وكالة صينية تتحدث عن حقبة ما بعد العار في السياسة الخارجية الأمريكية

الأحد, 5 آذار 2023 الساعة 11:28 | سياسة, عالمي

وكالة صينية تتحدث عن حقبة ما بعد العار في السياسة الخارجية الأمريكية

نشرت وكالة شينخوا تقرير لها بعنوان " حقبة ما بعد العار في السياسة الخارجية الأمريكية" حيث تطرقت للإنسحاب الأمريكي من أفغانستان وترك الحلفاء وعدم الخجل من سرقة النفط السوري, ونقاط أخرى وجاء في التقرير:

بدأت لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس تحقيقا ضد عضو الكونغرس جورج سانتوس، الذي تبين أنه لفق عناصر رئيسية من قصة حياته بل وكذب بشأن وفاة والدته في هجمات 11 أيلول سبتمبر.

فاللجنة، المعروف عنها عدم متابعتها الجادة للتحريات، لديها قدرة محدودة على معاقبة المشرعين على ارتكاب المخالفات. وفي شباط فبراير، قال سانتوس لشبكة ((سي إن إن)) إنه "غير قلق" بشأن تحقيق تجريه لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب. وعلى الرغم من فضائحه، يبدو أن الجمهوريين عازفون عن الدفع باتجاه إقالة سانتوس من منصبه على الفور.

ومؤخرا أعربت الإذاعة الوطنية العامة عن أسفها لأن الفضائح الناجية من العقاب أصبحت أكثر سهولة بالنسبة لساسة أمثال سانتوس، بعد أن دخلت الولايات المتحدة حقبة من "سياسات ما بعد العار". لكن الإذاعة الوطنية العامة بطيئة بعض الشيء في استيعاب الأمر. فبالنسبة إلى الأشخاص خارج الولايات المتحدة، بدأت حقبة ما بعد العار منذ فترة طويلة، لا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية.

في كتابه (صراع الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي)، أشار صامويل هنتنغتون إلى أن الإيمان بالمبادئ الأمريكية باعتبارها مبادئ عالمية وبمهمة الولايات المتحدة في الترويج لهذه المبادئ والدفاع عنها بجميع أنحاء العالم كان موضوعا مستمرا وقويا في السياسة الخارجية الأمريكية. ومع ذلك، أصبح هذا الموضوع متقطعا وأكثر ضعفا مع سعي الولايات المتحدة إلى تحقيق مصالحها دون أي إحساس بالعار واستعدادها للضرب بمبادئها وقيمها عرض الحائط.

تأتي سياسة "أمريكا أولا" لتجسد كيف تغير الزمن. فهذا النهج، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يعطي الأولوية لمصالح الولايات المتحدة على مصالح الدول الأخرى. إنه (هذا النهج) يتجاهل الأعراف الدولية الراسخة، وهو أمر انتقده كثيرون واصفين إياه بالأنانية والانعزالية.

للأسف، استمر انعدام الشعور بالعار في السياسة الخارجية الأمريكية إلى ما بعد رئاسة ترامب، كما يتضح من استمرار غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار، والانسحاب المتسرع من أفغانستان، وسرقة النفط السوري، وولايتها القضائية طويلة الذراع، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

لقد كانت الضربات التي نفذها الجيش الأمريكي بطائرات بدون طيار في الصومال واليمن، من بين دول أخرى، مثيرة للجدل بسبب تأثيرها المميت في كثير من الأحيان على المدنيين الأبرياء. وعلى الرغم من مزاعم الحكومة الأمريكية بدعم حقوق الإنسان وسيادة القانون، أسفرت الضربات التي تمت بطائرات بدون طيار عن مقتل المئات، إن لم يكن الآلاف، من غير المقاتلين. وعلاوة على ذلك، فإن مشروعية هذه الضربات كانت موضع شك على نطاق واسع، لا سيما وأنها كثيرا ما نُفذت في بلدان لم تكن فيها الولايات المتحدة رسميا في حالة حرب وجرت دون موافقة تلك الدول.

منذ عام 2001، أجرى الجيش الأمريكي عدة عمليات باسم مكافحة الإرهاب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 900 ألف شخص، ما يقرب من 335 ألف منهم من المدنيين. وقد نتج عن هذه الحملات العسكرية الأمريكية المروعة 37 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، مع مقتل ما يقدر بـ48 ألف مدني جراء الضربات الجوية الأمريكية على مدى العقدين الماضيين.

كما كان انعدام الشعور بالعار واضحا أثناء الانسحاب المفاجئ من أفغانستان، في ظل تجاهلها لروح التعاون والتضامن الدوليين التي كانت دافعت عنها. لقد قامت الحكومة الأمريكية، التي اعتمدت بشكل كبير على شركائها بالناتو خلال الحرب في أفغانستان التي استمرت 20 عاما، بالانسحاب فجأة من البلاد دون إجراء مشاورات كافية مع حلفائها، وتركتهم في وضع معقد ومحفوف بالمخاطر، هكذا اشتكى حلفاؤها.

أما استغلال الجيش الأمريكي لموارد النفط السورية فهو مثال رئيسي آخر على مدى انعدام الشعور بالعار لدى أمريكا. إنه يمثل انتهاكا للقانون الدولي. فقد اُتهمت الولايات المتحدة ومرتزقتها باستخراج ما متوسطه 66 ألف برميل من النفط يوميا من حقول النفط السورية. وألحقت أعمال السرقة هذه الضرر بالسلطة الأخلاقية للولايات المتحدة وقوضت مصداقيتها كقوة عظمى عالمية.

كما يجسد ما تطبقه من ولاية قضائية طويلة الذراع انعدام الشعور بالعار. فالولايات المتحدة تقوم عادة بإنفاذ قوانينها على الأفراد الأجانب والكيانات الأجنبية خارج أراضيها، متجاهلة سيادة الدول الأخرى. وقد تجلى هذا السلوك في حالات شملت شركة ((ألستوم)) الفرنسية وشركة ((هواوي)) الصينية.

وفي الحالتين، استخدمت الولايات المتحدة مقدرتها القانونية والاقتصادية لإرغام الآخرين على الإذعان والحفاظ على هيمنتها في صناعات رئيسية مع العمل في الوقت ذاته على احتواء منافسين صاعدين.

إن الآثار المترتبة على "حقبة ما بعد العار" في السياسة الخارجية الأمريكية تمتد إلى ما وراء حدود البلاد. والناس حول العالم يربطون خزيا كهذا بالأمة بكاملها.

ولكي تعيد الولايات المتحدة بناء سمعتها، يتعين عليها أن تعطي الأولوية للتعاون مع البلدان الأخرى بدلا من مواصلة الأحادية والهيمنة. وعندئذ فقط يمكنها أن تلعب دورا بناء وإيجابيا أكبر في تشكيل عالم أكثر أمانا وازدهارا.

 

المصدر: شينخوا


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا