جهينة نيوز:
أكثر ما أثار الانتقادات التي طالت حفل التكريم الذي قدمته إحدى قنواتنا المحلية، هو كثرة “المكرمين” الذين قُدمت لهم دروع التكريم الرمزية جدا، سواء كانوا من الفنانين أو غيرهم مما لا يخطر في بال أحد من الأشخاص، سواء كانوا يعملون في الوسط الفني أو خارجه، وخارج خارجه ربما! -مع أن الحفل خاص بتكريم الفنانين السوريين-حتى أن التكريم صار لرعاة السهرة بشكل مباشر جدا أو بطريقة “أوفر” كما يقال بالنسبة لحفل تكريم يقام في واحد من فنادق العاصمة، بمعنى أن تكلفته المادية ليست بالقاصمة للظهر، ولا تعادل تكلفة إنتاج فيلم طويل واحد مثلا من أفلامنا المحلية، التي تراوحت تكلفة إنتاج بعضها، بين ال 100 مليون ليرة سورية وال500 مليون، ما يجعل أمر تدبر تكاليف السهرة والدروع الرمزية التي قُدمت لكل ذلك العدد من المكرمين – وهذا ما أثقل الحمل فوق الظهر كما يبدو- يجب أن يكون ميسرا، كونه– أي الحفل- يقدم لتظاهرة فنية ثقافية وفنية، انقطعت عوائدها منذ مدة، لكن ما هكذا كانت “عوائد الحب”!.
القناة التي تسعى جاهدة للنهوض بأعبائها المالية بنفسها إن أمكنها الأمر، في ظل وجود أزمة حقيقية يعانيها الأعلام السوري ككل، -والأسباب ليست بخافية على أحد من حصار مضروب على ذلك الإعلام بأنواعه، -التلفزيوني منه بشكل خاص-، وذلك من خلال تقديمها مؤخرا للعديد من البرامج الواقعية والتي تأتي برعاية خاصة من رجال أعمال سوريين، يرعون هذه البرامج انتاجيا، أي البرامج التي تبثها القناة، خصوصا تلك ذات الواقعية الشديدة، والتي تذهب غالبا نحو التواصل مع أسر الشهداء ومحاولة تقديم مساعدة بسيطة أمام الكاميرا لهم، ببرامج تبدو وكأنها تحاول أن تقدم خدمة خيرية لمستحقيها!، وكم كانت لتكون رائعة هي الحلقة التي بثتها القناة مع واحدة من العائلات السورية المشرفة، -عائلة قدمت عدة شهداء على مذبح الكرامة والحرية والنصر، وكل أبنائها هم في صفوف المواجهة الأولى في الحرب التي نخوضها منذ أكثر من ست سنوات، حيث جرى اللقاء في بيت العائلة الكريمة، الواقع في مدينة درعا-، لولا أن “السبونسر” أو الراعي لهذه المبادرة، لم يكن ينقص إلا أن يضع صورته على السيارات التي حملت اسمه، وهي تروح وتجيء أمام الكاميرا. لسنا ضد فكرة “السبونسر” الظريف، أو الراعي خفيف الدم، لأي مبادرة إنسانية واجتماعية وثقافية وفنية أيضا، وهذا سبق أن حصل مع العديد من الفنون والبرامج في سورية، لكنه في الشأن الفكري والثقافي والإنساني، لم يكن يظهر بتلك الفجاجة التي يظهر فيها اليوم، سواء في ذاك الحفل الفني الساهر، أو في تكريم أسرة شهيد، على حد سواء!.