جهينة نيوز
أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا في كلمة له في قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية التي تنعقد في العاصمة الإيطالية روما بحضور ممثلين من/ 170 / دولة على أهمية توسيع نطاق البحوث العلمية والتطبيقية والاستفادة من مراكز الدراسات لتجنب الأزمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية الحادة التي نواجهها.
وأضاف قطنا أن هذه القمة تشكل حدثاً عالمياً حظي بالزخم الكافي ليدرك العالم حجم الأخطار التي تهدد تحقيق الأمن الغذائي واستدامة الموارد في ظل تنامي الطلب على الغذاء مضيفاً أنه آن الأوان لتبنّي إجراءات سريعة لتحويل نظم الزراعة والغذاء نحو أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة للوصول إلى نمو اقتصادي شامل ودعم الدول التي تعاني من أزمات أو حالات طوارئ لتحسين أداء سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية فيها.
وأشار قطنا على أن سورية وبعد التحديات التي واجهتها بسبب الإرهاب والحصار تطلع إلى التعاون مع الدول التي تؤمن وتعمل بالفعل من أجل حقوق الإنسان وأمنه ومع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية لتنفيذ برامج التعافي المبكر والتنمية في سورية الذي يشكل حجر الزاوية لنجاح أي جهد يبذل لبلوغ أهداف التنمية المستدامة لا سيما وأنها وضعت استراتيجية محدثة للزراعة 2021-2030.
ولفت قطنا إلى أن سورية تعمل لوضع نهج شامل ومنسق لتحويل نظم الزراعة والغذاء إلى نظم أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة وقدرة على الاستمرار بالتعاون مع مكتب منظمة الفاو في دمشق من أجل بناء استراتيجية متكاملة لتحويل نظم الزراعة والغذاء في سورية.
وخلال مشاركته ضمن فعاليات القمة في جلسة خاصة عقدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا) بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمات دولية أخرى حول مواجهة النظم الغذائية في البيئات الهشة وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية أكد الوزير قطنا في مداخلة على ضرورة تحديد الفرص وتوحيد الجهود العربية والعمل العربي المشترك نحو تحول النظم الغذائية في البيئات الهشة وضرورة زيادة الاستثمارات وتوفير التمويل لمثل هذه المشاريع في الدول التي تعاني من أزمات ومنها سورية لافتاً إلى دور الجامعة العربية ومنظمات العمل العربي المشترك في هذا الشأن مشيراً إلى أهمية التعاون العربي-العربي في هذا المجال.
كما التقى الوزير قطنا على هامش أعمال القمة المدير الإقليمي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) دينا صالح وبحث معها أوجه التعاون في مجال تطوير الثروة الحيوانية وتنفيذ مشاريع تنمية جديدة في سورية مؤكداً ضرورة تطوير عمل مشروع تطوير الثروة الحيوانية الذي يتم تنفيذه في سورية بالتعاون مع الصندوق وإعادة توجيه موارد الصندوق المالية بحيث يكون/ 85 / بالمئة من ميزانية المشروع نحو دعم توفير التجهيزات والمعدات والآلات الزراعية مقابل/ 15 /بالمئة لمكون التدريب.
وأشار قطنا إلى الوزارة تعمل مع إدارة المشروع فيها للانتقال نحو بناء نماذج تنموية تنفيذية لدعم التوصل إلى سلالات حيوانية محسنة عالية الإنتاجية مع الحفاظ على السلالات المحلية.
وشدد الوزير إلى ضرورة بناء استراتيجية خروج واضحة وفعالة تمكّن كوادر الوزارة والمديريات المعنية بالثروة الحيوانية فيها من المضي قدماً عند انتهاء المشروع كنتيجة مباشرة وأثر متوقع منه.
وأكد قطنا على أهمية إنجاز مشروع الترقيم الإلكتروني للثروة الحيوانية مع البرنامج الإلكتروني وقواعد البيانات والقوارئ الإلكترونية اللازمة لذلك وتوفير التمويل اللازم له لتنظيم قطاع الثروة الحيوانية وضبط متطلباته بشكل دقيق.
من جانبها استعرضت المديرة الإقليمية للصندوق دينا صالح الصعوبات التي يعاني منها الصندوق في توفير التمويل اللازم لتنفيذ تدخلات أوسع في سورية مشيرةً إلى أن الصندوق سيستمر في السعي لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع الهامة والتي تمثل أولويات وطنية لسورية وفي نفس الوقت تتماشى مع مبادىء العمل في الصندوق مبينة أن الصندوق تقدم بمقترحات لبعض المانحين ولا يزال بانتظار الردود منهم.
وفي هذا الخصوص بين الوزير قطنا ضرورة لحظ مشاريع حصاد مياه الأمطار وإقامة البحيرات الجبلية في المنطقة الساحلية وإمكانية المساهمة في مبادرة المملكة العربية السعودية لزراعة ملايين الأشجار لتحسين الغطاء الأخضر ومواجهة تغير المناخ إضافة لقدرة سورية على إنتاج بذار القمح المغربل والمعقم من الأصناف المحسنة في البحوث الزراعية عالية الإنتاجية والمتحملة للجفاف وبالتالي إتاحة البذار للتصدير للدول العربية بأسعار وجودة تنافسية لتعزيز حالة الأمن الغذائي العربي.
وفي ختام اللقاء وجه الوزير قطنا دعوة للمدير الإقليمي للصندوق لزيارة دمشق وبحث آفاق التعاون في المجالات الزراعية بشكل معمق والعمل على تنفيذ المقترحات التي تم طرحها.
حضر اللقاء مندوب سورية الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة السفير أيمن رعد ومعاون وزير الزراعة الدكتور فايز المقداد.