جهينة نيوز:
"تتصدر معركة إدلب منذ بداية العام الجديد، عناوين الأخبار ومشاريع القرارات الأممية، ولاسيّما بعد التّقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري في الأيام الأخيرة، على المجموعات الإرهابية التي تسيطر على مناطق إدلب وريف حلب الغربي"، تبتدئ وكالة سبوتنيك مقالتها، وتتابع: التطورات السريعة في الميدان العسكري رافقها الكثير من الجدل السياسي، ولاسيما مع زج تركيا الكثير من العتاد والمدرعات العسكرية والجنود في المنطقة، لدعم نقاط المراقبة التركية وحمايتها، وردع تقدم الجيش السوري وحماية المدنيين، بحسب المزاعم التركية، ما جعل المتحدث باسم "البنتاغون" جوناثان هوفمان يقول في تصريح صحفي بأن روسيا وتركيا على شفا نزاع مباشر في محافظة إدلب السورية.
وتضيف الوكالة: ومع تزايد تبادل الضربات بين الجيشين السوري والتركي، والتقدم السريع الذي أحرزه الجيش السوري في الأيام الأخيرة، خصوصا بعد حصار الأخير عددا من نقاط المراقبة التركية، وتزايد التصريحات التركية التي تلوح بإمكانية القيام بعملية عسكرية، تزاد الحاجة لمعرفة مدى استطاعة وميزات كل من الجيشين السوري والتركي من حيث المعدات ومن حيث قدرات الحلفاء ومن حيث الخبرة القتالية الحالية.
وتقول الوكالة: يعدّ سلاح الدبابات من أهم عوامل تفوق القوة البرية في الحروب المباشرة، ولاسيّما في ظروف تحقيق اختراق الخصم والتطويق والتغلغل ومهاجمة العدو من العمق، وصنف موقع “globalfirepower” المتخصص في الشؤون العسكرية، الدول بحسب تعداد دباباتها، لتتصدر سوريا المرتبة السادسة عالمياً لعام 2020، من حيث عدد الدبابات والمدرعات حيث يقدر عددها بحوالي 4135 دبابة ومدرعة، فيما أخذت تركيا المرتبة التاسعة عالمياً بتعداد دبابات يقدر بحوالي 2622 دبابة ومدرعة، وتصدّرت روسيا، الحليف الأول والأقوى لسورية، المرتبة الأولى عالمياً بتعداد دبابات يقدر بحسب الموقع بنحو 6289 دبابة، ما يجعلها تتربع على عرش العالم بالقوة البرية.
أما من حيث القوة الجوية، وبحسب مانقلت الوكالة عن الموقع تتفوق تركيا، بحسب الموقع، بتعداد عتاد سلاح الجو بعدد طائرات يصل إلى 1055 طائرة منها 206 طائرات هجومية، فيما يقدر تعداد سلاح الجو السوري 456 طائرة، لكنها زودت طاقمها بحوالي 199 طائرة هجومية مقاتلة.
وتبين الوكالة: مايميز سورية في الوقت الحالي هو الدعم الجوي الروسي، من مركز حميميم، الذي زودته روسيا بأحدث أنواع الطائرات وأكثرها قوة في العالم على رأسها “البجعة البيضاء”، ومن حيث القدرات الدفاعية الجوية، تتميز سورية بخبرتها الواسعة في هذا المجال، وزودت طاقمها بمنظومة “إس 300” المطورة، وتمرّس طاقمها على استخدام هذه المعدات على مدى سنوات الحرب، بالإضافة إلى منظومة “بانتسر إس 1” الشهيرة، ونقل موقع “الميادين” في وقت سابق، عن مصادر أن موسكو زودت دمشق بحوالي 40 وحدة دفاع جوي من منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “بانتسر” المصممة لحماية المرافق المدنية والعسكرية، بما في ذلك وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى، وحمايتها من جميع وسائل الهجوم الجوي الحالية والمستقبلية، ويستطيع حماية المواقع العسكرية من التهديدات البرية والبحرية، وأثبتت المنظومات جدارتها في الهجمات الأخيرة التي نفذتها "إسرائيل" على دمشق، حيث أعلنت دمشق إسقاط أغلب الصواريخ، ومن المؤكد فإن إسقاط طائرة مقاتلة أسهل بالنسبة لأنظمة الدفاع الجوي من إسقاط صاروخ، وهو ما يجعل "إسرائيل" تقصف من خارج الحدود السورية.
وتراقب منظومة “إس 400” الروسية في مطار حميميم على مدار الساعة الأجواء السورية بانتظام، وتعهدت موسكو بإسقاط أية طائرة تخرق الأجواء السورية لضمان أمن قواتها في قاعدة “حميميم” السورية بعد إسقاط طائرة روسية من نوع “سو 24” من قبل سلاح الجو التركي فوق الأراضي السورية.
وتتابع الوكالة: زودت تركيا منظومة دفاعها الجوي بصواريخ “باتريوت” الأمريكية، بالإضافة إلى منظومة “حصار أ” محلية الصنع، وزودت نفسها أيضا بمنظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400″، والتي تعدّ من أقوى منظومات الدفاع الجوي العالمية، ما سبب تأزم الأوضاع مع أمريكا، التي عارضت الصفقة واعتبرتها لا تتناسب مع المقاتلات الأمريكية.
وتحدثت الوكالة عن قتال الشوارع، تقول: عدّ الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء رضا شريقي أنّ الجيش التركي غير مستعد لمواجه سورية بشكل مباشر في الوقت الحالي، لأسباب عدّة: الجيش السوري بات يملك من الخبرات ما يستطيع فيها مواجهة أي جيش في العالم، لاسيما على أماكن محددة أو مساحات محددة، والجيش السوري تدرّب خلال الأعمال القتالية على حرب العصابات وعلى حرب الشوارع والخنادق والأنفاق وغيرها، وقال شريفي إنّ الجيش السوري بات لا يخشى الحرب إطلاقاً، ومن هنا يمكن أن نقول إن الجيش السوري له الأفضلية في أي حرب تقع بشكل محدود طبعاً في أي منطقة من مناطق الجمهورية العربية السورية.
وتوضح الوكالة أن سورية تعتمد في قوتها السياسية وثقلها النّوعي في الشرق الأوسط على حلف صاعد جديد، يشكل في الوقت الحالي قوة كبرى لا يستهان بها، ولاسيّما أنّ هذا الحلف يتميز بتنسيق عالٍ، سياسي وعسكري، على رأسه أكبر دولة في العالم وبطل الحرب العالمية الثانية، روسيا، وأكبر اقتصاد عالمي ووزن سكاني في العالم، وهي الصين، وإيران وغيرهم، الذين يدعمون الحكومة السورية عسكرياً وسياسياً، وهم فاعلون على الأرض.
ونقلت الوكالة أيضاً عن اللواء شريفي: بالإضافة إلى ذلك هذه الحرب يمكن أن تمتد إلى حرب على مستوى الإقليم، لأن الجمهورية العربية السورية لديها اتفاق وتحالف مع الأصدقاء الإيرانيين وحزب الله والقوى التقدمية في المنطقة، بالإضافة إلى المساندة الجوفضائية الروسية التي لا يمكن أن تتخلى في هذه الظروف عن الجيش العربي السوري.
وختمت الوكالة مقالتها بالقول: من الجهة الأخرى، يشكل حلف الناتو الداعم الرئيس لتركيا في إدلب، لكن مع مشكلة بسيطة ومعقدة في آن واحد، وهي عدم توحد رأي أعضاء الحلف الفاعلون حول عدد من القضايا، منها إدلب، فمن جهة تدعم أمريكا أعداء تركيا التاريخيين في المنطقة (الأكراد)، ومن جهة ثانية أعلن ماكرون قبل أيام أن تركيا تدعم الإرهابيين في بلاده، وأن باريس تدعم موقف روسيا في إدلب، ومن ناحية ثالثة، تنشغل بريطانيا بمشكلتها الداخلية الخارجية المتمثلة بمغادرتها الاتحاد الأوروبي، وما يشكله هذا الرحيل من تبعات سياسية وعسكرية.