جهينة نيوز
في مشهديات الحروب يحدث الكثير، وهذا ليس خافيا على احد، أما في الحرب السورية فالاختلاف والخلاف واضح، ولنوضح ماذا نقصد؟
من المعلوم يا سادة أن أدوات الحرب سابقا بدائية، بالرمح والسيف والخيل، ومن ثم تطورت تلقائيا لتصبح بالدبابات والطائرات والبوارج، وحتى هنا هذا طبيعي، ولكن في سوريا أضيف لها القتل والذبح والحرق، ولا ننسى الاسلحة المحظورة واستخدام الكيماوي.
من المؤكد بأنه و بعد الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري، كان لابد من أن تكون هذه الانتصارات واقعا سياسيا، فـ للميدان الكلمة الفصل في أي مباحثات سياسية، و عليه كانت قمة سوتشي التي جمعت بوتين و أردوغان ترجمة حقيقة لسلسلة متكاملة من الانتصارات العسكرية، هذه القمة التي جاءت بمخرجاتها لتقديم الحل السياسي على العسكري، مع إعطاء تركيا فرصة ذهبية لتفكيك الفصائل المسلحة و جذبها إلى مسار التسويات، إضافة إلى سحب السلاح الثقيل و تجميع الإرهابيين في شريط جغرافي.
المتابع قد يطرح عدد من الأسئلة و التي تتمحور حول قدرة تركيا على ترجمة الفرصة الروسية، إضافة إلى مدى استجابة الفصائل المسلحة لمضمون الاتفاق و الاستجابة للداعم التركي، لكن السؤال الأهم، هل ستتكمن تركيا من الإيفاء بالتزاماتها تُجاه ما تعهدت به؟، نعتقد و بناء على ما رَشح من قمة سوتشي أن الحل العسكري قادم لكن تم تأجيله وفق مقتضيات المسارين السياسي و العسكري، و لا ننسى بأن رغبة الدولة السورية تجنيب إدلب أي عمل عسكري إن كان للمسار السياسي افق للحل.
بالتالي و وفقا لِما سبق، سيكون لتركيا دور في العملية السياسية في سوريا، و إن نكثت بوعودها فالخطة العسكرية جاهزة للتطبيق العملي، و بكل الأحوال مبدئيا قد تم سحب الذرائع من يد أمريكا، و ستتوقف الماكينة الإعلامية الغربية عن بث سمومها تجاه العملية العسكرية المرتقبة في إدلب، و في هذا و ضمن إطار الاستراتيجية الروسية السورية إعادة ترتيب الأوراق على المستويات كافة، ريثما يتم انتهاء المهلة الزمنية الممنوحة لتركيا، و ضمن سوتشي أيضا و في إطار التفاهمات الروسية التركية، سيتم ترحيل 5000 إرهابي من منطقة التنف الخاضعة للأمريكي إلى مناطق سيطرة درع الفرات شمال حلب، و حسب التسريبات أيضا سيتم تفكيك مخيم الركبان و الذي يعتبر الخزان الرئيس للمسلحين التابعين لجماعة داعش الإرهابية.
يبدو أن تفاهمات الروس و الأتراك أزعجت الأمريكي و أدواته في المنطقة، فـ بعد اجتماع الرئيسين بوتين و أردوغان وبساعات قليلة، ردت اسرائيل و معها ضمنيا (أمريكا وبريطانيا وفرنسا)،على الاجتماع بـ 28صاروخ، على مصنع للصناعات التقنية في اللاذقية، إضافة إلى بعض النقاط العسكرية السورية، والحجة طبعا "مواقع مشبوهة" إما تقوم بتخزين مواد سامة أو تصنعها، او تقوم بتصنيع اسلحة بمساعدة الإيرانيين، وعلى الرغم من تحذيرات موسكو للولايات المتحدة وحلفائها من الخطوات الخطيرة الجديدة في سوريا، على خلفية تهديدات غربية بالرد على استخدام دمشق للأسلحة الكيمائية في سوريا، كانت قد أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" في بيان إلى أن الحكومة السورية تواجه في الأزمنة الأخيرة وابلا من التهديدات، بزعم خطط دمشق لاستخدام السلاح الكيمائي في محافظة ادلب، وذلك رغم تأكيد الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي.
العدوان كان كارثيا بالنسبة "لإسرائيل"، حيث مع انقشاع غبار العدوان تبين ان المصاب كبير، وأن المضادات الدفاعية السورية أسقطت الطائرة الروسية "إيل20"، بعد تمويه اسرائيلي متعمد .وفي تصريح للواء "إيغور كوناشينكوف" ان من غير الممكن ألا تكون وسائل مراقبة الطيران الإسرائيلية قد رأت الطائرة الروسية نظرا لأنها اتجهت للهبوط من ارتفاع 5كم ورغم ذلك نفذوا الاستفزاز عمدا".
الأيام القادمة ستكون حُلبى بالتطورات، سواء لجهة التفاهم الروسي التركي في سوتشي، و الاستفزاز الاسرائيلي الذي كانت نتيجته إسقاط الطائرة الروسية، لننتظر التطورات القادمة .