خاص جهينة نيوز: لماذا يتسابق دي ميستورا وفابيوس لـ"إنقاذ حلب"؟

الخميس, 27 تشرين الثاني 2014 الساعة 17:53 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص جهينة نيوز: لماذا يتسابق دي ميستورا وفابيوس لـ

جهينة نيوز:

على مدى الأسابيع الماضية شغلت مبادرة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب الرأي العام في سورية والمنطقة، وكثرت التحليلات والقراءات السياسية والعسكرية والإستراتيجية لهذه المبادرة، ولاسيما تزامنها مع تهديدات لأردوغان ودعوات أطلقها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لضرب "داعش"، والسعي لقيام ضربات أخرى يتم إطلاق اسم "الضربات الملتبسة" عليها والتي تسمح بدفع القوات السورية الى التراجع لإيجاد "مناطق آمنة" في شمال سورية.

"جهينة نيوز" وفي سعيه للوقوف على حقيقة مبادرة وأفكار السيد دي ميستورا والهدف من تهديدات فابيوس وأردوغان في هذا الوقت بالذات، التقى الباحث الإستراتيجي د. سليم حربا والمحلل السياسي والكاتب د. أكرم مكنا.

فقد أكد د. سليم حربا أن تصريحات فابيوس وأردوغان وتهديداتهما لا تستحق الرد أو التعليق عليها، لأننا تعودنا كثيراً في سورية خلال 4 سنوات من الحرب على مثل هذه المسرحيات الهزيلة التي تعكس حالة إفلاس للجانبين الفرنسي والتركي وهروباً إلى الأمام، ومحاولة رفع الأسقف علّهم يحققون لأنفسهم وزناً نوعياً في إطار التأثير على القرار السوري أو الأمريكي، واستثمار هذا الأمر في أي مفاوضات لاحقة.

وقال د. حربا: يدرك كل من فابيوس وأردوغان أن كل هذه التصريحات لا يمكن أن تغيّر أو تقلب موازين قوى أو تحدث تبدلات في الميدان، أو تبرئ هولاند ونظامه وأردوغان ونظامه من حقيقة دعمهما للإرهاب، وأعتقد أن هذه التصريحات أو التهديدات لا تعدو أن تكون إلا صرخات في فضاء وفي الوقت الضائع.

وحول مبادرة وأفكار دي ميستورا، أضاف د. حربا: لا يمكن أن نقيم أفكار السيد دي ميستورا إلا في سياقها الزماني والمكاني.

على المستوى الزماني نحن نشهد على تقهقر الإستراتيجية الأمريكية وعدم قدرتها على هزيمة "داعش"، ولولا أداء وإنجازات الجيش العربي السوري وضرباته القاصمة لكانت سقطت الهيبة العسكرية والضربات الجوية الأمريكية، إضافة إلى النكبات التي أصابت حلفاء وأدوات الولايات المتحدة في المنطقة بسقوط المشروع الإخواني الأردوغاني في مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية، وعجز واشنطن عن إنتاج ما سمته "المعارضة المعتدلة"، وبروز دور حزب الله كقوة داخلية وإقليمية بمواجهة الإرهاب، واعتراف دولي بثبات وصمود الدولة السورية وإنجازات الجيش العربي السوري على كامل الجغرافية السورية، وأيضاً الاعتراف الأمريكي بدور سورية والسيد الرئيس بشار الأسد كنقطة إرتكاز في مواجهة الإرهاب. ولأن هذه الإنجازات بمجملها قوّضت ما كان يسميه أردوغان المناطق الإستراتيجية بالنسبة له كعين العرب وحلب وسواهما، وبددت أوهامه ودفعته للإدراك أن كل أوهام مناطق الحظر الجوي والمناطق العازلة لا يمكن تحويلها إلى مرتسمات. لذلك في هذا السياق الزماني طرحت أفكار السيد دي ميستورا لتجميد القتال في حلب وخاصة أن هناك مؤشرات إطلاق مبادرة روسية أمريكية للحل السياسي.

ورأى د. حربا أن إنجازات الجيش العربي السوري في حلب ولاسيما ما بعد حندرات وسيفات والسيطرة على السكن الشبابي والوصول إلى دوار الجندول وقطع طريق العويقة الجندول، والمشارفة على تطويق ماتبقى من أحياء حلب القديمة، نسفت المشروع التركي من أساسه والذي توهم أردوغان أنه سيحققه في حلب.

وقال د. حربا: تأتي أفكار السيد دي ميستورا في هذا السياق الزماني والمكاني في حلب التي يقبض عليها الجيش العربي السوري جملة وتفصيلاً، ويضيّق الخناق على ما تبقى من مجموعات إرهابية، لذلك –وهذه وجهة نظر شخصية- يجب على أفكار السيد دي ميستورا أن تكون مراعية ومبنية على احترام السيادة السورية على كامل الأراضي السورية، إضافة إلى أن يكون منهج المصالحات الوطنية السورية أرضية لأفكار دي ميستورا, وقبل كل ذلك وخلاله مراعاتها تطبيق القرارين 2170 و2178، كي لا تكون هذه المبادرة منفسة تمدّ ما تبقى من الإرهابيين بشيء من أكسير البقاء، أو تكون فرصة لإعادة تفكيك وتركيب الإرهاب ومجموعاته التكفيرية بسمى جديد، علماً أن القيادة السورية تعاملت مع أفكاره بمنطق حسن النوايا، وأكدت أن أفكاره جديرة بالدراسة، لكن المنطق الطبيعي ألا يقع في شر ما وقع فيه أسلافه كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي.

من جهته رأى د. أكرم مكنا أن تهديدات فابيوس وأردوغان موضوع قديم جديد يعكس الحقد الفرنسي التركي كرأس حربة في العدوان على سورية ودعم العصابات التكفيرية في المنطقة.

وتساءل د. مكنا لماذا الآن يطلق أصحاب المشروع العثماني مثل هذه التهديدات المفلسة، ليقول: إن السبب في ذلك كله هو انتصارات الجيش العربي السوري، والتباين الواضح في الموقف الأمريكي الراضخ لما يحدث في الميدان بمواجهة إرهاب "داعش" والراغب بالاستدارة نحو الحل السياسي في سورية مع إبقاء بعض أوراق الضغط بيده، فضلاً عن التوافق الأمريكي الإيراني في الملف النووي، وفشل المحاولات التركية السعودية الإسرائيلية في توحيد الجماعات المسلحة.

وأضاف د. مكنا: إنه لمن المستغرب دائماً أنه ومع تحقيق انتصارات للجيش السوري على الأ{ض، تتقاطر المبادرات لنجدة المجموعات المسلحة وإنقاذها، مشيراً إلى التزامن المشبوه بين مبادرة دي ميستورا وتهديدات فابيوس، ومؤكداً أنه لا يمكن الوثوق بمثل هذه المبادرات التي لا تلجم عدوان الأطراف الأخرى على سورية، خاصة وأن تركيا والسعودية وإسرائيل مازالت مستمرة في دعم الإرهاب، رغم فشلها الميداني والعسكري والسياسي، فضلاً عن وجود وحدات فرنسية أمريكية تركية تدير غرف عمليات في حلب.

وختم د. مكنا بالقول: إن سورية تعاملت بإيجابية مع أفكار السيد دي ميستورا، وهي اليوم تدرسها بذكاء بما يوافق السيادة السورية ويحافظ على الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري على مدى سنوات الحرب.. مضيفاً: لكن بمنطق التحليل الذي سيختلف بالتأكيد عن استراتيجية الدولة يجب النظر بكثير من الحذر إلى مثل هذه المبادرات المطروحة الآن


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 السهم الثاقب
    27/11/2014
    17:02
    التخمين صعب
    اؤيد جميع ما ذكره الدكاتره اﻻعلام ولكني من ناحية اخرى اثق تماما بالدبلوماسية السورية ايضا ﻻنها ابرعت خلال اﻻزمة و حافظت على جأشها و بصيرتها و لم تتأثر بالاقاويل و البروبوغاندا اﻻعلامية الهائلة و سلكت طريقها بهدوء ولكني ﻻ زلت على حيرة من اي من اﻻمرين اصح ؟
  2. 2 د.ايمان ايوب
    28/11/2014
    13:58
    استراتيجية امريكا الخفية حتى٢٠٢٢
    تحاول الدول الداعمة للارهاب العبث باحداثيات معادلة الصراع على سوريا لصالح اعداء سوريا . فمن جهة يعطي اوباما تعليماته بتمديد نقاشات النووي الايراني تسعة اشهر ومن جهة اخرى يسعى دي مستورا لتجميد النزاع في حلب . وهنا ليست الاعمال بالنيات الحسنة بل النيات هي بالافعال العدوانية للتحالف الصهيو امريكي ضد محور الممانعة . ومن اهداف امريكا الخفية التي ينبغي فضحها للراءي العام هي نية امريكا اطالة امدالنزاع في سورية حتى تتمكن من بناء قوتها لمجابهة الصين وروسيا وايران بحلول ٢٠٢٢

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا