الموقف القطري من التطبيع مع (النظام السوري) في ميزان المعادلات الدولية الجديدة

السبت, 8 نيسان 2023 الساعة 18:28 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

الموقف القطري من التطبيع مع (النظام السوري) في ميزان المعادلات الدولية الجديدة

جهينة- خاص

حين وقفَ (حمد بن خليفة آل ثاني) في الجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ في نيويورك، ونادى التحالفِ العربيّ لغزوِ سورية، لم يستطعْ أنْ يخفيَ بشعاراتِ الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ أنّ أحدَ الدوافعِ لإسقاطِ سورية مطامحُ قطر لتمريرِ أنابيبِ نفطها إلى أوروبا عبر سورية، وهو الذي اصطدمَ منذ العام 2009 بموقفِ الرئيسِ (بشار الأسد) المبدئيّ حيالَ حلفاءِ سورية الاستراتيجيين، حين رفضَ آنذاك مشروعَ توصيلِ الغازِ القطري عبر بلادهِ إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، منسجماً بذلكَ مع متانةِ التحالفِ مع موسكو، الأمرُ الذي تطلّب إسقاطَ النظامِ السوريّ وتقليصَ قوةِ روسيا.

ولهذا الغرض بدأتْ قطر بدعمِ الجماعاتِ الإرهابية، ومن بينها "داعش"، لتدميرِ سورية والإطاحةِ بالرئيس، وتجهيزِ قيادةٍ من جماعة الإخوان المسلمين على غرارِ ما حدثَ في مصر، تكونُ مواليةً لها ولتركيا الساعيةِ لتكونَ ملتقى طرقِ الطاقةِ من الشرق الأوسط ووسط آسيا إلى أوروبا.

اليومَ وفي ظلّ المتغيّرات وإعادةِ التموضعِ لعددٍ من الدولِ نحو عالمٍ جديدٍ، برزت الحاجةُ للتطبيعِ مع سورية التي بدورها التقطت اللحظةَ وعادت تنسجُ علاقاتها الخارجيةَ بما ينسجمُ مع متطلبات الواقعِ الجديدِ. فمنذ أن ضربت الزلازلُ تركيا وسورية في 6 فبراير/ شباط، توالت الزياراتُ الرسميةُ إلى دمشقَ ولقاءُ الرئيس (بشار الأسد)، منها زيارةُ وزيرِ الخارجية المصري (سامح شكري) إلى دمشق الشهرَ الماضي الذي أكدَ نيّة مصر لاستعادةِ العلاقات مع سورية، وفتحت السعوديةُ، البابَ أمام حوارٍ مع دمشق ، قائلة إن هناك إجماعاً عربياً متنامياً يفيدُ بأنّ عزلَ سورية أصبحَ غيرَ مجدٍ.

و أبعد من ذلك صرحت الرياض لوكالة رويترز  أنها ستوجه دعوة للرئيس السوري (بشار الأسد) لحضور القمة العربية في 19 مايو / أيار وأن وزير خارجيتها سيتوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة لتسليم الرئيس الأسد دعوة رسمية لحضورها.

إلا أنّ الموقفَ القطريَ المنسجمَ مع الموقفِ الأمريكي والمساعدَ للحليفِ التركي الذي يهدفُ في جزئيةٍ منه الضغطَ على دمشق لتقويةِ موقفِ أردوغان في حاجتهِ الشديدةِ لتطبيع العلاقة مع سورية قبيلَ الانتخابات التركية المقبلة، ما زال في مرحلةِ المناورةِ وتحسينِ الشروط والمناكفات السياسية عبر زاوية "الإجماع العربي".

فبعدَ زيارةِ (عبد الله بن زايد) الأخيرةِ إلى دمشق، قال وزيرُ الخارجية القطري الشيخ (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني) إنه يأملُ وقفَ زخمِ تطبيعِ العلاقات مع نظامِ الرئيسِ السوري بشار الأسد.. من جهته، جدّد بلينكن الإعرابَ عن قلقِ الولاياتِ المتحدة من التطبيع مع (نظامِ الأسد)، لتعودَ الدوحةُ على وقعِ التقاربِ السوريّ- السعوديّ "المقلقِ لها"، وتؤكدُ مجدداً أنها لم تغيّرْ موقفها من التحركِ لعودةِ سورية إلى الجامعةِ العربية، مشيرةً إلى أنها "لن تطبّعَ مع النظامِ السوريّ حتى تزولَ الأسبابُ التي دعتْ إلى مقاطعتهِ وألا يكونَ هناك "خيانةٌ للدماءِ التي سالتْ" لتحقيق هذه التطلعات "!.

وبالنظرِ لموقفِ دمشق من العودةِ للجامعة العربية فإنّ موقفَ قطر في محصلتهِ غيرُ وازنٍ ولا مؤثرٍ، حيث وضعَ الرئيسُ الأسد العلاقات الثنائيةَ في سلمِ أولويات السياسةِ السورية الخارجيةِ في هذه المرحلة، لا العودةَ للجامعةِ العربية.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا