جهينة نيوز
اهتمت الصحف العربية اليوم الاثنين بتحرير مليشيا قسد لمدينة الرقة من تنظيم داعش فقالت صحيفة الرياض السعودية تحت عنوان الرقة.. معقل رسائل الموت "الداعشي"
داخل كشك "إعلامي" مدمر في مدينة الرقة السورية، يمكن قراءة عبارة "عملية نوعية ل "جنود الخلافة على" كتيب ملطخ بالدماء على الأرض، هو عينة من إصدارات دأبت الماكينة الإعلامية التابعة لتنظيم داعش على الترويج لها.
وإلى جانب كونها المعقل الأبرز في سورية، شكلت الرقة مركزاً لمعظم الانتاج الإعلامي الصادر عن التنظيم الذي يروج لبياناته واعتداءاته الوحشية.
وعلى غرار أحياء المدينة المدمرة بفعل الغارات والمعارك التي خاضتها "قوات سورية الديمقراطية" طيلة أربعة أشهر ضد المتطرفين داخل الرقة، لم تسلم المراكز التابعة للتنظيم والتي شكلت العمود الفقري لآلته الترويجية من الدمار أيضاً.
في أحياء عدة في المدينة، تنتشر أكشاك إسمنتية مع لافتات كتب عليها "نقطة إعلامية"، تولى عناصر التنظيم من خلالها توزيع اصداراتهم المطبوعة سواء تلك المتعلقة بهجماتهم العسكرية في سورية والعراق أو مبادئ توجيهية حول السلوك الاجتماعي.
ولا تزال إحدى هذه النقاط موجودة في ساحة الساعة في الرقة، بالقرب من صالة عرض في الهواء الطلق تحت سقف مدمر جزئياً.
وتنقل الصحيفة عن احد مسلحي قسد المتحدر من المدينة شورش الرقاوي كلامه لفرانس برس وهو يقف قرب هذا الموقع "هنا كانوا يبثون إصداراتهم حول معاركهم وعقوباتهم وأناشيدهم".
ورغم انسحاب عدد كبير من مقاتلي قسد بعد تحرير المدينة من المتطرفين، الا أن هذا المقاتل الشاب ما زال موجوداً في المدينة في عداد مجموعة صغيرة تساهم في عمليات رفع الأنقاض من الشوارع ونزع الألغام التي تركها التنظيم المتطرف.
ويروي شورش كيف كان عناصر التنظيم الذين عملوا في النقاط الإعلامية يعترضون سبيل الشبان الذين يحملون هواتف نقالة ويعملون على محو محتواها الذي لا ينسجم مع مفهومهم المتطرف.
ويشرح "كانوا يحضرون الأطفال الصغار ويطلبون منهم الجلوس هنا. يوزعون لهم السكاكر وأكياس البطاطس والبسكويت ويجعلونهم يشاهدون معاركهم وأناشيدهم".
وأتقن تنظيم "داعش" منذ نشأته، الترويج لإصدراته عبر آلة دعائية عصرية ومتعددة اللغات، من خلال نشر مجلات عبر الانترنت وبث نشرات إذاعية وإنتاج مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام مرعبة.
قرب الكشك الاسمنتي في ساحة الساعة في الرقة، شاهدت مراسلة فرانس برس أسماء وشعارات العديد من وسائل إعلام التنظيم مكتوبة على لافتات رمادية بينها إذاعة البيان والحياة والفرقان ومجلة النبأ.
واستفاد التنظيم من مواقع التواصل الاجتماعي ليعمم مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام جماعية وقطع رؤوس، شملت رهائن غربيين أو متهمين بالتجسس ضده. ونشر عبر هذه المواقع أيضاً بياناته لا سيما تلك التي تبنى فيها تنفيذ اعتداءات خارجية حصدت عشرات القتلى الأبرياء.
وفيما كان معظم العالم يطلع من بعيد على هذه الإصدارات، غالباً ما أجبر شورش ورفيقه في "قوات سورية الديمقراطية" خالد إبو وليد (21 عاماً) على مشاهدة هذه الممارسات مباشرة.
ويتذكر خالد عمليات "الجلد والضرب القوي جداً" الذي عاينه. ويروي لفرانس برس كيف كان الناس يغلقون محلاتهم ويتجمعون لمشاهدة العقوبة التي يتم تنفيذهاً أياً كان نوعها.
بدورها ركزت صحيفة العرب القطرية على ما قاله المواقع الغربية بما يخص السعودية حيث نقلت عن موقع "ميدل إيست آي» البريطاني الذي تحث علن ضعب المملكة السعودية اقليميا .
ونقلت عن الكاتب البريطاني ديفيد هيرست قوله إن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة تشهد تراجعاً كبيراً، كما أن المملكة العربية السعودية باتت أضعف من أي وقت مضى، نتيجة للألعاب التي تلعبها مع الأكراد، مشيراً إلى أن قيادتها للعالم السني خلّفت مزيداً من الدمار واللاجئين.
وأضاف الكاتب هيرست، في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني إن إسرائيل كانت هي اللاعب الوحيد في المنطقة الذي أعلن دعمه لاستقلال كردستان، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل «تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي لتحقيق دولته».
وأشار هيرست إلى أن موقف إسرائيل يتماشى مع مصلحة المملكة العربية السعودية في استخدام الأكراد، لقص أجنحة تركيا وإيران والعراق، لافتاً إلى أنه بشكل علني، وقفت المملكة خلف وحدة العراق، لكن من وراء الكواليس أرسلت سلسلة من المبعوثين لتشجيع برزاني في مشروعه لتقسيم الدولة العراقية والتشكيك في نزاهة تركيا وإيران.
تقويض تركيا وإيران
ونقل الكاتب عن الجنرال المتقاعد في القوات المسلحة السعودية أنور إشكي، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، قوله إن العمل من أجل إنشاء كردستان الكبرى بالوسائل السلمية سيؤدي إلى «تقليص الطموحات الإيرانية والتركية والعراقية، مما سيحول ثلث أراضي كل بلد لصالح كردستان».
كما تم إرسال إشارة أخرى في اذار/ مارس من هذا العام من قبل مستشار للمحكمة الملكية السعودية، حيث قال الدكتور عبد الله الربيعة لصحيفة عكاظ السعودية إن كردستان العراق تتمتع بقدرات اقتصادية وثقافية وسياسية وعسكرية عالية، وهو ما كان من المستحيل على إيران وتركيا تقويضه.
ولفت الكاتب إلى أن هناك عضواً رئيسياً آخر في التحالف السعودي، وهو الإمارات العربية المتحدة، التي تتبنى الموقف نفسه تجاه تقسيم العراق. ونقل عن مصدر موثوق قوله إن نجل برزاني رئيس مجلس الأمن القومي، قام بزيارة سرية إلى أبوظبي قبل شهر واحد فقط من استفتاء 25 سبتمبر.
وقال الكاتب إن أكاديميين إماراتيين يعملون تحت إمرة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ذهبوا إلى أبعد من مجرد إصدار بيانات الدعم لاستقلال كردستان، فقد نشر عبد الله عبد الخالق خريطة لدولة كردستان التي ستنشأ في غضون سنوات، ويبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة. كما طالب عبدالخالق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم معاقبة كردستان بسبب الاستفتاء الذى قال إنه «إجراء ديمقراطي».
وأشار الكاتب إلى أن صحيفة «العربي الجديد» نقلت عن مسؤول عراقي يزعم أن أربيل وقعت «مذكرة تفاهم» مع ابتسام الكتبي رئيس مركز الإمارات للسياسات، للمساعدة في تنظيم الاستفتاء.
ونفت الإمارات العربية المتحدة التقارير التي تفيد بأن قنصلها في أربيل حضر الاستفتاء وزار بعض مراكز الاقتراع.
ولفت الكاتب إلى أن المملكة العربية السعودية أرسلت إشارات أخرى تفيد بأن سياستها في المنطقة آخذة في التغير إلى الأسوأ، فقد أثارت الزيارة السرية التي قام بها وزير شؤون الخليج السعودي ثامر السبهان إلى الرقة في سوريا الدهشة، ووفقاً للقدس العربي، تم تصوير السبهان مع بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي الخاص إلى الحملة المناهضة لتنظيم الدولة، يرافقه قادة عسكريون مع القوات السورية المدعومة من الولايات المتحدة.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: إن المملكة العربية السعودية أضعف إقليمياً من أي وقت مضى. وتساءل: هل ستدرك أنها تخسر في كل مرة تلعب فيها لعبة العروش؟ مشيراً إلى أن إرث هذه المسابقات هو قائمة متزايدة من المدن السنية المدمرة والملايين من اللاجئين. إن الدمار واللاجئين نتيجة لما يسمى بقيادة السعودية للعالم العربي.;