جهينة نيوز:
مما لا شك فيه أن الميدان العسكري فرض وجوده في سوريا و بدون منازع ، و باتت احتمالات التعويل على المباحثات والمؤتمرات التي تدور في الأروقة الدولية دونما نتيجة تُذكر بسبب السياسيات الأمريكية الرامية أصلا إلى إطالة الحرب في سوريا ، و بالتالي ستكون كلمة الفصل للكثير من المسارات السياسية و العسكرية في الميدان السوري ، و الذي بات بيد الجيش السوري .
مع استمرار المعارك في البؤر الجغرافية التي تتواجد فيها العصابات الإرهابية ، يحقق الجيش السوري الكثير من المنجزات و بوتيرة متسارعة ، الأمر الذي وضع الأمريكي في خانة مراجعة الحسابات الاستراتيجية لما بعد انتصارات الجيش السوري ، و بالتالي ستكون القواعد الأمريكية في سوريا ضمن الأهداف الاستراتيجية للجيش السوري ، فضلا عن ذلك فإن الولايات المتحدة و بتواجد قواعدها تحت ذريعة محاربة الإرهاب ، فقد شكلت سندا لحلفائها و للإرهابيين على الأرض ، لكن تحرير الريف الدمشقي بالكامل و تأمين محيط دمشق ، أفقد الأمريكي صوابه و قام بتوجيه ضربات جوية بتحالف ثلاثي عدواني (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ) في 14أبريل الفائت على قواعد عسكرية سورية ، و ما هذه الاستهدافات إلا تصعيدا أمريكيا مصحوبا بالفشل الذريع في سوريا ، و عليه تستمر الاعتداءات الامريكية على الوحدات العسكرية السورية التي تحارب الارهاب الأمريكي ، فضلا عن توجيه ضربات تستهدف المدنيين في الشمال الشرقي من سوريا ، كل هذا يأتي في إطار محاولة واشنطن إعطاء الحياة لأدواتها المنهارة في الجغرافية السورية أولا ، و لحفظ ماء وجهها أمام حلفاؤها ثانيا .
الحدث الأبرز الذي يشهده الميدان السوري الآن في ساحة الجنوب ، هذا الحدث سيدفع واشنطن إلى الهاوية ، فالانكسار الذي سيواجه واشنطن في جنوب سوريا من الممكن أن يؤدي بهجمات تشنها قطعان أمريكا الإرهابية و المتواجدة في التنف ، و هذا ما حدث فعلا حين حاولت الفصائل الإرهابية التقدم و الهجوم على نقاط الجيش السوري في محيط قاعدة التنف المتصلة بجغرافية الجنوب ، فكان الرد حاسما و قويا و سريعا من قبل الجيش السوري و حلفاؤه و تمكنوا من تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة ، و بالتالي هل ستستكين امريكا لتقدم الجيش السوري والذي بشائره بدأت في بادية السويداء ؟ ، أم أنها ستشعل حربا في الساحة هناك ؟ ، القادم من الأيام سيوضح مدى قدرتها على التحمل خاصة مع وجود الحليف الروسي.
بالنتيجة ، المعطيات و الوقائع في الساحة السورية تؤكد ما قاله الرئيس بشار الأسد أنه لا يمكن التنازل عن شبر من الأراضي السورية، فالسيادة السورية حقا مشروع للسوريين قاطبة.