بلفور ومئة عام على وعده المشؤوم .. بقلم: الدكتور محمد رقية

الأحد, 12 تشرين الثاني 2017 الساعة 20:50 | منبر جهينة, منبر السياسة

بلفور ومئة عام على وعده المشؤوم .. بقلم: الدكتور محمد رقية

جهينة نيوز:

منذ أن وعد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا اللورد الصهيوني ليونيل روتشيلد قبل مئة عام في مثل هذا اليوم (٢تشرين ثاني من عام ١٩١٧) ، برسالة من ٧٢ حرفاً " تتضمن وعداً من الحكومة البريطانية بإقامة كيان صهيوني في أرض فلسطين العربية ،وهذا نصها

(عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر”.

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.

المخلص

آرثر جيمس بلفور

رسالة قصيرة ووعد مشؤوم ، كان له تأثير مصيري في تاريخ فلسطين والمنطقة العربية أدت إلى تغييرات هائلة في الجغرافية السياسية، وأنتجت واحدة من أعظم مآسي القرن العشرين، ساهمت في تشريد ملايين الفلسطينيين من وطنهم وألقت بهم إلى الجحيم وهم يعانون البؤس والحرمان، ومواجهة الموت في مخيمات اللجوء .لا زلنا نعيش تداعيات ونتائج هذا الوعد المشؤوم حتى الآن في منطقتنا العربية.

فهم يتقدمون ويحققون مآربهم والعرب يتعاملون بردود الأفعال رغم نضالات قوى التحرر العربية, حتى جاء عام 2000عندما اضطر الصهاينه إلى الانسحاب من جنوب لبنان بفعل ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية العظيمة ودعامتها الرئيسية في سورية ,لأول مرة منذ انشاء هذا الكيان الغاصب عام 1948, وهذه بداية نهايتهم . لقد أعطى هذا الوعد وعداً بأرض ليست أرضه ، عليها شعب ليس شعبه ، فهو وعد من لايملك لمن لايستحق . لقد عملت بريطانيا الاستعمارية على تغليف هذا الوعد بالقيمة القانونية خلال مؤتمر باريس عام 1919 بعد إقرار صك الانتداب على فلسطين الذي نص على تنفيذه، وأقرته عصبة الأمم. وتابعت تعزيز قيمته القانونية خاصة في معاهدتي سيفر وسان ريمو،

هذه هي بريطانيا الاستعمارية التي أسست لكل المصائب والكوارث في كل الأماكن والبلدان التي حلت بها .

لقد أعطت هذا الدور الآن للأمبريالية الأمريكية ، التي تتابعه بشكل أشرس وأشنع وأحقر فهي الحامي الأساسي الآن لهذا الكيان الغاصب وتمده بكل أنواع القوة ، وكل الحروب التي افتعلوها ببلداننا العربية هي لتمكين هذا العدو من السيطرة علينا لنبقى مستعبدين الى ماشاء الله .

إنه الغرب المتصهين ، الذي يجري في عروقه وشرايينه ومتأصل في جيناته قهر الشعوب واستعمارها .

ولكن رغم كل ذلك فإنهم وأعوانهم سينهزمون وستعود فلسطين حرة عربية أصيلة بفضل المناضلين فيها وفي بلدان محور المقاومة بقيادة سورية العربية ، التي ستتعافى من هذه النكسة التي أصابتها بفعل ربيعهم العبري لتعود من جديد الى قيادة حرب تحرير أراضينا المغتصبة من اسكندرونة في الشمال الى الجولان و فلسطين في الجنوب ،وإن ذلك اليوم سوف لن يكون بعيدا" ولن يموت حق وراءه مطالب .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا