جهينة نيوز:
في زيارة مفاجئة رافقتها إجراءات أمنية ضخمة لا تحصل عادةً إلّا في زيارات رؤساء الدولة، وربما قد لا ترتقي لهذا المستوى الكبير، زارت السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا ومعها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي على حين غرّة بلدة غزة في البقاع الغربي في هذا التوقيت الغريب، والسبب تفقّد بئر مياه تغذي بلدة غزة نُفّذت وشُغّلت منذ أكثر من سنتين.
الملفت أنّ هذه البئر لا تزيد كلفتها عن تكلفة تحليق المروحيات واستنفار القوات وتعطيل الأعمال، لكن البروباغندا التي رافقت السفيرة تشي بشيء ما، أو أنّ وراء الأكمة ما وراءها، حيث استدعى تفقد بئر مياه تحليق ست مروحيات وقطع للطرقات وتعطيل للأعمال، دون أن يتحرك أصحاب مقولة السيادة والاستقلال الزائفة الذين باعوا أنفسهم لشيا وأسيادها في الولايات المتحدة الأميركية.
صحيح أنّ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية تحتّم على الدولة اللبنانية المستضيفة أن تؤمّن الحماية للسفيرة، لكن هل تستدعي زيارة منطقة سكنية مدنية كلّ هذا الطاقم العسكري الضخم الذي رافق السفيرة من خلال الطائرات والآليات، فضلاً عن التضييق على المواطنين من خلال حبسهم في سياراتهم لساعات حتى مرور موكب شيا؟ وهل الاجراءات التي واكبت زيارة شيا تواكب عادة غيرها من السفراء في لبنان؟
وهنا يحق للمتابع طرح أسئلة عدة حول هذه الزيارة:
أولاً: إنّ البئر ليست بجديدة، بل مضى على حفرها أكثر من سنتين فلماذا تمّ افتتاحها اليوم؟
ثانياً: هي مجرد بئر مياه لقرية، كأنّها حفرة تواريفيها السفيرة جريمة بلدها في محاصرة الشعب اللبناني وتجويعه، لكن الأدهى والأخطر أن دوروثي كانت ترافق قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي. فهل تحتاج بئر لكلّ هذه العراضة العسكرية والدبلوماسية الأميركية؟
وهل يقتصر الأمر على ترويج للنفاق الدبلوماسي، أم أنّ لوجود الجنرال ماكينزي في منطقة حساسة قريبة جداً من سوريا وقريبة نسبياً من خط المواجهة مع العدو الإسرائيلي أهداف أخرى؟
ثالثاً: لماذا لم يحضر الافتتاح أحد من الفاعليات غير رئيس البلدية ومدير عام مياه البقاع؟
رابعاً: لماذا لم يعلن عن هذا الافتتاح وجولة السفيرة؟ ولماذا لم تواكبه وسائل الإعلام؟
خامساً: لماذا كلّ هذه المواكبة الأمنية الضخمة؟
إذاً، أسئلة كثيرة تُطرح حول هذه الزيارة المفاجئة، ولذا يحقّ للبنانيين أن يطّلعوا على حقيقة ما يجري.
المصدر: موقع العهد
04:27