الأسد: حاكم غامض لم تغيره الحرب.. أتقن لعبة خلط الأوراق

الثلاثاء, 25 أيار 2021 الساعة 14:11 | سياسة, محلي

الأسد: حاكم غامض لم تغيره الحرب.. أتقن لعبة خلط الأوراق

جهينة نيوز:

بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية السورية عام 2021 نشرت وكالة الصحافة الفرنسية مقالاً تناولت فيه شخصية الرئيس بشار الأسد وجاء فيه: وراء صورة رجل هادئ الطباع ومبتسم غالبا تنقلها كاميرات الصحافيين للرئيس السوري بشار الأسد الذي يستعد للفوز بولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات، يكمن حاكم غامض وقاس قاد حرباً بلا هوادة على مدى عشر سنوات.

واضافت الوكالة في مقالها ، في اجتماعاته الرسمية، وخلال استقباله ضيوفا، في المقابلات أو حتى تفقّده الجبهات خلال أشد سنوات النزاع، يبدو بشار الأسد واحدا: يتكلّم بصوت خافت وبابتسامة باردة غالبا، ويكرّر ما قاله منذ السنة الأولى للحرب، بأن بلاده ستخرج "منتصرة" بمواجهة ما يقول إنها "مؤامرة" نسجتها قوى خارجية ضدها.

بعد عقد من نزاع مدمر، يتخذ الأسد، طبيب العيون السابق، البالغ 55 عاماً شعار "الأمل بالعمل" لحملته الانتخابية، ويروّج لنفسه، وفق محللين، ك"عرّاب" مرحلة إعادة الإعمار التي تحتاجها سوريا بشدة، بعدما تمكن بدعم من حلفائه، من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد كانت قواته خسرتها خلال سنوات الحرب الأولى.

ويقول صحافي ممن التقوه قبل الحرب وخلالها، لوكالة فرانس برس، "بشار الأسد شخصية فريدة ومركّبة... في كل مرة التقيته، كان هادئاً وغير متوتر. حتى في أشد لحظات الحرب الحرجة والقاسية، وهذه تماما صفات والده" حافظ الأسد الذي حكم سوريا لمدة ثلاثين عاما.

ويضيف "استطاع أن يكون الرجل الذي لا يستطيع أن يستغني أحد عنه"، موضحاً "قد يكون من السهل ترتيب الأوراق، لكن في السياسة يجب أن تعرف كيف تخلط الأوراق.. وبشار الأسد أتقن لعبة خلط الأوراق".

وورث الأسد الابن عن والده الراحل، كما يكرر عارفوه، الطباع الباردة والشخصية الغامضة. تتلمذ على يده في الصبر واستثمار عامل الوقت لصالحه.

- "القرار بيده" -

تبدّلت حياة الأسد بشكل جذري العام 1994، إثر وفاة شقيقه الأكبر باسل الذي كان يتم إعداده ليحكم البلاد خلفاً لوالده، في حادث سير قرب دمشق.

واضطر للعودة من لندن حيث كان يتخصّص في طب العيون، وحيث تعرّف الى زوجته أسماء الأخرس المتحدرة من إحدى أبرز العائلات السورية والتي تحمل الجنسية البريطانية، وكانت تعمل مع مصرف "جي بي مورغان" في حي المال والأعمال في لندن.

في سوريا، كان الأسد تدرّج في السلك العسكري قبل أن يتتلمذ في الملفات السياسية على يد والده الذي وصل الى سدة الحكم العام 1970، وتحوّل رقماً صعباً في سياسة الشرق الأوسط والصراع العربي الاسرائيلي. ومع وفاة والده العام 2000، خلفه وهو في الرابعة والثلاثين من العمر.

قبل اندلاع النزاع، اعتاد سكان دمشق رؤيته في الشوارع، يقود سيارته بنفسه، ويرتاد المطاعم مع زوجته. وحتى الآن، يعلّق العديد من أصحاب المقاهي والمطاعم في دمشق صور شخصية لهم مع الأسد أثناء زياراته.

ورغم انشاقات كثيرة عن الأجهزة الأمنية سجلت في بداية النزاع، بقي الجيش، والأسد قائده الأعلى، وفيا له، وبقي الأسد متصلّبا في رؤيته للأمور، وتمكن وفق ما يقول باحث سوري تحفّظ عن كشف اسمه، لوكالة فرانس برس، "من حصر القرارات كافة بيده وجعل الجيش معه بشكل كامل". ولم يسمح بأن تفرز بنية النظام أو المعارضة شخصيات قيادية يمكنها أن تلعب دوراً بارزاً في مواجهته.

- السابق والمقبل -

على المستوى الشخصي، يؤكد عارفو الأسد، وهو أب لابنين وابنة، أنه لم يغيّر من عاداته اليومية كثيرا خلال الحرب وبعدها. ويقول الصحافي الذي التقاه مرات عدة إنه "يتابع أحياناً دروس أولاده بنفسه، ويصرّ أن تكون العلاقة مباشرة معهم دون الاستعانة بمربّية أو من يخدمهم".

وباستثناء صور قليلة بالزي العسكري قد يصادفها زائر دمشق أو مدن أخرى عند النقاط أو الحواجز الأمنية، يظهر الأسد دائماً، بطوله الفارع وبنيته الجسدية النحيلة، ببزات رسمية وربطة عنق.

قبل أيام من موعد الاستحقاق الانتخابي، نشر حساب حملته الانتخابية صوراً حديثة له يظهر في إحداها مرتدياً بزة أنيقة وربطة عنق ويسير حاملاً حقيبته في طريقه الى مكتبه على الأرجح داخل "قصر الشعب" الرئاسي الذي بني في عهد والده على تلّة مشرفة على دمشق. ويظهر في صورة أخرى وهو يرتّب أوراقاً على مكتبه أو يقرأ وهو جالس على كرسي.

كذلك نشرت الحملة صوراً من نشاطات سابقة: يعاين خريطة مع عسكريين، يشارك في حملة تشجير ويتحدث الى عمال داخل ورشة.

ويقول المحلل نيكولاس هيراس لوكالة فرانس برس "بشار الأسد على وشك أن يكون الرئيس السابق والمقبل لسوريا، وهو يبذل مع حلفائه قصارى جهدهم لدفع هذه الحقيقة في وجه خصومه المحليين والأجانب" الذين طالبوا في بداية النزاع برحيله.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 محمود
    26/5/2021
    00:32
    ١-التقييم والمعايير
    الغربيون الحاسدون المتكبرون لا يمكن أن يقولوا الحقيقة كاملة ، دائماً يتركوا ثغرة للقيل والقال والغمز واللمز، لا اصدق أبداً بنزاهتهم ولا بمعاييرهم المثقوبة المزدوجة، بلحظة يتحولون الى العنصريون المتعجرفون الذين يريدون العالم على شاكلتهم، شكلياً وجوهرياً وإلاّ أصبح العالم مرفوض لديهم. لا يهمني تققيم هؤلاء لقادتنا وخصاىص شخصياتهم العظيمة، فهو بالنتيجة من زاوية قيمهم ويخضع لمصالحهم، في أن لا يكون قدوة أي شخصية من خارج العالم الغربي، المتقدم تقنياً المتخلف أخلاقياً. شخصياتنا التاريخية شديدة الوضوح لا غموض فيها، الصادقة الإنسانية، البسيطة، المخلصة، الجليلة بغير كبر، الشريفة، الحكيمة، الشجاعة، كل هذا يظهر في العظماء في تاريخنا العربي المجيد وقبله ومستمر لما بعده.
  2. 2 محمود
    26/5/2021
    00:48
    ٢- التقييم والمعايير
    في المقال يصفون السيد الرئيس بالغامض؟ وليس من أوضح من هذا الرئيس القاىد في هذا العصر، الواضح في ثباته على الحق، حق الوطن والأمة في الرقي الى المكان اللائق في ثباته على المطالبة بالحقوق السليبة، لسوريا والأمة كاملة، وهذا بالنسبة للغرب المتخلف الجشع القبيح غموض؟ هو غامض بالمقارنة مع الآخرين المعاصرين من القادة في هذا العصر، ثابت على الحق ومساندة الضعفاء من الأشقاء يوم تخلى الآخرون عن أصغر واجباتهم وهو إحترام الذات، لن يفهم الغربيون الواضح لأن في عيونهم زغل، فنحن نرى الحاكم شبه إله من جلقامش،الى النبي الاعظم، الى خلفاءه ...الى هذا الطبيب العسكري. اما هم بديمقراطيتهم الموبوئة بشتى الموبقات فلن يفهموا الصورة أبداً. قل با أبّها الغربيون لكم الغموض والعمى ولنا الوضوح والبصر والبصيرة.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا