جهينة نيوز - د. محمود شاهين
عن عمر ناهز السابعة والسبعين عاماً، رحل مطلع شهر آب 2016 في مدينة مانهايم الألمانيّة، الفنان التشكيلي السوري رضا حسحس، ناهياً بذلك لوحته الأخيرة بعد أن اكتملت ملامحها، ونضجت طروحاتها البصريّة الجماليّة، وأخذت مرتسماتها الخاصة به دون غيره، بعد أن شهدت العديد من التحولات الواقعيّة والتجريديّة.
كان رضا حسحس مثل طائر السنونو، يجول ويصول بين أركان المعمورة، ثم يؤوب إلى عشه في حضن قاسيون، بمنطقة المهاجرين بدمشق، ليغسل الروح ويجددها، تهيئة لرحلة جديدة، ومغامرة جديدة، ومن ثم عودة جديدة، يحمل فيها مذكراته وانطباعاته، المكتوبة بالخطوط والألوان، التي كان يقدمها للمتلقي، وبشكل دائم، من خلال معارض فرديّة انتظم على إقامتها في دمشق، مضمناً إياها آخر ما توصلت إليه تجربته الفنية الطويلة والغنية بإنجازاتها وانعطافاتها.
فهذا الفنان المولود في مدينة حمص عام 1939 والمتخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1966، عكف منذ مطالع ستينيات القرن الماضي، على اجتراح فعل الإبداع الفني التشكيلي، وتقديمه للناس، عبر سلسلة متواترة من المعارض الفرديّة.