البحر الأبيض المتوسط بلا أسماك لسنوات

شارك |

جهينة نيوز: كشفت دراسة جديدة من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن أكثر من أربعين بالمئة من أنواع الأسماك في البحر المتوسط مهددة بالاختفاء في غضون السنوات القليلة القادمة ويعود السبب بجزء منه إلى الصيد المفرط.  ويشرح الاتحاد في دراسته أن "استخدام معدات الصيد مثل قصبة الصيد والشباك جيبية الشكل بالإضافة إلى استعمال الشباك التي توضع على سطح الماء، أمران قد يؤديان إلى صيد مئات الحيوانات البحرية التي لا قيمة تجارية لها".بالتالي، تهدد هذه الممارسات "انواعا عدة من أسماك القرش والشفافين وأنواع أخرى من الأسماك، بالإضافة إلى حيوانات بحرية أخرى كالدلافين والحيتان والسلاحف والطيور". ويوضح تقرير الاتحاد أنه "وبحسب تقييم المنطقة، من بين 519 نوعا من الأسماك البحرية الأصلية، صنفت أكثر من 8% منها (43 نوعا) ضمن الأصناف المهددة (في خطر كبير أو في خطر أو عرضة للخطر).يضيف التقرير أنه "من بين الانواع ال15 الأكثر تعرضا للتهديد (في خطر كبير)، 14 هي من أسماك القرش والشفانين".  وفي بيان يقول كين كاربنتر منسق التقرير من أن "أعداد أسماك التونا الحمراء (تونوس تينوس) في البحر الأبيض المتوسط مقلقة للغاية. فقد سجل انخفاض بحوالى 50% في قابلية التناسل لدى هذه الفصيلة خلال السنوات الأربعين الماضية".  وأسماك التونا الحمراء المطلوبة جدا في تحضير السوشي، عانت طويلا من الصيد المفرط بحسب ما يلفت العلماء. لكن صيدها يبقى مربحا جدا. فقد بيعت مثلا في كانون الثاني/يناير الماضي سمكة تونا حمراء تزن 342 كيلوغراما بسعر قياسي قارب 300 ألف يورو في طوكيو. وتنظم معاهدات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوانين منفصلة الصيد في البحر الأبيض المتوسط من قبل 21 دولة تطل على البحر. وكانت اللجنة الدولية للمحافظة على سمك التونة بالمحيط الأطلنطي في تشرين الثاني الماضي صوتت على خفض صيد الأسماك ذات الزعانف الزرقاء من 13500 إلى 12900 طن متري سنويا.  وتقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إن مخزون الأسماك يواصل تراجعه عالميا رغم الجهود المتزايدة لتنظيم عمليات الصيد وإيقاف الصيد الجائر.  من جهتها، أظهرت دراسة استرالية أن درجات حرارة المحيطات التي ترتفع بسرعة في بعض أجزاء العالم قد تدفع بعض أنواع الأسماك إلى النهاية وتعوق نموها وتزيد الإجهاد وخطر النفوق. وحذرت من ان مصايد الأسماك التجارية مع ارتفاع درجة حرارة البحار وزيادة حمضيتها مما يؤثر على الشعاب المرجانية ومصايد الأسماك التي تعتمد عليها.