" نهاية صفقة القرن ".. على وَقعِ انتصارات دمشق . بقلم .. أمجد إسماعيل الآغا

الأحد, 5 آب 2018 الساعة 03:53 | منبر جهينة, منبر السياسة

جهينة نيوز:

إن المراقب لسياسية واشنطن و المسار الذي تتبناه تُجاه القضة الفلسطينية خاصة و الشرق الأوسط عامة ، يجد أن هذه السياسية بتفرعاتها منحازة إلى الطرف الاسرائيلي ، هذا التحيز جاء نتيجة عوامل عدة تتعلق بالدور الجيوستراتيجي الذي تتمتع به اسرائيل ، و انطلاقا من هذا المُعطى ، حاولت الولايات المتحدة و بالتشاور مع أدواتها في المنطقة من تشكيل رؤية جديدة لتصفية القضية الفلسطينية ، عبر صفقة سميت إعلاميا " صفقة القرن " ، و حتى الآن لا يبدو أن هنالك رؤية واضحة عن مضمون و شكل و طريقة التنفيذ ، لكن في مقابل ذلك تسعى واشنطن و أدواتها إلى تهيئة الأرضية المناسبة لإطلاق هذه الصفقة ، هذه الأرضية التي تعمل واشنطن على تنفيذها تعتمد على تطورات الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى توحيد الأطر السياسية و الميدانية و المالية لوضع هذه الصفقة في التنفيذ ، لكن دائما ما تفشل واشنطن في خططها و خياراتها ، و رغم ذلك تستمر تداعيات الخطة الامريكية لتنعكس توترات في الشرق الأوسط كاملا .

" مضمون و أهداف الصفقة المزعومة "

يمكننا القول بأن عراب هذه الصفقة هو الجانب السعودي ، حيث أن التقارير المسربة أكدت بأن السعودية هي من أبلغت الفلسطينيين بالمقترحات الأميركية بشأن " صفقة القرن " ، وأن الصفقة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية مقابل إنشاء حلف إقليمي ضد إيران تشارك فيه إسرائيل ، و بالتالي ما يمكن استنباطه أن هناك مسارات اتخذتها الإدارة الأمريكية و بتنسيق مع الأطراف المعنية بتنفيذ الصفقة و على رأسهم الرياض و تل أبيب ، و يمكن القول بأن أولى هذه المسارات هي إعلان ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل ، و بالتالي نسف أي مفاوضات مستقبلية تكون برعاية أمريكية ، فضلا عن تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء عمل وكالة الأونروا ، و هذا حقيقة ما أعلنه جيسون جرينبلات المبعوث الأميركي " لعملية السلام " ، حيث أبلغ القناصل الأوروبيين المعتمدين في القدس أن واشنطن تريد أن تنهي عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين أونروا ، إذ " لا يُعقل أن تظل الوكالة تعمل إلى أبد الدهر " ، معتبراً أن الأجيال الجديدة من اللاجئين ليست لاجئة لأنها ولدت في أرض جديدة. وقال: " ندعم الوكالة، لكن ليس إلى الأبد، نريد تاريخَ نهاية محدداً، ومستعدون للالتزام به ".

و نبقى مع جيسون جرينبلات و الذي أعلن أن الهدف الاساسي الذي تعمل عليه الإدارة الأمريكية هو إقامة تحالف إقليمي يضم العرب و إسرائيل لمقاومة " الخطر الإيراني " و الإرهاب ، فواشنطن تعتبر و أدواتها أن المشكلة الحقيقة في الشرق الأوسط تتمثل في الدور الايراني و ما تشكله من تهديد استراتيجي لأدواتها ، و هنا نَصل إلى سوريا و الحرب المفروضة عليها ، حيث أن إخراج سوريا من دائرة التأثير الإقليمي سيشكل فرصة حقيقة لتنفيذ صفقة القرن و تصفية القضية الفلسطينية ، و البعد الأكثر اهمية في مضمون هذه الصفقة هو تقليم أظافر محور المقاومة و ضرب البينة و الركيزة الاساسية لهذا المحور ، عبر استهداف سوريا الدولة و الدور .

" الانتصار السوري سيساهم في تصفية صفقة القرن "

نتيجة تعاظم قوة محور المقاومة و الحليف الروسي ، إضافة لجملة الانتصارات و اتساع مروحة المنجزات في الميدان السوري لصالح الدولة السورية و حلفاؤها ، فقد قُلبت الموازين بالكامل ، و يمكننا القول بأن الضربة القاضية لمشروع صفقة القرن يتمثل في انهيار أركان العدوان على سوريا ، حيث أن انتصار محور المقاومة في سورية أجهض مشروع تقسيم المنطقة ومنع تركيبها على أساس طائفي ومذهبي، وحال بالتالي دون تمرير أي من مشاريع التصفية لقضية فلسطين ، بمعنى أوضح ، الحرب على سوريا لم تكن موجهة للقضاء على الدور السوري المؤثر اقليميا و الداعم لحركات المقاومة فحسب ، بل إن التسلل إلى سوريا عبر الارهاب الدولي و الإقليمي سيسمح بإنهاء منظومة المقاومة و تحييد الدور الروسي في المنطقة ، و بالتالي فرض الخيارات و الرؤى الأمريكية الاسرائيلية حيال صفقة القرن .

" في الخلاصة .. "

يمكننا القول بأن المطلوب الأن تعزيز الثقة بانتصار محور المقاومة ، لنتمكن من تفعيل هذا الانتصار و وضعة في مساره الصحيح ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أدوات واشنطن في المنطقة لا تزال تحاول العبث بمستقبل هذه الأمة ، و تنفيذ المستقبل الأمريكي المرسوم بعناية و دقة لتقسيم الشرق الأوسط ، لكن و انطلاقا مما تحقق ، نعتقد بأن الأمريكي سيعيد حساباته بشأن صفقة القرن ، خاصة مع فشل المشروع الأمريكي في سوريا ، و القادم من الأيام سيكون جوابا لهذا الاعتقاد .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا