جهينة نيوز:
منذ أن قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية باحتجاز ناقلة النفط البريطانية رداً على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية، والتصريحات البريطانية تكاد لا تنقطع بشأن عدم المساومة أو الحوار لحل هذه المشكلة التي افتعلتها المملكة المتحدة إرضاء لسيدتها الولايات المتحدة الأمريكية.
من المؤكد، حسبما أفصحت عنه تداعيات الفعل ورد الفعل خلال الفترة الماضية، أن بريطانيا وقعت تحت تأثيرين، كل منهما أسوأ من الآخر، وكلاهما وضعها في خانة التخبط والضعف وسوء التقدير وخطأ الحسابات للعواقب والنتائج.
فالتأثير الأول تجلى في إذعان الحكومة البريطانية للأوامر الأمريكية بالإقدام على احتجاز الناقلة الإيرانية وتضليل هذه الحكومة بأنه لن تكون هناك أي ردة فعل إيرانية على ذلك أو أن الولايات المتحدة ستضمن لهذه الحكومة المغفلة عدم المساس بمصالحها أو عدم تعريضها للإحراج والمهانة.
أما التأثير الثاني، فهو تخلي الساسة البريطانيين عن الرزانة والحنكة السياسية والتقدير الخاطئ للموقف الإيراني، ومن ثم الاعتقاد بأن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة من خطوات استفزازية بحق طهران وتعامل هذه الأخيرة معه بكثير من الحنكة الدبلوماسية فهم على أنه (ضعف) في قوة الردع الإيرانية لن يؤدي إلى ما أدى إليه لاحقاً.
لقد اكتشف البريطانيون أنهم تعرضوا لخديعة أمريكية لدفعهم إلى صدام مسلح مع الإيرانيين حرص الرئيس الأمريكي على تجنيب بلاده الدخول فيه بعدما أثبتت إيران أنها جادة كل الجدية في الحفاظ على سيادتها وقوتها وهيبتها، وأنها جاهزة للرد بالمثل على أي تطاول أو عدوان على سيادتها وأمن مواطنيها، وأنها تمتلك من وسائل القوة والردع ما يؤهلها لتحويل أقوالها إلى أفعال في أي زمان ومكان.
ولذلك نجد أن الحكومة البريطانية وبعد كل تهويلها وتصريحات مسؤوليها قد خضعت خضوعاً مذلاً، وأبدت رغبتها في حل مشكلة ناقلتي النفط بعدما أظهرت طهران قوتها كما يقول المسؤولون الإيرانيون، وهذه هي الحقيقة، فهل من متعظ؟.
صحيفة تشرين: