جهينة نيوز:
في 17 تموز من عام 2000 وعقب أدائه القسم الدستوري أمام الجلسة الاستثنائية لمجلس الشعب، قال السيد الرئيس بشار الأسد مخاطباً السوريين جميعاً: "ثقتي لكم لا حدود لها ومحبتي كذلك.. وأرجو أن تسمحوا لي أن أؤكد لكم حقيقة أشعرها.. وهي أن الرجل الذي عرفتموه وأحببتم بعضاً من صفاته. وبادلتموه الثقة والمحبة.. لن يغيّر فيه المنصب شيئاً. وهو الذي انطلق من بين الناس وعاش معهم سيبقى بينهم وواحداً منهم. وتوقعوا أن تروه في كل مكان معكم.. سواء في موقع العمل أو في الشارع أو في أماكن نزهتكم، يتعلم منكم ويشد عزيمته بتواصله معكم ويعمل من أجلكم كما كان عهده دائماً.. فالإنسان الذي أصبح رئيساً سيبقى هو نفسه الطبيب والضابط وقبل كل شيء المواطن".
***
قد يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا نعود إلى هذا القول للسيد الرئيس في هذا الوقت بالذات ونحن على أبواب استحقاق دستوري يستعدّ له السوريون لانتخاب رئيس للجمهورية، بالتزامن مع الحرب التي تتكالب فيها قوى العدوان على سورية بحجج وذرائع شتى لتدميرها وتقويض استقرارها وأمنها؟!.
للإجابة على هذا السؤال يمكن القول: إن في قول الرئيس الأسد بلاغة ودلالات كبيرة، وإشارة مقصودة أولاً وأخيراً إلى تثمين روح المواطنة، التي تؤكد انتماء الإنسان إلى بقعةٍ جغرافيةٍ ولد فيها، وكان تاريخها وحضارتها هويته التي يهتدي بها، أو بحسب نظرية جان جاك روسو في "العقد الاجتماعي" ترتبط عادة بحق العمل والإقامة والمشاركة السياسية في دولة ما أو هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمّه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. والمواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم له وهو في الوقت نفسه يحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يلزم عليه تأديتها.
إذاً فالمعيار الأساسي الذي يحدّد من يحق له الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية، هو المواطنة والانتماء للوطن أولاً وقبل كل شيء، وهو ما جسّده السيد الرئيس قولاً وعملاً خلال سنوات حكمه لسورية، وتبدّى بشكل واضح في الأزمة الأخيرة التي كانت تستدعي شخصاً بحجم إرادته وحكمته وصبره، وقائداً يعرف كيفية التعامل بشجاعة وثبات وقوة مع حرب جنّد لها الأعداء طاقات هائلة، بحيث تكسر وتهزم أكبر وأقوى دولة في العالم.
فالسيد الرئيس بشار الأسد ولد في دمشق عام 1965 ودرس في مدارسها، وتخرج من كلية الطب في جامعة دمشق عام 1988 طبيباً عاماً بمرتبة جيد جداً، وتخصّص في طب العيون في مستشفى تشرين العسكري بدمشق، وتوجه عام 1992 إلى بريطانيا لمتابعة التخصص في طب العيون قبل عودته إلى الوطن عام 1994. وترأس عام 1995 الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وأشرف على ندواتها ومعارضها السنوية وشجّع الشباب للاطلاع على علوم الكمبيوتر والتقنيات الحديثة، وأطلق عام 1997 البرنامج الوطني للمعلوماتية بالتعاون مع وزارة التربية لإتاحتها من خلال مراكز التدريب المجانية أمام القطاعات الشعبية الواسعة، وانتخب رئيساً للجمهورية العربية السورية في 10/7/2000.
وخلال هذه المحطات من حياة الدكتور بشار الأسد يُجمع عدد ممن عمل معه وعايشه يومياً أنه كان يتحلّى بسعة الصدر وحبه الفياض لوطنه وأبناء وطنه، جلساؤه العديد من المفكرين والمحللين السياسيين، فضلاً عن أنه واسع الاطلاع في المجالات كافة ويحمل عقلاً تحليلياً وناقداً للأخطاء، وقد برّ السيد الرئيس بوعده في خطاب القسم، فكان بين المواطنين في كل المدن والبلدات والقرى السورية، يتلمّس معاناتهم ويقف بحرص المسؤول عند أهم مشكلاتهم وآفاق حلها، ويتذكر الأهالي في أحيائهم، والطلاب في مدارسهم وجامعاتهم، والمرضى في المشافي والمراكز الصحية كيف كان يقف الرئيس الأسد ساعات معهم يحاورهم في أدق التفاصيل حول يومياتهم ومعيشتهم وسبل النهوض بسورية الوطن والإنسان، وهذا باعتقادنا وتقديرنا أبهى صور المواطنة والانتماء للوطن.
07:33
08:25
18:11
18:20
20:37
14:53
04:51
14:45