جهينة نيوز:
نشرت صحيفة/ الغارديان/ مقالا في افتتاحيتها بعنوان /رأي الغارديان في خيرسون: تكلفة الحرب في أوكرانيا/.
وقالت الصحيفة في الافتتاحية إنه بينما تكافح كييف لأخذ زمام المبادرة تتفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا.
و ذكّرت بأن خيرسون كانت أول مدينة كبرى تسقط في أيدي قوات الرئيس الروسي/ فلاديمير بوتين/ ولا تزال العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت.
وأضافت الصحيفة... أنه مع فشل الخطة الروسية بشكل يزداد وضوحاً في تحقيق نصر خاطف ومهين كان الاستيلاء على المدينة مهماً لموسكو لأسباب رمزية واستراتيجية حيث سيطرت روسيا على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا بعد أكثر من أسبوع بقليل من بدء عمليتها العسكرية الخاصة في 24 شباط.
و ذكّرت الصحيفة بأن العديد من سكانها /خيرسون/ البالغ عددهم 280 ألف نسمة ظلّوا غاضبين بل متحدين أيضاً وتصاعدت الاحتجاجات في وسطها.
وأضافت أن التأثير المروّع للاحتلال الروسي في المقابل كان له أثره.
وقالت الصحيفة إن القوات الروسية قمعت الاحتجاجات و كانت حملة القمع ضد المعارضة قاسية وشاملة وتم فرض منهج روسي في المدارس.
وقالت الصحيفة إنه لذلك فإن إعلان مسؤول عسكري أوكراني يوم الاثنين بأن هجوماً مضاداً جنوبياً طال انتظاره قد بدأ كان لحظة مذهلة بعد ستة أشهر من هذه الحرب حيث أعلنت القيادة الجنوبية الأوكرانية أن روسيا تكبدت خسائر فادحة بالأوكرانيين.
وأضافت الصحيفة زعم /أوليكسي أريستوفيتش/ مستشار الرئيس /فولوديمير زيلينسكي/ أن القوات اخترقت الدفاعات الروسية في عدة مناطق بالقرب من خيرسون لكنها كانت حريصة أيضاً على إدارة التوقعات وصورت عملية بطيئة لطحن العدو.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤول أوكراني وصف العمليات بالعادية وأشار بعض المقاتلين إلى أن الهجمات لا ترقى إلى مستوى هجوم مضاد كامل.
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من تدفق الأسلحة من الولايات المتحدة على وجه الخصوص لا تزال أوكرانيا تفتقر إلى الأسلحة والأفراد لمحاولة شن هجوم كبير وتساءل البعض عما إذا كان تتبع هجوم مضاد بهذه الكثافة في وقت مبكر يهدف إلى محاولة صرف انتباه روسيا عن الشرق حيث كانت تتقدم وإن كان ذلك ببطء.
واكملت الصحيفة...من جهته قال الجيش الأمريكي يوم الاثنين إن هناك تصاعداً في القتال حول خيرسون لكنه لم يستطع تأكيد ما إذا كان الهجوم قد بدأ.
وقالت الصحيفة إن للاحتلال الروسي تأثيرا تدريجيا ليس فقط على رفاهية المدنيين ولكن أيضاً على وضع المدينة.
و أضافت يخطط الكرملين لإجراء استفتاء لخلق ذريعة لجلب المنطقة إلى روسيا على الرغم من الحد الأدنى من الحماس وقد تأمل أوكرانيا في تأجيل التصويت ومن الناحية اللوجستية من المرجح أيضاً أن تؤدي ظروف الشتاء المريرة إلى ترسيخ الجمود العسكري.
وقالت الصحيفة إن السير / أليكس/ كان يشير إلى حاجة كييف إلى إظهار قدرتها على فعل ما هو أكثر من مقاومة التقدم الروسي و بوسعها أن تستغل زمام المبادرة وبالتالي تعزيز الروح المعنوية لسكانها في الوقت الذي تواجه فيه شتاء قاتماً والحفاظ على دعم الزعماء الغربيين الذين يكافح ناخبوهم مع ارتفاع تكاليف الطاقة إلى عنان السماء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما كان يناقش هذا التطور كان من المتوقع أن يوافق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي المجتمعون في براغ على خطط لإنشاء منشأة تدريب للقوات الأوكرانية لكن وزراء المالية ظلوا منقسمين بشأن ضرب روسيا بشكل أكبر.
وذكرت الصحيفة في الختام أنه في هذا الوقت تتفاقم الأزمة الإنسانية.
و أضافت أنه نظراً لعدم قدرتها على إحراز تقدم عسكري سريع ربما حولت روسيا تركيزها نحو إضفاء الطابع الرسمي على ضم الأراضي والعقاب الاقتصادي.
وقالت الصحيفة إن كييف تخشى من أن تستهدف روسيا شبكة الطاقة الخاصة بها وتغلق محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
و أضافت يعتقد البعض أن ما يصل إلى 2 مليون أوكراني يمكن أن يعبروا إلى بولندا هذا الشتاء.
وختمت الصحيفة بالقول... على الرغم من ضبابية الحالة العسكرية فإن أثرها الوحشي على المدنيين لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً