جهينة نيوز
لم تكن هناك مكيفات ولا مراوح ولا ثلاجات و لا حتى كهرباء في العصور القديمة فكيف كان الصينيون القدماء يقضون فصل الصيف الحار؟ في الواقع كان سكان تلك العهود حكماء جداً وقد ابتكروا أيضاً العديد من الأساليب الرائعة.
وبحسب تقرير لوكالة شينخوا فإنه في عهد أسرة (شانغ) الملكية قبل حوالي ثلاثة آلاف عام بدأت العائلات الغنية والنبيلة في استخراج الجليد وتخزينه في أقبية خلال الشتاء استعدادا لمواجهة الصيف الحار في العام المقبل.ونظراً لأنه ليس من السهل قطع الثلج وتخزينه فإن مكعبات الثلج التي تستخرج في الصيف ليست متاحة للأشخاص العاديين ومع ذلك خلال عهد أسرتي (سوي) و(تانغ) الملكيتين وبظهور طرق جديدة مثل تخزين الجليد في الآبار العميقة تحسنت كفاءة تخزين الجليد الطبيعي بشكل كبير وبدأ رجال الأعمال في تخزين الثلج. وصنع التجار في عهد أسرة (يوان) الملكية طعاماً صيفياً مشابهاً للآيس كريم وأضافوا العسل ومسحوق اللؤلؤ والحليب إلى الثلج.. وفي وقت لاحق أعاد الرحالة الإيطالية (ماركو بولو) تقنية صنع هذا الطعام إلى إيطاليا.وبعد 300 عام من السرية التامة لهذه التقنية اشتراها الفرنسيون من إيطاليا بسعر مرتفع وانتشرت لاحقاً في المملكة المتحدة وبعد أن طورها البريطانيون صنعوا "الآيس كريم" الذي نأكله اليوم كثيرا.
وخلال عهد أسرة (تانغ) الملكية بنى الإمبراطور قاعة باردة في القصر لمقاومة حرارة الصيف ورُكبت معدات تبريد تعمل ميكانيكيا في القاعة ويعتمد هذا النوع من المعدات على طريقة دوران الماء البارد وتُدور عجلة المروحة لتوليد تيار هوائي لإرسال الهواء البارد إلى القاعة وفي الوقت نفسه تُستخدم الآلات لرفع الماء البارد إلى السطح وتركه ينزل مباشرة على طول الأفاريز لتشكيل ستارة مائية اصطناعية لتبريد الحرارة وبالإضافة إلى معدات التبريد الميكانيكية كانت هناك أيضاً كمية كبيرة من الثلج مخزنة في القصر.وفي فصل الشتاء البارد يكون بعض الأشخاص مسؤولين عن جمع مكعبات الثلج الطبيعية وتخزينها في غرفة الجليد وإخراجها خلال فصل الصيف الحار للاستخدام الملكي ونُسجت مراوح القدماء بشكل عام من الخيزران أما المراوح المستخدمة للأثرياء فكانت مصنوعة من الحرير ويحب الفنانون كتابة القصائد ورسم اللوحات على هذه المراوح.
ومن المعروف أن الصين مصدر الأعمال الخزفية وقد عرف القدماء منذ فترة طويلة أن الوسائد الخزفية يمكنها تخفيف حرارة الصيف وهي الخيار الأفضل لفراش الصيف ومن المؤكد أن النوم على هذه الوسادة مريح وصحي في الصيف.
واستخدم القدماء الناموسيات للواقية من البعوض في الصيف وكانت الفتيات يعلقن أزهار الياسمين العطرية في النوافذ وتستخدم النساء الماهرات أيضا أوراق حبق الراعي لنسج التمائم وتعليقها في أكياس من الشاش لإبعاد البعوض ومع العلم أن العديد من المواد الطبية الموجودة في الأكياس مثل الحلبة والنعناع والكالاموس وغيرها من الأعشاب الصينية لها تأثير طارد البعوض ولا تقل فاعليتها عن المنتجات الحالية المستخدمة لطرد البعوض.
ويعد الاستمتاع بزهرة اللوتس وركوب القوارب وصيد الأسماك وتسلق الجبال من وسائل الترفيه والتسلية الشائعة لتفادي القدماء حرارة الصيف.وفي عهد أسرة (مينغ) الملكية أصبحت عادة الاستمتاع بزهرة اللوتس أكثر شيوعاً ويعتبر الناس في مدينة سوتشو يوم 24 من الشهر السادس في التقويم القمري عيد ميلاد اللوتس ويذهب الجميع في هذا اليوم للاستمتاع باللوتس.