات روسية في القامشلي قادرة على ضبط الوضع وباقي الحدود آمنة لا يمكن إعادة خرقها وأي تصعيد أمريكي داخل سورية لن يكون أكثر من عمليات إرهابية أو تخريبية متفرقة لأن سورية ورغم الوضع الحالي لم تعد ساحة قتال بل تستعد لأن تكون منطلق هجوم وقد بدأ ذلك فعلياً, وهو ما يطرح السؤال ماذا يمكن أن يفعل الأمريكي المأزوم ؟ ربما لا يمكن التكهن ولكن من المؤكد أن الكلمة الفصل في يد بوتين وحده لأنه لا يوجد في العالم قوة قادرة على مواجهة الجيش الروسي إذا ما تم إستفزازه ليتحرك علماً بأن الأمريكي لا يقاتل على أوكرانيا بل يقاتل بأوكرانيا ويستعد لإشعال أوكرانيا من الداخل, فيما الروسي يستعد لإخماد النيران بالنار إن فرض عليه ذلك فالجيش الروسي لم يجري مناورات الثالوث النووي لأجل لأجل حرب في أوكرانيا ربما حرس الحدود الروسي قادر على حسمها وهذا ما ستكشفه الأيام


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا