التراث ركيزة ومنصة للانطلاق نحو المستقبل ولمواجهة محاولات القضاء على ثقافتنا وهويتنا

الأحد, 8 أيار 2016 الساعة 16:21 | ثقافة وفن, ثقافة

التراث ركيزة ومنصة للانطلاق نحو المستقبل ولمواجهة محاولات القضاء على ثقافتنا وهويتنا

:جهينة نيوز - عاطف عفيف

إن الهجمة الشرسة التي يشنها الغرب وأعوانه لا تقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي، فهناك إصرار من تلك القوى للقضاء على ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا، ليسهل عليهم السيطرة علينا وبالتالي نهب ثرواتنا وسرقة خيراتنا، ويجعلوننا بلدانا استهلاكية تابعة لهم تجتر كل ما ينتجونه ،وهنا تكمن أهمية تعريف الأجيال الحالية والقادمة بتراثنا الغني وضرورة تمسكنا بجذورنا وأصالتنا.

ركيزة ومنصة

من هذا المنطلق يتابع المركز الثقافي بعين البيضا مسيرته في إقامته لمهرجان التراث للعام الرابع تحت شعار "سورية مهد الحضارة " لنبش خبايا وكنوز التراث وتعريف الجمهور بها،يقول مدير المركز الثقافي ومدير المهرجان أيمن ياسين : أردنا من المهرجان أن يكون ركيزة ومنصة انطلاق نحو المستقبل من خلال تشغيل بعض الحرف التقليدية القديمة لكي يشاهد الجمهور طريقة صناعة هذه الأدوات بشكل حي ، لا لنعود لصناعتها ذاتها بل لكي تكون حافزاً للأجيال الحالية على الابتكار والتجديد بما يتناسب مع الحياة المعاصرة والابتعاد عن الثقافة الاستهلاكية التي يحاول الغرب طمس هويتنا من خلالها .

ويتابع :ورسالتنا التي نريد إيصالها للعالم أجمع بأننا أبناء ماض مجيد وتراث عريق بكل أشكاله سواء كان مادي من خلال الأدوات التي ابتكرها أجدادنا واستخدموها بحياتهم اليومية أو التراث اللا مادي الروحي من خلال الكلمة واللحن عبر الأغاني التراثية أو السهرات الزجلية أو الحكايات الشعبية.

رأس السنة السورية

ويقول الباحث بالتراث الشعبي برهان حيدر يأتي المهرجان هذا العام في إطار احتفاء وزارة الثقافة بدمشق عاصمة مبدعة وأيام التراث السورية وبيوم التراث العالمي والاحتفال برأس السنة السورية أكيتو.

مضيفاً:بأن الأول من نيسان هو عيد " الأكيتو" عيد رأس السنة الكلدانية البابلية الآشورية السريانية السورية ونحن الآن في العام 6766 والاحتفال برأس السنة السورية يتم في بلادنا منذ آلاف السنين تحت اسم الرابع من نيسان ، و أول عيد لأكيتو في التاريخ كان احتفالاً بالحصاد الزراعي والذي يتم مرتين في العام في الفترة بين شهري آذار ونيسان لحصاد الشعير والثاني بين أيلول وتشرين أول لحصاد الحنطة وعليه ذكر المثل الشعبي " احصد الشعير فطير واترك الحنطة تا تطير"

زيارة

وتضمن حفل الافتتاح زيارة لمتحف برهان حيدر للتراث الشعبي الذي يتضمن آلاف القطع والأدوات التي اخترعها الأجداد واستخدموها في حياتهم وأعمالهم اليومية في مختلف المجالات إضافة للملابس والأزياء الشعبية ويحفظ عن كل قطعة من تلك القطع قصص وحكايا وأشعار كان يتم تداولها أيام أجدادنا.

كما شمل الافتتاح تشغيل بعض المهن التراثية مثل مهنة قشر البرغل بواسطة الباطوس حيث تم إقامة باطوس حقيقي في مدخل المركز الثقافي وتم إحضار حمار لتحريك الباطوس وكان الحمار كسولاً قليلاً فكان لابد لفيصل زيدان من التلويح بالعصا مهدداً ليتحرك أمام الجمهور ويبين كيف يدور الباطوس.

كما تم بناء نموذج لنبع عين البيضا تلك العين التي سميت المنطقة بإسمها،وكانت تروي أهالي الضيعة .

ومن المهن التي تم عرضها صناعة "الصمد" أو المحراث القديم الذي تجره الدواب لفلاحة الأرض و تصنع أغلب قطعه من الخشب، وقال عدنان علي بأن هذا الصمد مازال يعمل حتى الآن، له بعض الاستخدامات الزراعية لكن حالياً تصنع كل قطعه من الحديد.

في إحدى زوايا المركز جلست سلمى إبراهيم تحيك طبقاً من قش الحنطة وتقول بأنها تعلمت هذه المهنة من والدتها وأنها نسجت أول طبق كان عمرها 10 سنوات.

عا الوعد يا كمون

أما يوسف الأطرش فقد تعلم مهنة تقشيش كراسي الخشب منذ أن كان عمره 7 سنوات ،وورث هذه المهنة عن والده ، يقوم بجمع القش الخاص من نباتات السعيدة والبردى التي تنمو على السواقي وجوانب الأنهار ويصنع أيضاً الحصر من القش والناي وغيرها من الأدوات الخشبية التراثية، وأقسم أنه سيظل يعمل ويصنع هذه الأدوات ما زال قادراً على العمل، مشيراً أن وزير الثقافة السابقة وعدت أن يتم فتح أكشاك لبيع هذه المشغولات لكن مازلنا على الوعد يا كمون.

أما سليمان علي يصنع الملاعق الخشبية بكافة قياساتها تعلم المهنة من والده عندما كان عمره 12 سنة وما زال يستخدم بعض الأدوات التي كان والدة يستخدمها كالقدوم والعويقة وغيرها من الأدوات، وقال:عندما انهمك بالعمل باي قطعة أحس أن والدي يراقبني ويرشدني كيف يجب أن أعمل ، أحس أن قلبي معلق بهذه المهنة.

في حين سلوى زيدان التي كانت تجرش البرغل قالت بأن البرغل المجروش بواسطة الرحية طعمه مختلف عن المجروش بواسطة المكنات الجديدة.

ومن المهن الأخرى التي تم عرضها أيضاً كدق الحنطة بالجرن،وحل خيوط الحرير من شرانق دودة القز، وحياكة أو تخريج مناديل الحرير إضافة لمهنة استخراج زيت الغار .

أغاني تراثية

وفي إطار التراث اللامادي صدحت حناجر المطرب شهار عجيب وفاطمة زينة بالأغاني التراثية الجميلة التي أطربت الجمهور وجعلته يتفاعل معها ويتمايل مع ألحانها الجميلة والتي عزفها غسان عموري ومحمد إسماعيل وعمار أبو الريش.

وكان جمهور المهرجان في اليوم الثاني على موعد مع سهرة زجلية مميزة بعنوان" بيادر الوطن "غناء سليمان ساحلي، طارق حافظ وغسان وطفة وعزف الفرقة الموسيقة: إياس خالد العمر،نوار حاج خليل ، عيسى علي، نمير محمد ، محمد يوسف ، محمد رضوان ، من تأليف وتلحين الفنان غياث محمود والذي ركز فيها على الماضي الحضاري العريق والتراث الشعبي الساحلي الأصيل ،ولقد تجلت الروح الوطنية بأبهى صورها في هذه السهرة الزجلية ما يعزز الشعور الوطني لدى الأجيال الحالية خصوصاً وأن المهرجان جاء بالتزامن مع احتفالات شعبنا بذكرى عيد الجلاء وعيد الشهداء .

ألعاب أجدادنا

كما تم تقديم بعض الألعاب التراثية في ساحة المدرسة القريبة من المركز الثقافي ،مثل لعبة " حاضر قاشر" ولعبة "قحيصة الغزال" والهدف من هذه الفقرة هو تعريف الأطفال بالألعاب القديمة التي كان أجددنا يلعبون بها وهم صغاراً على بيادر القرية تدريب سامي الأطرش وإعداد برهان حيدر.

أما في اليوم الثالث قدم المهرجان ندوة بعنوان" الآثار والتراث وجها الحضارة السورية" شارك فهيا كل من الدكتور بسام جاموس الباحث في الآثار، إبراهيم خيربك مدير الآثار باللاذقية ، الباحث بالتراث الشعبي برهان حيدر .

حيث تحدث جاموس عن الثقافة المتحفية وربط المتاحف بالسياسة التربوية للأطفال لتعزيز الشعور الوطني لديهم والاعتزاز بتاريخهم ، في حين تحدث خيربك عن العمارة الدفاعية في القلاع والحصون وطرق بناء هذه القلاع والحصون، أما حيدر فتناول موضوع حرفة صناعة كراسي القش ومراحل الصناعة.


أخبار ذات صلة


أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا