جهينة نيوز
لم تسلم مواقع حلب الأثرية من أضرار الزلزال الكارثي حيث ترك بصماته الثقيلة على العديد منها بعد تدمير أقسام من هذه المواقع كلياً أو تصدعها، لكن في كلتا الحالتين يحتاج إعادتها إلى ما كانت عليه جهداً كبيراً وأموالاً طائلة وخاصة أن ترميمها يستلزم دقة واهتماماً عالياً في تفاصيلها التراثية ومنع المساس بهذه الخاصية ولاسيما أن بعضها مدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو كقلعة حلب وأسواق المدينة القديمة.
مدير قلعة حلب أحمد الغريب بيّن لصحيفة تشرين حجم الضرر الذي أصاب قلعة حلب من جراء الزلزال الأسبوع الفائت، ما استلزم منع الزوار من الدخول إليها حرصاً على سلامتهم وحماية للقلعة في الوقت ذاته، فالحمولات المتنقلة تترك أثرها السلبي وتحديداً عند مدخلها، الأمر الذي يخشى من هبوطه في حال الحمولة الزائدة وخاصة أن مدخل القلعة تحديداً تعرض لأضرار شديدة خلال سنوات الحرب بعد تفجيره بعبوة ناسفة تسببت في أذيته.
ويشير الغريب إلى أن زلزال حلب الكارثي الحالي، ليس الأول، ففي عام 1822 تعرضت حلب وقلعتها إلى زلزال أكثر شدة كان له تداعيات كبيرة على معظم المباني في القلعة ومحيطها، وأيضاً إلى أن هذا الزلزال ترك أضراراً تصنف بين البسيطة والمتوسطة داخل قلعة حلب والمدينة القديمة إجمالاً.
وبيّن مدير القلعة أن الضرر شمل مدخل القلعة بعد تصدع جدرانه والأرضية، وتصدع جزء كبير من الطاحونة العثمانية، التي بنيت عام 1934، وجزء كبير من الثكنة العثمانية من جراء سقوط جزء من الواجهة الجنوبية، وجزء من السقف، إضافة إلى تصدع جزء كبير من مئذنة الجامع الأيوبي، وسقوط “جوسق” المئذنة وبعض الأضرار البسيطة في السور الدفاعي للقلعة، مع أضرار بسيطة في بعض المواقع، لكن رغم هذه الأضرار يطمئن مدير القلعة أن وضع القلعة إنشائياً لا يزال متماسكاً باستثناء الأضرار آنفة الذكر.
ولفت الغريب إلى أن كوادر مديرية الآثار والمتاحف ومديرية الآثار بحلب أجرت تقييماً أولياً للأضرار مع إعداد دراسة إسعافية للتدخل الإسعافي في القلعة، كما أن وفداً هندسياً من المديرية العامة للآثار والمتاحف سيقوم بمعاينة هذه الأضرار واقتراح حلول إسعافية بعد إجراء التقييم الهندسي الميداني، بالتعاون أيضاً مع منظمة اليونسكو على اعتبار أن مدينة حلب والمدينة القديمة مسجلة على لائحة التراث العالمي 1986، علماً أن المنظمة تدخلت عام 2017 بترميم مدخل قلعة حلب، الذي تعرض لتفجير عبوة ناسفة، لافتاً إلى أن وفداً من منظمة اليونسكو سيأتي إلى حلب يوم 25 شباط الجاري لمعاينة واقع القلعة والضرر الذي أصابها.
وبيّن الغريب أن الاهتمام الأكبر سينصب على الأماكن الخطرة وخاصة مئذنة الجامع الكبير نظراً للتصدع الكبير في واجهاتها، والثكنة العثمانية والطاحونة، مشيراً إلى انتظار تقييم الكادر الهندسي لمدخل القلعة والمباني المهددة بالخطر، ليصار بعدها التدخل والمعالجة، أما بتدخل إسعافي أو تدعيم مؤقت لحين اتخاذ القرار النهائي بإطلاق مشاريع الترميم وإعادة القلعة إلى شكلها التاريخي والأثري السابق.