جهينة نيوز:
يجتمع عشرة فنانين تشكيليين في قلعة دمشق ضمن ملتقى التصوير الزيتي الخامس بعنوان “سورية جسر المحبة” الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية.
وقال مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقية طلال بيطار إن “هذه التظاهرة الفنية الخامسة من نوعها تقام سنويا من قبل وزارة الثقافة بالتعاون مع معهدنا في قلعة دمشق حيث يساعد هذا المكان التاريخي الفنان على الالهام ويخلق له جوا مريحا للعمل” معتبرا أن هذه الفعاليات تساهم في اندماجية العمل الفني السوري وايجاد حوارات بين الفنانين عبر العمل المشترك بينهم ليستفيدوا من تجاربهم.
ويتابع البيطار أن “إقامة الملتقى في المعهد التقاني للفنون التطبيقية يحمل الفائدة للطلاب من خلال مشاهدتهم لكيفية انجاز الفنانين لأعمالهم بتقنيات متعددة الأمر الذي يفيدهم في صياغة طرقهم الفنية في تكوين اللوحة واستخدام اللون ضمنها وإنهائها”.
وعن مشاركته في هذا الملتقى اوضح التشكيلي البيطار انه سيعمل على إنجاز عملين فنيين من المدرسة التعبيرية مع الكثير من التبسيط في وجوه الأشخاص ضمن خطوطه وألوانه الخاصة مبينا ان لوحته تتصف بقلة ألوانها مع استخدام الألوان التي تحمل الفرح والصفاء للمتلقي.
ورأى البيطار أن هذا المتلقي يحمل من خلال عنوانه المحبة التي تجمع أبناء البلد الواحد والتي تظهر من خلال التعاون والحوار المشترك بين الفنانين مع بعضهم لافتا الى ان الملتقى يبعث برسائل للخارج تبين أن سورية هي محبة وعطاء ونبض وحياة وان السوريين نبض واحد.
وعن مشاركته الأولى في ملتقى التصوير الزيتي اعتبر الدكتور سهيل معتوق أن التشكيليين يحاولون من خلال مشاركاتهم في هذه الملتقيات تلطيف الظروف الصعبة التي نعيشها بالفن والابداع اللذين يريحان الإنسان نفسيا إضافة إلى تلاقي الفنانين بلغة الفن والاطلاع على تجاربهم وأساليبهم.
وتأتي مشاركة التشكيلي معتوق في الملتقى من خلال عملين فنيين عن دمشق القديمة مستخدما الحارة والبيت الدمشقيين والشبابيك والأبواب وعناصر العمارة وعن ذلك يقول ..” اهتم بموضوع العمارة الدمشقية منذ فترة إضافة إلى استخدامي بعض الرموز كالهلال الذي يعتبر بمثابة صورة عن الشرق بدلالته على صفاء الانسان معتمدا على اللونين البني والازرق اللذين يرمزان إلى الأرض والسماء”.
من جانبها عبرت التشكيلية أسماء فيومي عن سعادتها بمشاركتها الثانية في ملتقى التصوير الزيتي سورية جسر المحبة الذي يجسد حوارا مهما بين التشكيليين السوريين ويدل على انه رغم كل المآسي التي حولنا ما زلنا نعمل ونرسم ونبدع.
وتعمل فيومي على انجاز عملين يمثلان تامل الانسان للحالة الراهنة مستخدمة الالوان الفرحة املة بعودة الفرح الى سورية مبينة أن اعمالها خلال الازمة اصبحت تميل للحزن والكابة واكثر درامية نتيجة ما نراه من موت وخراب ودمار.
بدوره قال التشكيلي محمد الشبيب إن “العمل الفني هو شيء خاص بالفنان ويتطلب وجود استقلالية والعودة الى الذات للخروج بعمل فني ذي قيمة إلا أن وجود هكذا ملتقيات مهم جدا حيث يضم نخبة كبيرة من الفنانين المتميزين على مستوى المحترف التشكيلي السوري اضافة إلى الحوارات والنقاشات التي تدور بيننا كفنانين والتي تثمر عن أفكار مهمة”.
وعن مشاركته في هذا الملتقى بين شبيب أنه سينجز عملين فنيين معتمدا على تفعيل وتصعيد سطح اللوحة من خلال مجموعة من التقنيات التي تعتمد على الملمس والخامات اضافة الى وجود خطوط تجريدية عفوية وتلقائية مع مجموعة من الألوان وهما ركنان أساسيان في العمل التصويري الذي يقدمه.
أما التشكيلي ادوار شهدا فيوضح ان فكرة الملتقيات في أي ظرف مفيدة ومهمة حيث تخلق جوا من الحوار وتبادلا بالآراء والأفكار بين الفنانين مشيرا إلى أنه سيقدم في الملتقى لوحة عن قلعة دمشق.
ويؤكد شهدا ان الحرب على سورية كان لها أثرها على الفنانين حيث انعكست على نوعية اعماله التي قدمها منذ بداية الحرب
وبين أن الحركة التشكيلية خسرت العديد من الفنانين التشكليين بسبب مغادرتهم للخارج الا انها ما زالت قادرة على الصمود والابداع والاستمرار معتبرا ان هذا الملتقى تظاهرة مهمة من حيث الالتقاء بفنانين متميزين للاطلاع على تجاربهم وأساليبهم وأفكارهم إضافة إلى وجود نقاشات وحوارات ما ينعكس ايجابا على كل فنان مشارك.
من ناحيته يجسد التشكيلي مروان جوبان في العملين اللذين يعمل على إنجازهما المواضيع الانسانية المبهمة بحيث يخلق لدى المتلقي تساؤلات حول ما هو موجود في هذه اللوحة التي تقترب من التجريد مبينا ان مواضيعه تغيرت خلال الحرب حيث عكس من خلالها المآسي موضحا أن اللوحة تأتي بالمقام الاول عنده باعتبارها تظهر المكونات الداخلية لأي فنان.
ويستمر الملتقى في قلعة دمشق حتى الثالث من الشهر القادم ويشارك فيه كل من التشكيليين ادوار شهدا واسماء فيومي وعبد الله مراد وغسان نعنع وسهيل معتوق وعناية البخاري ومحمد شبيب ومروان جوبان وسراب الصفدي وطلال البيطار.