جهينة نيوز_عبدالهادي الدعاس:
اطلقت المؤسسة العامة للسينما السورية الفيلم الروائي الطويل "حنين الذاكرة" في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق،
ويعد الفيلم الأخير لهذا العام والفريد من نوعه حيث سيتقاسم إخراجه أربعة من المخرجين الشباب (يزن انزور وعلي الماغوط وسيمون صفية وكوثر معراوي).
وفي كلمة له خلال المؤتمر اكد مدير المؤسسة العامة للسينما "مراد شاهين" بأن فيلم حنين الذاكرة يعد الفيلم الأخير التي تقوم المؤسسة بإطلاقه لهذا العام، وسيكون لهذا الفيلم واقع خاص حيث ستأتي خصوصيته بأنه تتويج لخمس سنوات من مشروع دعم سينما الشباب، ويجب ان يرتقى إلى ألية أخرى في العمل.
وبدعم كبير من وزير الثقافة "محمد الاحمد" تم الاقتراح ان يكون هناك سيناريو فيلم طويل يتكون من أربع قصص يعمل على إخراجها اكثر الشباب تميزاً، مشيرا الى انه سيكون في السنوات القادمة إعادة لهذه التجربة التي تعطي جميع الشباب فرص لفرض موهبتهم السينمائية، متأملا بهذه التجربة ان تعطي نتائج ايجابية ومرضية.
ولفت شاهين الى ان كل ما نقوم به اليوم في المؤسسة العامة للسينما يقع ضمن البحث عن مواهب شابة جديدة نقوم بمساعدتهم لتعريفهم اكثر على التقنيات السينمائية او من خلال دورات تدريبية تقوم بها المؤسسة لثقل هذه المواهب، وما يهمنا اليوم هو البحث عن هذه الشريحة من المجتمع السوري للمهتمين بالسينما والقادرين على خلق افكار جديدة تساعد السينما السورية في السنوات القادمة، ولقد عملنا على طرح مشروع كتابة السيناريو من اجل ثقل تقنيات الكتابة لدى الشباب للحصول على شباب قادرين على ان يقوموا بكتابة سيناريوهات افلام طويلة بمفردهم.
وفي الختام وجه شاهين، الشكر لجميع الوسائل الإعلامية لمواكبتها كافة الفعاليات التي تقوم المؤسسة بإطلاقها، متفائلا بأن يكون العام القادم هو عام الأمل والفرح والنصر الذي يقوم الجيش العربي السوري بتحقيقه بالقضاء على جميع العناصر الإرهابية
من جانبه اكد كاتب الفيلم "سامر محمد إسماعيل" بأن الفيلم قصة أنسان عاش بين الحرب والحياة، واستطاع ان ينتصر بها ثقافة الحياة على ثقافة الموت رغم كافة الحروب التي تعرضنا لها، لكن ظل هذا الانسان مصمم على العيش والعطاء والحب، ويعتبر فلم حنين الذاكرة محاولة توثيقية لمرحلة مهمة منذ عام 1967 حتى عام 2017.
وأشار إلى أن حنين الذاكرة موجه الى شرائح المجتمع كافة لأنه يحكي عن أوجاع كل الناس، وأن بعض شخصيات الفيلم تستمر من البداية للنهاية وأخرى تتغير مع كل حكاية من حكايات الفيلم الأربعة.
وبين مخرج المرحلة الأولى للفيلم "يزن أنزور" بأن سيتولى قصة حرب تشرين التحريرية عام 1973، وهي مرحلة الطفل الذي سنتعرف على قصة حب " شاعر" الطفولية الأولى مع طفلة لأسرة سورية نازحة من لواء إسكندرون تقيم في البيت ذاته.
أما مخرج المرحلة الثانية "علي الماغوط" سيتولى قصة مرحلة الصبا والفتوة لـ " شاعر" وهي مرحلة اجتياح بيروت والإخوان المسلمين 1981_ 1982 ولجوء عائلة لبنانية إلى البيت الذي تقيم فيه أسرته وتعرفه على " نازك" الفتاة التي ستعود مع أهلها إلى بيروت بعد قصة حب.
ومخرج المرحلة الثالثة "سيمون صفية" سيتولى مرحلة الشباب وتخرج " شاعر" في كلية الإعلام بدمشق عام 1990، ولجوء عائلة كويتية من أصل فلسطيني إلى البيت الذي تقيم فيه أسرته، وقصة الحب التي ستنشأ بينه وبين امرأة كويتية، وتمتد هذه المرحلة حتى عام 2003 بلجوء أسرة عراقية إلى البيت نفسه بعد دخول الاحتلال الأمريكي إلى بغداد.
وستكون المرحلة الأخيرة للمخرجة "كوثر معراوي" مرحلة الرجولة عند "شاعر" عام 2006 مع لجوء عدد من النازحين اللبنايين إلى سورية أثناء حرب تموز، ومن بين النازحات الطفلة اللبنانية التي تعرف عليها عام 1982 وقد تزوجت وأنجبت أطفالاً وتمتد هذه المرحلة حتى عام 2017.
وسيجسد الفنان "سعد مينة" دور فدائي يواكب كافة الأحداث منذ عام 1977 حتى عصرنا الراهن، وهي شخصية شاهدت الانتصارات والانكسارات على مستوى القضية العربية والفلسطينية بالكامل، ويمتد دوره على مراحل الفيلم الأربع وقال مينة بأن النص الجيد المكتوب بحرفية عالية جعله أن يخوص تجربته السينمائية الأولى.
أما الممثل "لجين أسماعيل" اكد بأنه سيكون ضمن كادر تجربة خاصة ومميزة كونه سيخرج بجهود سورية شابة، حيث يجسد شخصية "علي" من محافظة القنيطرة، ليهاجر بعدها الى المدينة ويواكب احداث وتفاصيل سنلاحظ بها صعوبة الحياة والتجارب التي تمر على الناس في يومنا الحالي.
الفنانة "علا باشا" (تجسد شخصية "مريم" في الفيلم اعتبرت أن العمل يأتي ضمن نوعية جديدة من الإخراج في السينما السورية ويقدم لها تجربة جديدة ومميزة)، لفتت إلى ضرورة الاهتمام بمواهب الشباب وضخ دماء جديدة دوما في السينما والفن السوري بشكل عام.
ويعتبر حنين الذاكرة ثالث تجارب لمؤسسة السينما مع الأفلام متعددة المؤلفين والمخرجين بعد فيلمي رجال تحت الشمس إنتاج سنة 1970 والعار إنتاج سنة 1974.
يروي فيلم "حنين الذاكرة" حكاية شاعر ولد في الخامس من حزيران عام 1967 لأسرة جولانية مكونة منه ومن أبيه وأمه وشقيقته، حيث تنزح الأسرة الآتية من الجولان العربي السوري المحتل إلى دمشق القديمة بعد دخول قوات الاحتلال "الإسرائيلي" إلى بلدتهم.
وتقيم الأسرة في أحد البيوت الدمشقية القديمة، حيث سيكون هذا البيت المكان الشاهد على أحداث عديدة سوف تتالى على مدار خمسة عقود وصولاً إلى أيام الحرب الإرهابية على سورية.