جهينة نيوز
افتتحت مساء أمس في محيط قلعة حلب الدورة التاسعة من مهرجان طريق الحرير الدولي 2010 بعنوان "قبلة العالم.. سورية ملتقى الجميع" بمشاركة فرق فنية من دول كانت مسلكا لطريق الحرير كالهند وتركيا وبشكيريا وإسبانيا إضافة إلى فرقة إنانا السورية.
وتضمن حفل الافتتاح لوحات غنائية استعراضية تتحدث عن تاريخ حلب وحاضرها وقصصا عن طريق الحرير تتجسد بقافلة صينية متجهة إلى سورية إضافة إلى حوارات شعرية وغنائية وأخرى عن تدمر التي كانت عاصمة لقوافل الحرير ولوحات عن الساحل السوري ودمشق وأهميتها في العالم القديم.
وقال وزير السياحة الدكتور سعد الله آغة القلعة إن الوزارة تحرص على إقامة المهرجان كل عام تزامنا مع يوم السياحة العالمي تجسيداً لدور سورية الدائم في تحقيق اللقاء بين قوافل التجارة العالمية على أرضها منذ أقدم العصور وإطلاقاً لدورها المعاصر كموئل للتلاقي والتبادل والحوار مشيرا أن طريق الحرير تحول إلى رمز للتفاعل الخلاق بين الأمم والحضارات.
وكرمت الوزارة خلال حفل افتتاح المهرجان الذي يستمر حتى الثاني من الشهر القادم إعلاميين من دول مختلفة شاركوا في دورات سابقة من المهرجان وتميزوا في موادهم الإعلامية حول السياحة في سورية إلى جانب عدد من الفنادق والشركات والمكاتب السياحة الذين تميزوا في أدائهم خلال العام ومتفوقين من مراكز التدريب السياحي.
وكان المشاركون قاموا بجولة في حلب اطلعوا خلالها على المدينة القديمة وأسواقها المقبية الشهيرة التي تمتد أكثر من 12 كيلومترا كسوق الزرب إضافة إلى قلعتها الشهيرة التي تعد من أشهر القلاع العربية الإسلامية في العالم وخاناتها ومنها خان الشونة الذي بني قبل نحو 500 عام وكان مكانا تحط فيه قوافل التجار وتحول الآن بعد ترميمه إلى سوق للصناعات الشعبية.
ويرافق المهرجان معرضا للصناعات التقليدية والفن التشكيلي في التكية السليمانية بدمشق وتتسع الفعاليات خلال أيام المهرجان لتضم أنشطة سياحية وثقافية وفنية متنوعة إضافة إلى جولات سياحية في مختلف المدن والمواقع الأثرية في سورية التي كانت محطات أساسية على طريق الحرير انطلاقا من حلب وإدلب واللاذقية وحمص وتدمر وصولا إلى دمشق.
وأضاف الوزير أن فكرة المهرجان التي ولدت في عام 2002 تعود إلى دور سورية التاريخي كمهد للحضارات والأديان وموقعها الجغرافي كقلب للعالم القديم في احتضان التلاقي والحوار بين شعوب الشرق والغرب إلى جانب استعادة سورية لدورها التاريخي كنقطة تقاطع لطرق ومسارات التجارة العالمية مشيرا في هذا الصدد إلى ما حققته الحكومة من خلال شبكة الطرق الدولية الجديدة شمال جنوب وشرق غرب وتوسعة الموانئ السورية القائمة وإنشاء شبكات الكهرباء والنفط والغاز التي ستربط آسيا وأفريقيا بأوربا عبر سورية.
وأوضح الوزير آغة القلعة أن الوزارة عملت منذ انطلاق المهرجان على تجسيد اللقاء في المواقع التاريخية لطريق الحرير كحلب وإدلب واللاذقية وحمص وتدمر ودمشق ومن خلال الاحتفاليات التي تقدمها والحوار الفني بين فنانين سوريين و فنانين قدموا من مختلف أنحاء العالم ليتلاقوا في أعمال مشتركة فنية وموسيقية بما يعكس أهمية الفن كلغة عالمية واحدة للإبداع والتفاهم.
وأشار الوزير إلى أن المهرجان استطاع خلال مسيرته ومعارضه المرافقة أن يبين دور سورية في التفاعل والإبداع من خلال صناعها المهرة حين وظفوا خيوط الحرير الوافدة إلي سورية منذ آلاف السنين مع قوافل هذا الطريق وخيوط الذهب والقصب في نسيج مبهر بقي المثال الأكمل للجودة والإتقان والفن الإنساني الرفيع ليكون نموذجاً ناصعاً عن أشكال أخرى من التفاعل والإبداع شملت شتى مجالات الحياة وتجلياتها.
وأضاف آغة القلعة أن وزارة السياحة رغبت عبر إطلاقها للمهرجان في دوراته المتعاقبة أن تطرح أمام العالم ممثلاً بأكثر من مئتي إعلامي الكيفية التي استطاع من خلالها العالم القديم أن يتجاوز صراعاته عن طريق التفاعل الخلاق بين الحضارات التي كانت سورية بحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم مركزَه ومحوره منذ أن اتجهت أنظار التجار إليها لتتلاقى على أرضها وتتبادل البضائع والأفكار في سعي لإبراز هذا الواقع للعالم.
وبين الوزير أن المهرجان جذب أنظار العالم إلى سورية من خلال تجسيده السنوي لمظاهر التبادل الثقافي والفني حيث تم كتابة مئات المقالات عن أسلوب العيش في سورية بانسجام بين مكونات مجتمعها إلى جانب بث عشرات الأفلام الوثائقية عن دورها في التفاعل الخلاق بين الشعوب والأمم الذي حققه طريق الحرير قديماً وعن حقيقتها المعاصرة كدولة استقرار ووئام وانسجام من خلال مشاركة القوافل الإعلامية المحلية والعربية والدولية في فعالياته.
وقال الوزير: يكفي أن ندخل هذه الأيام إلى محركات البحث على شبكة الإنترنت، ونطلب البحث عن مصطلح مهرجان طريق الحرير في سورية، لنرى أن عدد المقالات والأخبار يتجاوز621 ألف مقال أو خبر عن المهرجان باللغة الإنكليزية و378 ألف خبر أو مقال بالفرنسية و145 ألف مقال أو خبر عن مهرجان طريق الحرير بالعربية.
ولفت آغة القلعة إلى أن المهرجان عرف القوافل الإعلامية على المنتج السياحي السوري وتنوع عناصره وسلط الأضواء على محطات ثابتة في مسيرة قوافله السنوية كدمشق وحلب وتدمر وعلى محطات متغيرة سنوياً تمتد على أرض سورية كانت دائماً بعيدة عن الأضواء مشيرا إلى أن التركيز هذا العام سيكون على التنوع الحيوي الذي تتفرد به سورية
وأشار إلى أن المهرجان سيعرف القوافل الإعلامية على النتائج المحققة على صعيد تطور أعداد السياح وحجم الاستثمارات متوقعا تجاوز حاجز الثمانية ملايين سائح بنهاية هذا العام بمعدل نمو عن العام الماضي لا يقل عن 30 بالمئة.