جهينة نيوز:
عندما غنّت السيدة أم كلثوم أغنيتها الشهيرة "غنيلي شوي شوي" في الفيلم الذي يعدّ من أروع كلاسيكيات السينما المصرية "سلامة"، كانت تعرف أنها ستسحر القلوب وترقّص فتيات الحي، لأن المغنى بنظرها كان حياة الروح والعقول والقلوب، تفعل فعل الطبيب المداوي لاعتلال النفوس.
ومن هنا عرفنا قيمة الأغنية ودورها في حياة جمهورها من خلال كبار المبدعين الذين يغنون طرباً حتى لو كانت الأغنية شعبية، تدخل خفيفة كالنسمة على المسمع وتحقّق الهدف المنشود منها، حتى نال الكثير ممن غنوا في هذا الميدان الشعبي شهرة واسعة، ولا يتسع المجال الآن لتعدادهم.
أما اليوم وقد انحصر الطرب والمغنى في وهم وعقول البعض، فلابد هنا من التعليق ولو ببضعة أسطر، ونعتقد أنها لا تستأهل أكثر من ذلك، عن "ظاهرة" السيد علي الديك الذي نجح شعبياً في الدخول والتسلّل إلى أذواق البعض من خلال تناوله لفلكلور بيئة شعبية محلية تتماهى فيها موضوعات متعددة "الحاصودة" ولقاء الحبيبة والدبكات على وقع التراث الساحلي والعتابا والميجانا الجبلية الخاصة بالتراث نفسه، إضافة إلى بعض الأغنيات الوطنية التي خاطبت الوجدان في ظرف يحتاج فيه الإنسان ليسمع حنين الكلمة المنطوقة المغناة من أي صوت له شهرة معينة في الغناء بالتوازي مع المطربين المحترفين الكبار.
هذا كله يعلق أسئلة على ظهور علي الديك في برنامج "غنيلي تـ غنيلك" على شاشة قناة "الجديد" اللبنانية.. بشكل وصل إلى مرحلة الخفة والهزل والسخرية، حتى في تناوله الأغنية نفسها التي رفعت من شأنه عند بعض الناس، فكيف وقد وصل به الحال إلى ما يشبه الانحدار ابتذالاً، وقد نصّب نفسه وصياً غنائياً "جاعراً" يبلع محيطه بصراخه الغنائي في سهرة غنائية يقدمها "هو ومقدمة برنامج غائبة عن البرنامج"، وقد تحول إلى مذيع غنائي أقل من الصفر بقليل، بدلاً من أن يستخدم طلته في المحافظة والارتقاء أكثر إلى ما وصل إليه من نجومية.
أداؤه في هذا البرنامج بلغ حدّاً كبيراً من الهزالة الفنية يقف على شفير الضحك والنكات الممزوجة بالصراخ المتداخل مع الطعام بغلاظة الطلب والإلغاء مما لا يحتمله أي مشاهد أياً كان، حتى ولو كان من معجبي وعشاق الديك وصوته!!.
الأغنية السورية التي ازدهرت بكلماتها وأصواتها وألحانها، وقدمت للعالم أجمع صبغة خاصة وأصالة محلية من نوع خاص ومتميز تستحق من علي الديك ألا "يبهدلها" بل أن يحافظ على نسيج عراقتها، حتى لو كان الميدان تحت مظلة الأغنية الشعبية التي وصفتها بالتمثيل راعية الغنم أم كلثوم في فيلم سلامة بأنها: "حياة الروح ويسمعها العليل تشفيه وتداوي كبد مجروح تحتار الأطبا فيه"..
فهل مثل هذا الأداء المبتذل لعلي الديك يحقق هذه المعادلة في تأثير الأغنية؟..
سؤال برسم علي الديك نفسه وآل الديك إخوان.. حتى لا يزاود علينا البعض من محبيه!!.
20:02
20:09
20:52
21:04
21:21
21:29
21:49
14:35
23:19
15:41
01:30
03:24
04:02
05:19
06:31
07:57
10:15
05:55
17:37
18:32
22:52
00:18
06:07
01:01
14:53
07:45
18:28
01:30
06:46
18:34
23:26
00:32
16:03
17:24
20:07
06:51
15:28
19:28
13:23
13:28
12:00
13:01
22:26
02:13
12:49