ملکة بريطانيا وحقبتها الدامية

السبت, 10 أيلول 2022 الساعة 15:28 | مجتمع, أخبار المجتمع

ملکة بريطانيا وحقبتها الدامية

جهينة نيوز:

بلغت الثروة الشخصية لملكة بريطانيا التي أعلن عن موتها يوم امس الخميس مئات ملايين الجنيهات الاسترلينية لكن الأرث الاكبر الذي خلفها هذه الملكة هو المشاركة في اراقة دماء مئات الآلاف من البشر.

استمرت حقبة هذه الملكة 69 عاما وكانت ملكة لبريطانيا و14 دولة اخرى وكانت ثرواتها مقسمة الى قسمين ، ثروة شخصية قدرت ما بين 300 الى 500 مليون جنيه استرليني، وثروة ملوكية كانت تحت تصرفها وتقدر بنحو 90 مليار دولار وتشمل القصور الملكية والمجوهرات وغيرها.

شملت الثروة الشخصية للملكة اليزابيت في حياتها طيفا واسعا من الآثار الفنية التاريخية الثمينة الى المجوهرات وحقول طاقة الرياح واحصنتها التي أدرت عليها 9 ملايين دولار في المسابقات ، وكانت تصرف نحو 600 الف جنيه استرليني في كل عام على هذه الاحصنة ، وكان بامكانها صرف 15 بالمئة من عوائد اموال العائلة المالكة على الحفلات والمراسم وسفراتها ، وتضاعف راتبها السنوي خلال السنوات الاخيرة وبلغ 97/2 مليون دولار كانت تصرف لافراد الاسرة المالكة.

وملكت اليزابيت ايضا 263 الف هكتارا من الاراضي الزراعية كانت تدر عليها 400 مليون دولار سنويا وتقدر ثمن مجوهراتها ايضا بـ 4 مليارات دولار.

الارث الدامي

انقلاب 19 أغسسطس في ايران: يدعي البريطانيون ان الملوكية هي مؤسسة رمزية ولا يتدخل اللملك او الملكة في الشؤون السياسية لكن بعد مضي شهرين فقط من تتويج الملكة اليزابيت حدث انقلاب عسكري في ايران بقيادة "فضل الله زاهدي" اطاح بحكومة منتخبة شعبيا قادها محمد مصدق والادلة التاريخية كلها تشير بضلوع المخابرات البريطانية المباشر في هذا الانقلاب الدامي.

أزمة قناة السويس: لقد اطاح الزعيم المصري جمال عبدالناصر بالحكم الملكي في البلاد وقام بتأميم قناة السويس، وفي عام 1956 سمحت الملكة اليزابيت بانضمام بريطانيا الى فرنسا والكيان الصهيوني لشن العدوان الثلاثي على مصر، ونتيجة لهذا العدوان والحرب الدامية اغلقت قناة السويس عدة شهور وقتل حوالي ألفي جندي مصري.

احتلال جنوب اليمن: لقد احتل الاستعمار البريطاني قرابة قرنين من الزمن مناطق في جنوب اليمن وفي عام 1963 قادت الجبهة الوطنية في اليمن ثورة عارمة ضد الاستعمار البريطاني استمرت 6 سنوات وقضت على السلطة الاستعمارية البريطانية في جنوب اليمن . وتشير الوثائق التاريخية ان الجنود البريطانيين مارسوا طوال هذه السنوات تعذيبا وحشيا ومخيفا بحق الاسرى اليمنيين الذين يتم احتجازهم.

فصل البحرين عن ايران: في عام 1971 انفصل آل خليفة في البحرين عن ايران بدعم بريطاني مباشر ،واعلن البريطانيون في البداية بانهم سيسحبون قواتهم من البحرين لكن بعد مرور وقت قصير تم طرح قضية "استقلال البحرين" ولم تستطع الحكومة الايرانية في حينها القيام بما يجب واكتفت فقط باعادة الجزر الايرانية الثلاث في الخليج الفارسي.

اسقاط طائرة الركاب المدنية الايرانية: رغم مضي 34 عاما على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الجيش الاميركي باطلاق صاروخين على طائرة ركاب ايرانية في اجواء الخليج الفارسي والذي ادى الى استشهاد جميع ركابها يبدو ان هناك جوانب جديدة في هذه القضية يتم الكشف عنها حتى يومنا هذا، فالملفات التي سمح برفع السرية عنها في بريطانيا تظهر ان حكومة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغاريت تاتشر اعلنت دعمها لهذه الجريمة مباشرة بعد وقوعها وساهمت في اخفاء معلومات بشأنها.

حرب فوكلاند: في عام 1982 نشب نزاع بين بريطانيا والارجنتين حول جزر فوكلاند في جنوب المحيط الاطلسي ، ووقعت الحرب في عهد رئيسة الوزراء تاتشر وقتل فيها المئات من الجانبين وانتهت باستعادة بريطانيا للجزر.

حرب الخليج الفارسي الاولى: في عام 1991 واثر الغزو العراقي للكويت هاجم الاميركيون العراق بمساعدة دول حليفة بينهم بريطانيا وسميت العملية بعاصفة الصحراء وكان الهدف كما قال الرئيس الاميركي جورج بوش ، هو الحفاظ على "النظم العالمي" وقتل في تلك الحرب مئات آلاف العراقيين ، وفي عام 1988 ايضا قامت اميركا وبريطانيا بشن عمليات قصف جوي كبيرة في العراق وادعوا بأن ذلك بسبب امتلال العراق لاسلحة الدمار الشامل.

غزو افغانستان: بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر في اميركا قاد الاميركيون تحالفا ضم بريطانيا ايضا وهجموا على افغانستان وطالت هذه الحملة العسكرية حتى عام 2021 وكان الهدف المعلن هو التصدي لطالبان وتنظيم القاعدة لكن الغزو اسفر عن مقتل 243 الف افغاني وعودة طالبان الى الحكم وانسحاب القوات الاجنبية من افغانستان ، وقد قررت حكومة رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" بشكل مفاجئ في عام 2017 انهاء كافة التحقيقات بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات البريطانية في افغانستان .

غزو العراق: بعد عامين من غزو افغانستان شن التحالف الاميركي بمساهمة بريطانية هجوم عسكريا واسعا على العراق وذلك من جديد تحت ذريعة مكافحة اسلحة الدمار الشامل وادى هذا الغزو المدمر الى نشوب ازمات وصراعات قومية وطائفية في العراق ونشوء جماعات ارهابية مثل داعش . وارتكبت في هذه الحرب جرائم واسعة كابادة المدنيين في فضيحة بلاك ووتر وسجن ابو غريب وتعذيب السجناء الذي اصبح الخبر الاهم على الساحة العالمية ، لقد حصدت هذه الحرب أرواح نصف مليون انسان بين عامي 2003 الى 2011 فقط.

الأزمة السورية: منذ بدء الاضطرابات في سوريا في عام 2011 واشتدادها فيما بعد قام الغربيون وخاصة اميركا وبريطانيا وفرنسا الى جانب حلفائهم من الدول العربية بدعم الارهاب في سوريا بهدف الاطاحة بنظام الحكم في سوريا . وقد صرح السفير البريطاني في سوريا بين عامي 2003 و2006 "بيتر فورد" في مقابلة اجراها في عام 2017 مع قناة بي بي سي ان جميع السياسات البريطانية تجاه سوريا كانت خاطئة وان دعم بريطانيا للارهابيين والمسلحين في سوريا محكوم بالفشل ، مضيفا ان ذلك ادى الى مقتل وجرح مئات آلاف المدنيين وهذا امر كان يمكن التنبوء به، اما موقع "دايلي ماوريك" الاخباري فقد اورد ايضا مؤخرا ان بريطانيا صرفت مبلغ 350 مليون جنيه استرليني للدعاية للجماعات المناوئة للحكومة السورية.

الدعم المالي والتسليحي للحكومة غير الشرعية في اليمن: منذ بدء العدوان السعودي الاماراتي على اليمن في مارس 2015 بادرت بريطانيا الى تقديم انواع الدعم التسليحي واللوجستي والاستخباري لتحالف العدوان ومن اجل ذلك اعتبرت الامم المتحدة بريطانيا واميركا وفرنسا شركاء في جرائم الحرب في اليمن . اما السعدية والامارات اللتين قتلتا مئات آلاف اليمنيين في غاراتهما الجوية فهما من اكبر مشتري الاسلحة البريطانية والاميركية والفرنسية.

وقد قامت شركة الصناعات العسكرية والجوفضائية البريطانية ببيع 17/6 مليار جنيه استرليني من السلاح والخدمات العسكرية الى انظام السعودي منذ عام 2015 حتى الان ولديها 6700 موظفا ايضا في السعودية.

المصدر: وكالة فارس


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا