الجيش العربي السوري.. أسطورة البطولة والشجاعة والفداء

الأربعاء, 31 تموز 2013 الساعة 14:33 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

الجيش العربي السوري.. أسطورة البطولة والشجاعة والفداء

جهينة نيوز- بقلم فاديا جبريل:

لا يستطيع أي باحث أو مؤرخ في العلوم العسكرية أن يقرأ تاريخ جيوش الشرق الأوسط ويدرس بنيتها الفكرية والتنظيمية من دون أن تستوقفه العقيدة العسكرية الأصيلة ومدى الشجاعة والإقدام اللذين يتمتع بهما جنود وضباط وقادة الجيش العربي السوري.

ولعل السمة الكبرى التي تميز هذا الجيش العقائدي عن بقية جيوش المنطقة والعالم هي وطنيته العالية وأخلاقيته ومناقبيته وانضباطه ووعيه بدوره وتوجهه والتزامه بالدفاع عن القضايا الوطنية والقومية على حد سواء.

فالجيش العربي السوري يلخص في أدائه وإخلاصه وخلال المراحل الزمنية المختلفة ملحمة من ملاحم التاريخ, ويخط على الدوام بقوته وعنفوانه أسطورة في النضال والتضحية والفداء, وهو الذي واجه ويواجه أكبر الجيوش وأعتاها في التاريخ المعاصر.

لقد حارب الجيش العربي السوري طلائع القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو عام 1920, وسطر بقيادة وزير دفاعه آنذاك الشهيد يوسف العظمة أسمى معاني البسالة وصور البطولة في معركة المجد في ميسلون, وواجه بما يملك من عدد وعتاد عسكري وأسلحة قليلة جيش الاحتلال الفرنسي الذي قدر بتسعة آلاف ضابط وجندي, مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائرات وأحدث الأسلحة الأخرى.

كما حارب المشروع الصهيوني منذ بدايته, ما يعني أنه حارب بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية ومن يدور في فلكهما من الأنظمة العميلة في المنطقة بشكل مبكر وما أكثرهم, إذ خاض عدة حروب بدءاً من حرب تحرير فلسطين من العصابات الصهيونية عام 1948, وقاد يومها جيش الإنقاذ الضابط السوري فوزي القاوقجي, ومن ثم حرب حزيران عام 1967 التي شكلت نكسة في تاريخ الأمة, فأبى الجيش العربي السوري إلا أن يرد الضربة بضربة أقوى منها فكانت حرب تشرين التحريرية عام 1973 التي حطمت أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر».

على أن القضية الوطنية لم تكن الشاغل الوحيد لهذا الجيش العقائدي, بل انبرى ومن منطلق واجبه القومي للدفاع عن الأمة العربية على امتداد بقاع الوطن العربي, وكانت مشاركته في الدفاع عن عروبة مصر عام 1956 إبان العدوان الثلاثي (فرنسا, بريطانيا, و«إسرائيل»), وقد كان حاضراً بقوة وشجاعة, وخلد هذه المشاركة الضابط السوري الشهيد جول جمال الذي جسد عقيدة الجندي السوري في دلالتها القومية, إذ قام بعملية بطولية فدائية شجاعة استشهد على إثرها, وأدت إلى تدمير وإغراق المدمرة الفرنسية «جان بار».

وفي عام 1982 خاض الجيش العربي السوري إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية معركة تحرير بيروت والجنوب والبقاع اللبناني من قوات الغزو الصهيوني, وقدم مئات الشهداء دفاعاً عن وحدة لبنان وكرامة شعبه, وكانت معركة السلطان يعقوب, أو ما عرف بمجزرة الميركافا أبلغ من أن ينكرها رئيس الأركان حينها إيهود باراك أو قادة الجيش الصهيوني.

أما اليوم, فقد حتم عليه ثالوثه المقدس «وطن, شرف, إخلاص» أن يخوض معركة اجتمعت فيها كل أنواع الحروب, معركة الوجود السوري التي تجلت في حرب كونية تقودها ميليشيات منتدبة عن 29 دولة في العالم ومدعومة بأموال النفط الخليجي والتخطيط الأميركي- الإسرائيلي والتنفيذ التركي, متصدياً وحده كحالة قومية لمهمة الدفاع عن مصير المنطقة العربية برمتها ضد أخطر مخطط استعماري يستهدفها, وكحالة وطنية في الحفاظ على وحدة التراب السوري.

لقد كان من أهداف العدوان وأولوياته ضرب العمود الفقري لسورية عبر استهداف جيشها الذي يعد الضامن الحقيقي والوحيد لوجودها ووحدتها, فكان ومنذ اللحظة الأولى في عين عاصفة العدوان لتفكيكه وشق وتشتيت صفوفه عبر أقذر حرب إعلامية قوامها الكثير الكثير من الكذب والتلفيق والفبركة, بهدف تشويه عقيدته العسكرية وضرب القاعدة الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها, فضلاً عن تقديم جميع أنواع الدعم اللوجستي والمعلوماتي والعسكري للعصابات الإرهابية, بهدف تقليم أظافر سورية وتقويض قدرات جيشها العسكرية, بما يضمن تحقيق أهداف العدوان التي باتت مكشوفة في تحييد سورية عن دورها الإقليمي الكبير خدمة لـ«إسرائيل» ومشروعها في المنطقة.

لكن وعلى الرغم من كل تلك المحاولات والحملات القذرة لتشويه صورة الجيش العربي السوري, وإلصاق التهم الباطلة بجنوده وضباطه, فإن الوقائع أثبتت أن هذا الجيش عصي على مخططات الأعداء, بل أظهر قدرة استثنائية على التماسك والانضباط والعطاء, وأذهل بقوته الدوائر الغربية وأفقد حملاتها الإعلامية القدرة على التأثير, وأفشل مساعيها في ضرب حاضنته الشعبية, وبقي الجيش العربي السوري في نظر السوريين حماة الديار, والرمز العظيم والشرف الذي تتغنى به عائلات الجنود وتحكي عن تضحياته وبطولاته حكايا تتناقلها الأجيال اللاحقة.

لقد أدركت قيادة الجيش حجم المؤامرة وهدفها الاستراتيجي في تدمير سورية كمقدمة لتقسيمها إلى دويلات طائفية متناحرة, فتجلت عقيدته في أنصع صورها في التصدي ببسالة لأقذر الحروب وأشرسها، وكان من أشد المفاجآت التي أربكت المتآمرين وأفقدتهم زمام المبادرة أنه كان يحارب بعيداً عن النمطية القتالية والتكتيكات التقليدية، وأظهر قدرات خارقة في التعامل الميداني بمرونة تبعاً لطبيعة المعركة، إذ كان يعتمد وينتهج تكتيكاً مغايراً للمعركة السابقة، فاستحق وبجدارة أن نقول عنه:

أول جيش نظامي نفذ انتشاراً عسكرياً على امتداد ساحات الوطن، تماشياً مع متطلبات الصراع واستطاع الحفاظ على قوته وتماسكه وأدائه القتالي المؤثر والفعال.

أول جيش نظامي في العالم استطاع خلال فترة وجيزة الانتقال من تكتيك الحروب النظامية إلى تكتيك حروب العصابات وقتال الشوارع.

أول جيش نظامي يسجل له صموده في حرب كونية تقودها دول كبرى كفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

أول جيش نظامي استطاع أن يحقق توازن رعب مع العدو من خلال تعزيز منظومته الدفاعية والصاروخية وعبر انتهاج إستراتيجية أثبتت نجاعتها وهي دعم المقاومة بكل أشكال الدعم ومساندتها والعمل على تطوير قدراتها العسكرية، وهذا ماعبر عنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة عام 2006 حين قال: «عندما نشعر بأن المقاومة يمكن أن تهزم فيجب على الجيش تحمل واجبه القومي».

أول جيش نظامي في العالم يتسابق جنوده لنيل شرف القتال في معركة استثنائية في تاريخ سورية، وببسالة وإيمان لم نسمع عنهما إلا في الأساطير، إذ يتقدم كبار الضباط في الخندق الأول والجنود من خلفهم، وهاهي أسماء قوافل الشهداء تتصدر المشهد وتثبت أسطورية وقوة هذا الجيش.

وأخيراً.. فإن الجيش العربي السوري الذي قال كلمته في أن كرامة سورية في عهدته وصونها من أولى مهامه، وأنه ماضٍ في حربه ضد المجموعات الإرهابية والعصابات التكفيرية المجرمة حتى النهاية مهما بلغت التضحيات، سيرسم بسواعد جنوده وضباطه وقيادته تاريخ المنطقة من جديد، وستظل أمجاد ميسلون وحكايا البطولة في تشرين وتموز بوصلته التي ستوصله قريباً إلى الانتصار الكبير.

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 نصر سوريا
    31/7/2013
    15:54
    الأسياد والكبار والشرفاء يشعرون ويعبرون بأروع الكلمات
    أروع الكلمات التي قدمتها السيدة جبريل نهديها لأحباءنا حماة الديار العظماء ..لايشعر بالنصر والفخر بالأبطال إلا الكرام والمثقفون والواثقون والأمناء على الوطن العظيم الذي يقوده الأبطال ..امتلأت الصفحات وفاضت لتغمر كل شرفاء الدنيا وتفجر أجمل الكلمات وأروع التعابير النابعة من قلوب العارفين والشاهدين على أعظم جيش وجد في القرن الواحد والعشرين وهو:الجيش العربي السوري البطل صانع النصر العظيم على فجار الدنيا والتكفيريين أبناء الشياطين
  2. 2 تحية إلى أبطالنا العظماء
    31/7/2013
    16:23
    يطربنا التغني بعد الألم بببطولات الجيش العربي السوري
    ماذا يعني استهداف جيوش وجدت للدفاع عن الأوطان؟؟ وهل يرضى المعتدين (الأحرار ببناء الشر والمجازر)؟؟؟ وبناء أجيال تابعة للشياطين الصغار الغبياء أن يعتدي أحد على جنودهم ؟؟هذا يدل على خداع العالم بتغيير رسم المؤامرات اللصوصية للاستعمار اختلف وتبدل القناع وأن حروبهم الجديدةتنوعت أساليبها والهدف واحد!!وهي المعدة للدول الضعيفة ,, لالبلد الشمس سوريا الله حاميا وجنودها مباركين من رب العالمين وهم أمل السوريين وحماة ديار كل المسالمين الداعمين لأعظم وأهم وأشرف وأعتى الأبطال الميامين ..وهم من أثبتوا أنهم من أقسموا على كسر شوكة أقذر أنواع الشياطين
  3. 3 مواطن سوري
    31/7/2013
    19:31
    شكر وتقدير
    في الثالوث المقدس تختصر كل العبارات فالوطن أكبر وأغلى من الجميع .. لك ولاحساسك التقدير انه احساس كل مواطن سوري شريف ومخلص .. لوطننا الغالي شعبآ وجيشآ العزة والكرامة ..
  4. 4 مواطن سوري
    1/8/2013
    03:38
    احساس وطني بامتياز
    رائع ماتكتبين واليوم هو الأروع حين توصفين باحساس عال من يقدمون دماءهم فداء للوطن .. لتبقى سوريا عزيزة وعصية على المتآمرين .. لك التحية ولوطننا النصر والكرامة ...
  5. 5 سوريا منصورة
    1/8/2013
    05:24
    حمى الله الجيش السوري المليوني وكل عام وأنتم بألف ألف خير
    نقدسكم ياأحبائنا الأبطال وندعو لكم متوسلين لله أن يرعاكم وينصركم وتعجز الكلمات عن وصف بسالتكم بطرد العدو وعملاءه ,وكل من يكتب ويوصف ويقدر مايفعله الأبطال السوريون هو بطل وهوالشريف المتميز وهو المعارضة التي ترفض الشر والفساد الأخلاقي والتي تنطق بالحق وتطالب وتذكر العالم أن بسورية بواسل تحمي الشعب وتصد العدو وتخدم الوطن ,,,لايشبهون تلك المعارضة(النعاجية الصهيونية الخائنة آكلة لحوم البشر)الهدامة والتي يمثلهاإعلام الإجرام وحثالاته وجرادين مختبئة بالجحور!!ولا حرادين متبدلة الألوان!!ولا عراعير ولاقرود وقوارض تنهش البشر وتهدم الحجر وتحرق وتقتلع الشجر !!! كل عام وحماة الديار بألف ألف خير لكل جندي سوري بالميدان وبالمكتب وبالبيت وبالساحة وبالإعلام ووووو....ورحم الله الشهداء الأبرار
  6. 6 كل عام وأنتم وسوريتنا بألف خير وبركة
    1/8/2013
    05:38
    عيدكم هوعيد النصر وسنكمل معا المسير
    كل عام والجيش العظيم بخير والمفاجآت والزلازل والبراكين تتفجر لسحقهم والكلاب تنبح وتترنح والدومينو يسير ويسير لينتهي بسقوط كل جعارة وجربا وصبرا وعميل ذليل
  7. 7 ابو عبد النور
    1/8/2013
    17:27
    لولا جيشنا كانت جرتنا ونهشتنا الكلاب والذئاب البشرية
    الكلمات تعجز عن شكر جيشنا الباسل واعطائه جزءا يسيرا جدا جدا جدا من حقه , فلولا رب العالمين والجيش وقائدنا لكانت الكلاب والذئاب البشرية جرتنا ونهشتنا ولضاعت سوريا الوطن وهيهات ان تجد بعد ذلك وطناتعيش فيه بكرامة وعزة وامان الذي شعرنا بقيمته عندما فقدناه ,لولا جيشنا البطل لفرض علينا الذل والهوان في جميع البلدان العربية التي يمكن ان نلجأ اليها فقد اثبتت التجارب لمن لجأ الى الاردن والخليج ومصر ان الاغلبية تريد نهش اعراضنا وإذلال رجالنا فقط لان السوري عنده انفة وعزة نفس ,حمى الله سورية من كل سوء وادام لنا القائد والجيش المغوار والف تحية وسلام له في عيده والعيد الاكبر لنا نحن السوريين يوم نسحق بإذن الله اخر فلول الارهاب النجس من ارضنا والمدعوم حاليا من سفاح خان العسل بندر وكذلك من ابن موزةوطبعا دائما وابدا من اردوغان لص وسفاح حلب وما ذلك على الله بعزيز
  8. 8 نهاد
    1/8/2013
    21:27
    فخر بلادنا وعزة شعوبنا ابطال سوريا البواسل
    هذا هو الجيش الذي أشغل العالم بانتصاراته الاسطورية التي جعلت العدو قبل الصديق يعجز عن وصف جبروته وصموده بوجه الكفار القذرين الذين يجذبون الأغبياء والجاهلين لدينهم الإجرامي الوحشي وهم أسفل السافلين بكل شيء وتثبت ذلك قذارة أفعالهم وتعاليمهم الشيطانية التي قلبت القيم لتجعل الشر والأفعال الشنيعة والإجرام وتوهم الضعفاء النفوس بأن الله يريد !!! وقلبت كل المفاهيم والإيجابيات لسلبيات والعكس صحيح !!..والجيش لايسعه إلا التصحيح بطريقه للنصر والتطهير الكامل
  9. 9 هذا هو الفرق بينم البطل والجرذ
    2/8/2013
    03:11
    يفجرون ويجعرون وتحت أقدام بواسلنا يسحقون ...........
    الفرق بين الجيش السوري هوأنه مؤلف من رجال !!والجحش الكر عصابات من وحوش تتوهم الرجولة وتعتقد أن المرجلة هي بتفجير الجيوش والمدنيين والصغار والكبار لأن أسيادها زعماء الإرهاب العالمي الذي علمهم وأوصاهم بتعاليمه المنقولة من عقيدة الإجرام الصهيوني وهي تأمرهم :‘دمروا واحرقوا كنيرون المجنون‘!!‘اقتلوا وفجروا أكبر عدد ممكن من الناس والجنود العظماء واختبؤوا كالجرذان والأرانب بين الجحور وتحت الأرض مع الصراصير والحشرات رفاقكم ثم اصرخوا واجعروا كالوحوش المسعورة وقولوا : الله وأكبر !!
  10. 10 سوري
    3/8/2013
    23:31
    فخرنا
    أنا أفتخر أن هذا الجيش العظيم هو جيش بلادي ... الجيش العربي السوري ... وطن، شرف، إخلاص
  11. 11 سورية دمي مواطنة سورية
    10/8/2013
    01:51
    سوريةمنتصرةباذن الله
    مهمافعلوا فانهم قتلى تحت اقدام الجيش الباسل البطل السوري الصامد ونحن مع الجيش والقائد بارواحنا و دمنا والله يحمي سورية وقائدها وجيشها ونفديك يا بشار
  12. 12 ghader
    23/2/2016
    15:03
    damas
    cool what you writing………… Ilove syria

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا