تصريح "فج" من مسؤول في حماية المستهلك بخصوص أزمة المتة الطاحنة في السويداء

الجمعة, 5 آب 2022 الساعة 10:52 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

تصريح

خاص جهينة نيوز

كتب مراسل جهينة نيوز في محافظة السويداء أنه ولنحو أكثر من ثلاثة أشهر متتالية تستمر أزمة المتة في السويداء في منحى تصاعدي حتى فقدت بشكل نهائي وفي أول تعليق لمسؤول من وزارة التجارة الداخلية على فقدان المادة من الاسواق وعدم قيام شركة كبور الموزع الحصري للمادة (المادة التي يتم إستهلاكها في السويداء) بتوزيعها في المحافظة أكد مدير الأسعار بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود لبرنامج حديث النهار على شام إف إم "أن مادة المتة متوفرة في الأسواق وهناك تواصل مباشر مع الموردين لها بشكل يومي، والكميات التي تدرج في الأسواق ما تزال ذاتها منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة موردين يقومون باستيراد وتعبئة مادة المتة وطرحها في السوق" وذلك بحسب مزاعم المسؤول, وما أن تم نشر تصريح نضال مقصود على مواقع التواصل الاجتماعي حتى علق المئات من أبناء محافظة السويداء على التصريح الاستفزازي والفج للسيد مقصود متسائلين أين يعيش السيد مقصود لينزل الى السوق ويخبرنا أين المتة.

مقدمة لا بد منها

على عكس منطقة الساحل التي يرغب سكانها بشرب المتة من الصنف الخشن إعتاد أهالي السويداء على شرب المتة التي تسمى ناعمة وخلال سنوات طويلة تعتبر الأصناف المرغوبة هي (ببوري – سابروسا – أماندا) ولا يقبل الأهالي بغيرها , وأما أكثر العبوات طلباً هي ببوري 500 غرام و سابروسا 150 غرام و 250 غرام علماً بأن متة أماندا أصبحت نادرة, .

وبدأ الفقدان التدريجي للمتة من الأسواق النظامية وظهورها في السوق السوداء حيث لم يعد متوفر سوى عبوات ببوري 250 غرام (التي خف الطلب عليها لصالح عبوات 500 غرام الافضل مذاق بحسب المواطنين) في حين بدأت سابروسا (المتة الاكثر طلبا في الاسواق) بالإختفاء من الاسواق بشكل تدريجي حسب الوزن حتى فقدت تماماً, ليصار لاحقاً الى فقدان مادة الببوري وتوفر فقط مادتي تاراغوي و خارطة وكلا الصنفين غير مرغوبين في السويداء على الاطلاق وليصار لاحقاً الى فقدان هذين الصنفين وتوفر فقط مادة من انتاج شركة أخرى وهي متة سيكاديرو التي نزلت في 2 آب الى الاسواق علماً بأن هذا الصنف ظهر فقط خلال ازمات المتة ويعتقد الكثيرين من الناس أن سيكاديرو هي لكبور ولكن بإسم آخر وهدفها القول انه لا يحتكر المتة ويرفض الكثير شرائها سوى عند فقدان الأمل بالحصول على الصنف المعتاد على شربه.

تجار متخصصين لازمات المتة

منذ نحو ثلاث أشهر شركة كبور لاتوزع المتة في السويداء الا وفق نظام قطع مسبق وبحالات نادرة جداً وكميات قليلة جداً حتى توقفت تماماً في حين توقفت سيارات التوزيع منذ زمان طويل عن التوزيع المعتاد على الاسواق رغم ان الشركة تحتكر التوزيع جملة ونصف جملة في حين ينجح تاجران من مدينة شهبا وبشكل يومي بالحصول على مخصصات من دمشق بطريقة غير معروفة و يوزعان المتة بأسعار تفوق سعرها النظامي علماً بأن هذا التاجران تفردا بالحصول على المتة من انتاج كبور خلال جميع أزمات المتة في السنوات الماضية, وذكر أحد أصدقاء تاجر منهما لمراسل جهينة نيوز أن هذا التاجر جنى نحو 30 مليون من تجارة المتة خلال أزمة المتة التي افتعلها كبور حين سعّرت وزارة الداخلية سعر العبوة بـ 290 ليرة مستهلك قبل سنوات وزعم كبور في حينها أنه يوزع المتة ولكن يتم تهريبها الى لبنان في ذلك الوقت علماً بأن شركته كانت موزع حصري للمتة على جميع أسواق السويداء ويعرف جميع التجار أن تصريحه حينها عن تهريب المتة كان كاذباً, ويذكرون أن مخصصات المحل الذي كان يشتري نحو 7.5 كيلو متة بالحد الادنى إنخفضت الى 2.5 كيلو.

فرض البضائع بالقوة

ذكر أحد العاملين في مركز جملة قادر على الحصول على المتة حين يعجز الآخرين عن إيجادها بأن الشركة تقوم بإلزامهم بمنتجات أخرى مثل عصير سوبرينا و قهوة كامبو وحين تكدست المواد في المركز الذي يعمل به أصبح يفرض مع كل طرد متة علبتي عصير سوبرينا أو أي منتج من منتجات شركة كبور, في حين المركز المقابل له لا يوزع حصص المتة سوى عند شراء بضائع من المركز, ولكن الآن ومنذ أيام لا يتوفر أي صنف متة سوى عند تجار أخفوا القليل منها لتحقيق مكاسب خيالية.

بيع بالقوة

باستطلاع آراء المواطنين يعتقد الكثيرين أنها لعبة شركة كبور لتسويق منتجات مكدسة وكاسدة لديهم منذ سنوات وبشكل خاص متة تاراغوي (التي طرحها كبور منذ سنوات وتم الاعلان عنها ولم تلقى رواجاً بين المواطنين) والتي يصفها المواطنين بأنها بلا طعمة, ويسود إعتقاد لدى غالبية الناس بأن المتة لن تتوفر حتى نفاذ البضائع الكاسدة لدى شركة كبور وفرضها بالقوة على المواطنين بما فيهم بضائع من شركة أخرى مثل متة سيكاديرو التي يعتقد البعض انها شركة أخرى ولكن لنفس المالك الذي يسمه الناس في السويداء وزير المتة, والكثير من الناس يعتقدون أن شركة كبور اقوى من الدولة ولا احد قادر على محاسبتها في حين يعتقد البعض أن هناك تواطؤ من مسؤولي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليأتي تصريح مدير الأسعار بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود ويؤكد بأن هناك في وزارة التجارة الداخلية من يقوم بالتغطية على إحتكارات كبور.

أسعار خيالية للمتة

هناك مواطنين يرفضون شرب متة ببوري 250 غرام بكونها ناعمة جداً ويفضلون القياس 500 غرام وبحسب الاهالي وصل سعر العبوة في السويداء قياس 500 غرام لدى بعض التجار ضعاف النفوس الى 14 الف ليرة سورية, في حين بعض الناس لا يشربون سوى متة سابروسا و قد وصل سعر الباكيت 250 غرام الى 7500 ليرة سورية وللمفارقة فإن الناس لا تقدم شكاوى على من يستغل أزمة المتة لان هدفه الحصول على المنتج بأي شكل من الأشكال في حين أن هناك تجار تقدر ظروف الأزمة وتبيعها بالحد الادنى للاشخاص المقربين منهم فقط ولكن اليوم توفر صنف سيكاديرو في الأسواق وهو من الاصناف الغير مرغوبة ومع ذلك شهدت بعض المحال بيع أكثر من 50 علبة خلال يوم واحد وذلك بسبب الإنقطاع التام للمتة خلال الايام الفائتة.

متى تتحرك الحكومة؟

تعتبر المتة المشروب الشعبي الأساسي في محافظة السويداء ولا يجوز أن يدخل ضيف ولا يشرب المتة ضمن عادات السويداء وإفتعال أزمة في هذه الظروف هو تحريض للناس على الحكومة والمطلوب من الحكومة بالحد الأدنى تقديم إجابة للمواطن وليس إستفزازه فالتصريح الفج والاستفزازي الذي نقل عن السيد نضال مقصود هو تحريض إضافي وإستهتار علماً بأن أسعار المتة قبل الحرب على سورية وفق دولار سعر السوق السوداء نصف دولار للسابروسا و 60 سنت للبوبوري بينما تباع و منذ بدأ الحرب على سورية حتى اليوم بالحد الأدنى بدولار واحد للسابروسا و 120 سنت للببوري, فالكثير من الناس يعتقد أن شركة كبور تجني من المتة أكثر مما يجنيه زارعها وقاطفها ومصدرها وشاحنها وسط عدم مسائلة للشركة.

هل يوجد بدائل؟

في الساحل السوري حيث يتم شرب المتة الخشنة ظهر بديل وهو متة 81 ولكن في السويداء لا يوجد أي بديل للأصناف السائدة حتى الآن فهناك إختلاف جذري بالطعمة وتعتبر شركة كبور موزع حصري لا بديل له حتى الساعة ويبقى السؤال الى متى الصمت المطبق من الحكومة ؟؟ علماً بأن ما يحدث يرقى الى مستوى الارهاب الاقتصادي فهل تتحرك الدولة لرفع قانون قيصر كبور عن المواطنين في السويداء.؟ فمن العار محاكمة المحتكرين في أكبر البلدان إحتكار وعدم محاسبة المحتكرين في سورية.

الخاتمة

يبقى السؤال الأصعب هو لماذا أزمة المتة في السويداء وفي التوقيت السئ حصرياً فهل خلف الأجمة ماخلفها.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا