جهينة نيوز
افادت جريدة الشرق القطرية اليوم ان سجل السعودية في انتهاكات حقوق الإنسان اصبح مزكما للأنوف، بسبب ما تمارسه السلطات من قمع وتعذيب واتباع أساليب ممنهجة في وأد منظومة حقوق الإنسان داخل البلاد. هذا الحال دفع منظمات عالمية لتصنيف المملكة باعتبارها من أسوأ السجلات في هذا المجال.
وتعرضت السعودية إلى انتقادات شديدة في الأمم المتحدة بسبب الانتهاكات المنظمة والعقوبات الجسدية وقمع المعارضين والزج بهم في السجون بلا أي سند قانوني.
كما دعت العديد من الدول الغربية داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة السعودية إلى اتخاذ إجراءات لوضع حد للعديد من الانتهاكات التي سجلها المدافعون عن حقوق الإنسان في المملكة.
وقال تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية: إن المملكة العربية السعودية فشلت في تطبيق توصيات الأمم المتحدة بشأن تحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان. وأضافت المنظمة في التقرير الذي يحمل عنوان "السعودية.. وعود لم تنجز" أنها صعّدت من أساليب القمع والتعذيب، حيث لجأت إلى احتجاز المعارضين بشكل تعسفي وتعذيب الناشطين بصورة غير آدمية.
وقال مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر، إن الوعود السابقة التي قدمتها السعودية للأمم المتحدة ثبت أنها لا تعدو كونها فقاعات من الهواء الساخن.
واتهم لوثر السعودية بالاعتماد على نفوذها السياسي والاقتصادي من أجل ردع المجتمع الدولي ومنعه من انتقاد سجل السعودية السيئ جدا في مجال حقوق الإنسان، ملمحا إلى أن المملكة تحتجز الناشطين السلميين بطريقة تعسفية وتقوم بتعذيبهم بشكل ممنهج.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن النظام القضائي السعودي يعاني من نواقص أساسية تؤدي إلى ارتكاب انتهاكات بصورة منتظمة لحقوق الإنسان. وأعربت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان عن أملها في أن تولي لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اهتماما خاصا بالوضع الخطير في السعودية.
وشجبت المنظمة النظام القضائي السعودي القائم على السرية والتمييز، منوهة إلى أنه يسمح باللجوء المستمر إلى التعذيب وسوء المعاملة. وقالت: إن القضاء السعودي يفرض باستمرار عقوبات جائرة وتعتبر من أعمال تعذيب ومعاملة وحشية غير إنسانية ومهينة. كما أن السلطات السعودية ترفض دائما السماح للمنظمات الحقوقية بالذهاب إليها والاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان هناك عن قرب.
وأكدت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي 2016 - 2017، أن السلطات السعودية تتبع أساليب وحشية للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة لانتزاع اعترافات من المحتجزين لاستخدامها كدليل ضدهم في المحاكمة، وكثيرًا ما أدانت المحاكم المتهمين استنادًا إلى اعترافات مطعون فيها أُدلِيَ بها خلال الاحتجاز السابق للمحاكمة، ورصد التقرير شهادات للعديد من المحتجزين الذين أُكرِهُوا على "الاعتراف"، فقد احتُجِزُوا بعد القبض عليهم بمعزل عن العالم الخارجي، وحُرِمُوا من الاتصال بأسرهم وبمحامين لثلاثة أشهر، وأُخضِعَ بعضهم للحبس الانفرادي لفترات طويلة.
بدوره كشف موقع ويكيليكس عن أساليب وحشية تتبعها السلطات السعودية لتعذيب المعارضين. وقال الموقع: إن المملكة تمتلك أضخم السجون حجمًا في العالم، ومن أشهرها معتقل الحائر الرهيب ويقع جنوب الرياض، وكذلك سجن عليشة ويقع أيضًا في الرياض، وسجن ذهبان في مدينة جدة، إضافة إلى سجون المناطق الأخرى ففي كل منطقة يوجد سجن سعودي خاص، كسجن مكة المكرمة وسجن المدينة المنورة وسجن الباحة وسجن حائل وسجن الجوف وسجن نجران وسجن القطيف وغيرها من السجون السعودية السياسية السرية الكثيرة.
وأكدت وثائق الموقع أن الأساليب القمعية والتعذيبية في السعودية من أشرسها في العالم، حيث تتم انتهاكات وتجاوزات صارخة لحقوق الإنسان. ويوجد حاليًا في غياهب السجون السعودية أكثر من 30 ألف معتقل سياسي، يعانون من شتى وسائل القمع والتنكيل وبدون أي تهمة محددة أو محاكمات عادلة.
وأشار الموقع إلى أن السعودية تعتبر من أشهر ممالك الرعب والخوف في العالم المعاصر التي تخالف أبسط مبادئ حقوق الإنسان متجاوزة كل القوانين والأعراف العالمية، وسط صمت دولي رهيب، حيث يتم تكميم الأفواه وصم الآذان وإغماض الأعين مقابل أموال الذهب الأسود.
وعلى الصعيد الشعبي، دشن نشطاء سعوديون "هاشتاج" يوثق حالات تعذيب بحق المعتقلين في السجون السعودية سيئة السمعة، حيث تم نشر شهادات حية أدلى بها المعتقلون، وهي شهادات يندى لها جبين الإنسانية. وقال أحد المحتجزين: إن إدارة السجن قامت بتعذيبه ضربا بالسياط، وتصويره أثناء التعذيب بالكاميرات المحمولة من قبل ضباط الأمن السعوديين، واستمر التعذيب حتى فقد الوعي تمامًا، ثم تم نقله لزنزانة انفرادية، كعقاب له.
وتحدث بعض الشهود عن استخدام الكهرباء في التعذيب والتسهير المتواصل والإهانات الجسدية والنفسية والإجبار على تناول أطعمة غير صالحة والتهديد بجلب الأهالي، وعدم السماح بالاتصال بأهله، وكذلك عدم السماح باستخدام المصحف، وممارسة الضغوط العصبية.
ويروي شاب آخر دخل أحد السجون السعودية قصته بقوله: "قام المسؤولون عن السجن بضربي بكل الوسائل والآلات ولم أستطع الحركة، بقيت في المستشفى لمدة أسبوعين لكنني وبرغم أن حالتي كانت خطيرة وتم وضع أجهزة للرئتين، ولم أستطع الحركة طوال الأسبوعين، بعدها لفوا وجهي بشرشف السرير ووضعوني على كرسي ورموني في سيارة الشرطة، وأخذوني لشرطة الظهران، وكنت أمشي حافيا على الأرض الحارقة وسط الإهانات والشتائم. وبقيت في شرطة الظهران أياما عدة، بعدها تم نقلي لمبنى المباحث، وهناك بدأت جولة جديدة من الضرب والتعذيب.
وقاموا بضربي على وجهي وكل أنحاء جسمي، برغم أنني أخبرتهم أن لدي إصابة في الصدر، إلا أنهم رموني في الزنزانة الانفرادية لمدة يومين من دون أكل أو حتى ماء، حتى نزفت دما من كل مكان بجسدي.
23:02