ماذا عن إدلب ؟ .. سيناريوهات الانتصار السوري . بقلم .. أمجد إسماعيل الآغا

السبت, 28 تموز 2018 الساعة 02:53 | منبر جهينة, منبر السياسة

ماذا عن إدلب ؟ .. سيناريوهات الانتصار السوري . بقلم .. أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز

الانتصارات التي حققها الجيش السوري غيّرت الكثير من المعادلات السياسية و الميدانية ، لتتغير بالتوازي السيناريوهات التي كانت مُعدة لقلب الموازين في الميدان ، لكن مع تراكم المنجزات الميدانية لتلحق بها السياسية ، قُلبت الطاولة على محور أعداء سوريا ، و لا نبالغ إن قلنا بأن اسرائيل العمود الفقري لهذا المحور قد رَفعت الراية البيضاء ، بدليل أنها تخلت عن بيادقها و هرعت إلى أصحاب القرار الدولي لتفادي النتائج الناجمة عن تدخلها في الميدان السوري ، و هذا يدل على يأس العدو و فشل مخططاته ، و على اعتبار أن اسرائيل مُحرك محور أعداء سوريا فشلت ، فهذا و بالقّطع له تأثير مباشر على باقي أركان المحور ، لنشاهد قريبا سيناريو الجنوب في الشمال السوري .

" انهيار الفصائل الإرهابية .. أين الداعمين ؟ "

حالة التخبط و الانهيار التي كنت السمة الأبرز لإرهابيي الجنوب السوري ، و لا شك بأن هذه الفصائل كانت تعتمد على الدعم الاسرائيلي لجهة ما يمثله الجنوب من أهمية استراتيجية نظرا لقربه من الكيان الاسرائيلي ، لكن الغطاء رفع عنهم نطراً لتهديدات الدولة السورية باستهداف الأصيل و في العمق ، فباتت الفصائل الإرهابية في مرمى نيران الجيش السوري لتتساقط قلاعهم كأحجار الدومينو ، من السويداء إلى درعا و وصولا إلى القنيطرة ، لم تكن الفصائل الإرهابية قادرة على المواجهة المباشرة بفعل الإحاطة والتطويق اللتان فرضهما الجيش السوري على مناطق تواجدهم ، إضاقة إلى الاستراتيجية المحكمة التي نفذها الجيش السوري عبر قضم المناطق و عزلها ناريا لتثمر عمليات الجيش السوري انتصارات تقابلها انهيارات متتابعة في صفوف المجموعات المسلحة

" القنيطرة .. القلق و الرعب الإسرائيلي "

إعادة تمركز القوات السورية في القنيطرة سيناريو لم يكن في الحسابات الاستراتيجية للكيان الاسرائيلي ، خاصة أن اسرائيل كانت تسعى إلى قضم الجغرافية المتاخمة لحدودها لتشكيل طوق أمني و بالاعتماد على الفصائل الإرهابية ، لكن هذا المشروع سقط أمام أعين دولة الكيان ، و بات الواقع مختلفا ، فالصورة الواضحة و التي عجز الكيان عن تغير ملامحها بأن هذه الجغرافية سورية و ستبقى ، من هنا تعالت الأصوات في اسرائيل مطالبة بالعودة إلى اتفاق فصل القوات عام 1974 ، ليبقى الجولان السوري المحتل خاضعا لسلطة الاحتلال ، لكن الوقائع التي فرضها الجيش السوري تخوله التقدم أكثر بما يملكه من زخم هجومي و قوة نارية تَفرض على الكيان الاسرائيلي قراءة منطقية للوقائع المستجدة ، حيث أن إعادة تمركز القوات السورية في القنيطرة لن يكون كما السابق ، فالمعادلات تغيرت و كذلك قواعد الاشتباك ، و بالتالي سيكون الجولان السوري في الفترة المقبلة موضوعا سيتم حسمه إما بالتفاوض أو فالعمل العسكري سيكون حاضرا .

" ما هو السيناريو السوري القادم "

نبقى في الميدان ، فما تم تحقيقه في الجنوب سيكون له تداعيات ستنعكس بشكل مباشر على باقي الجغرافية السورية ، و لن نقول بأن المشهد السوري يقف على مفترق طرق لتشكيل معادلات سياسية أو ميدانية أو أمنية جديدة ، فالمشهد واضح للدولة السورية ، تحرير كامل التراب السوري من المحتلين و أدواتهم ؛ أمريكا فهمت القاعدة التي فرضها الجيش السوري ، لكن أردوغان لا زال يناور في ربع الساعة الأخير ، و يحاول جاهدا القبض على ورقة ميدانية تمكنه من الحصول على مكسب سياسي يحلم به ، فما كان يُخطط له أردوغان في إدلب سقط بناء على معطيات ثلاث : الأولى المطالبات التي أطلقتها الفعاليات الأهلية بالسير في طريق المصالحة ، إضافة إلى ان الكثير من شرفاء إدلب ضاقوا ذرعاً بالإرهابيين و ممارساتهم ، و الثانية ادلب تخضع لاتفاق خفض التصعيد و الذي كان بضمانة روسيا و ايران و تركيا بناء على مخرجات استانا، هنا إما سيخضع أردوغان لهذا الاتفاق أو يتجاوزه ليكون و إرهابييه هدفا مباشرا لنيران الجيش السوري ، و أعتقد جازما بأنه لن يكون أمام أردوغان إلا الانسحاب من الجغرافية السورية لارتباط هذا الانسحاب بالمعطى الثالث و الأهم من بين المعطيين السابقين ، فالمعطى الثالث يقول بأن الدولة السورية لديها قوات عسكرية مُتحررة من جبهات انتهت عسكريا ، و هذه القوات قادرة بما تملكه من قوة نارية و زخم هجومي من تغطية مناطق الشمال بالكامل ، بالتالي فإن ورقة إدلب قد سقطت من يد أردوغان .

نختم .. تبقى الكلمة الفصل للجيش السوري في الميدان السوري .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا